رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

محمد سلام ليس الأول ولن يكون الأخير! (1)

لا شك أن للفن بكافة أنواعه وأشكاله والفنان في مختلف المجالات منه، دورًا مهمًا وحيويًا وفاعلًا ومؤثرًا في مجتمعه ووطنه وأمته وفي الإنسانية جمعاء وفي كل القضايا المصيرية التي تواجهه،
وقد استعرضنا في مقالات سابقة هذا الدور على مدار التاريخ من خلال السينما والدراما والأغنية خاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.. 

 

التي كانت قضية العرب الأولى والأزلية، من قبل أن تتراجع بصورة مخيفة بفعل عوامل كثيرة ومتشعبة سياسيًا واقتصاديا واجتماعيًا، حتى عادت مؤخرا إلى بؤرة الأحداث بعد عملية طوفان الأقصى المستمرة منذ مايقرب من شهر حتى الآن والتي عرضنا في هذه المقالات أيضًا صور من تفاعل فناني مصر والوطن العربي والعالم مع هذه العملية وصور دعمهم ومناصرتهم الشعب الفلسطيني.. 

Advertisements

 

والتي كانت حتى وقت قريب لا ترتقي إلى مستوى الحدث، ولا تخرج في غالبيتها عن مجرد دعم معنوي بسيط بكلمات قليلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو استنكرناه وطالبنا بدعم أقوى وأكثر تأثيرًا وتفاعلًا..

 

وهو ما بدأ يتحقق على أرض الواقع في الأيام القليلة الماضية، والتي شهدت صور من الدعم المادي والمعنوي لفلسطين والمواقف القوية تجاه دولة الاحتلال والدول الداعمة لها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، من مقاطعات للبضائع وإلغاء لتعاقدات وحفلات وعروض فنية وجمع تبرعات وتخصيص إيرادات لصالح أهل غزة إلى آخره. 


حيث أن الفنان يجب أن يكون لها موقف من مثل هذه الأحداث الكبرى دونما الاشتغال بالعمل السياسي الذي له رجالاته ومتخصصيه.


سلمت يا سلام 


أثار ومازال الاعتذار المفاجئ للفنان محمد سلام عن المشاركة في مسرحية زواج اصطناعي بموسم الرياض، الذي بدأ منذ أيام قلائل جدلًا واسعًا في الأوساط الفنية والإعلامية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووضع أهل الفن جميعًا في حرج شديد، بعدما فسر سبب اعتذاره بأنه لا يمكنه المشاركة في عرض به ضحك ورقص وغناء في ظل حزن كبير يسيطر عليه وعلى الوطن العربي إزاء الأحداث الدموية التي يتعرض لها أهل غزة.. 

 

وكان هذا الموقف الشجاع سببًا في تعرض محمد سلام لهجوم وانتقاد كبير من عدد من الفنانين والإعلاميين الذين اعتبروا موقفه هذا نوعًا من المزايدة على زملائه ورغبةً في الشهرة! رغم أنه في الحقيقة خسر أجره عن العرض والمقدر بنحو 80 ألف دولار أي مايوازي 3 ونصف مليون جنيه مصري! 

 

كما تم استبعاده من موسم الرياض نهائيًا، ومن المشاركة في أي أعمال سعودية وكذلك طالبت إدارة منصة شاهد الشهيرة باستبعاده من الجزء الثامن من مسلسل الكبير أوي لأحمد مكي لكي يعرض العمل على المنصة، وهو ما رفضته تمامًا الشركة المنتجة سينرجي.


رغم الخسائر المادية الباهظة وكذلك بطل العمل أحمد مكي، والذي غرد عدة تغريدات دعمًا لزميله محمد سلام ومخرج العمل أحمد الجندي وهو ما فعله عدد من صناع الفن والفنانين مثل المخرجة كاملة أبو ذكري والفنانة حلا شيحة والفنان صبري فواز والفنانة رحمة أحمد وغيرهم، وطالب كثير من الجماهير بمقاطعة هذه المنصة وإلغاء الاشتراك فيها دعمًا لموقف محمد سلام وأسرة المسلسل.


ولأن الفنان موقف والمواقف الشجاعة المشرفة غالبًا ما تكون لها عواقب وخسائر، فإن عدد من الفنانين المطربين تعرضوا لخسائر مادية كبيرة جدًا جراء موقفهم الرافض للعمل والغناء في ظل هذه الظروف المؤلمة، منهم المطرب تامر حسني.. 

 

الذي اعتذر عن تقديم نحو 20 حفلة غنائية في عدد من المدن الأوروبية وعن إحياء 40 حفل زفاف بمصر وخارجها خلال الفترة المقبلة، بل ويقود حملة تبرعات كبرى بين رجال الأعمال والفنانين المصريين والعرب لدعم الشعب الفلسطيني..

 

ونفس الحال فعله الهضبة عمرو دياب والذي ألغى مؤخرًا تعاقده مع إحدى شركات المياه الغازية الأمريكية العالمية، والتي كان سيصور حملة دعائية كبيرة لصالحها كانت ستعرض في الشهر المقبل وهو ما عرضه لخسارة مادية باهظة ودفع شرط جزائي ضخم للشركة! بل وتبرع عمرو دياب ب5 ملايين جنيه لدعم أهل غزة.

 

 

كذلك المطربة شيرين عبد الوهاب ألغت حفلاتها المقبلة بالكويت وموسم الرياض تضامنًا مع أهل غزة. ومن المطربين الذين ألغوا حفلاتهم أيضًا لهذا السبب.. كاظم الساهر وحسين الجسمي وبهاء سلطان وماجدة الرومي وتامر عاشور ولطفي بوشناق ورامي صبري.                                     ولهذا موضوع تكملة في المقال المقبل إن شاء الله.

الجريدة الرسمية