رئيس التحرير
عصام كامل

التعددية القطبية، مفهوم جديد يقلب موازين قوى الاقتصاد العالمي، وخبراء: ظهور قوى اقتصادية جديدة تنافس أمريكا، وهذا مستقبل الدولار

مستقبل الاقتصاد العالمي،
مستقبل الاقتصاد العالمي، فيتو

يحتدم الصراع الاقتصادي العالمي وتصاعد حدته التنافسية بين الدول الاقتصادية الكبرى، للسيطرة على حركة التجارة العالمية، خاصة في ظل الأحداث الجارية التي تلقي بظلالها على جميع دول العالم، وتؤثر على اقتصادياتها، مما دفع هذه الدول إلى تشكيل عدة تكتلات اقتصادية تضم الدول ذات الأهداف المشتركة من مختلف القارات حيث أدت إلى ظهور مفهوم" التعددية القطبية"، حيث تهدف هذه الدول إلى التخلص من فكرة التبعية الاقتصادية، وتقليل هيمنة الدولار على سوق التجارة العالمية وسيطرته على الاقتصاد العالمي.

Advertisements

 

ظهور قوى اقتصادية جديدة أقوى من الولايات المتحدة الأمريكية

أكد الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادي، أنه سيكون هناك قوة اقتصادية كبرى قد تكون أكثر قوة من أمريكا، نظرا لانضمام الكثير من الدول الاقتصادية الكبرى للعديد من التكتلات والمجموعات الاقتصادية، على رأسها الصين والتي تمتلك كافة مقومات الصناعات المختلفة والمواد الخام، وروسيا المصدر الأول للنفط، إضافة إلى الهند والبرازيل والعديد من الدول الأخرى ذات الاقتصادية الكبرى. 

مؤشرات الاقتصاد العالمي، فيتو

 

وأوضح خلال تصريحات خاصة لـ فيتو، أن المناقشات الخاصة بالتبادل التجاري من خلال العملة المحلية لدول هذه المجموعات، له تأثير إيجابي على اقتصاد هذه الدول والوصول إلى الأهداف المنشودة ومعدلات النمو المستهدفة، لتخفيف الضغط على الدولار، والذي يعد سبب رئيسي في الأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم.  

 

هل تستمر أمريكا في السيطرة على الاقتصاد العالمي؟

من جانبه، قال الدكتور محمود عنبر أستاذ الاقتصاد، إن العالم يستعد لإعادة تشكيل الخريطة الاقتصادية العالمية من جديد، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تظل هي القطب الأوحد على مستوى العالم وإنما سيكون هناك أطراف أخرى تشارك الولايات المتحدة الأمريكية في زعامة العالم من الناحية الاقتصادية.

 

حالة من عدم اليقين يشهدها الاقتصاد العالمي

وأضاف خلال تصريح خاص لـ فيتو، أن الخريطة الاقتصادية على مستوى العالم هي التي تحدد الخريطة السياسية، وبالتالي نشهد تغيرا في مختلف الأصعدة والمجالات، لافتا إلى أنه لم يتم تحديد هذه الأطراف التي ستشارك أمريكا في الزعامة الاقتصادية على مستوى العالم، وهذا يدل على وجود حالة من عدم اليقين التي يشهدها العالم، خاصة مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية.  

 

 

تنافس هذه القوى على الاقتصاد العالمي

وأشار عنبر إلى أن العالم ينقسم إلى جانبين، وهما الجانب الشرقي والجانب الغربي، حيث يتنافس كلا الجانبين للسيطرة والهيمنة على حركة الاقتصاد العالمي، مما يؤثر على كافة مؤشرات الاقتصاد لمختلف دول العالم، سواء فيما يتعلق بحجم التبادل التجاري أو معدلات تدفق الاستثمار، وهو ما شهدناه من خلال اتفاق الصين وروسيا على إتمام التبادل التجاري بينهما بالعملة المحلية لكل دولة سواء اليوان الصيني أو الروبيل الروسي. 

 

دور مجموعة البريكس 

ولفت إلى أن هذا الانقسام تبلور بشكل أكبر عند تأسيس مجموعة بريكس والتي من المقرر انطلاقها وتفعيل دورها بداية العام القادم 2024، حيث ضمت العديد من مختلف الدول العربية والإفريقية، وغيرها من الدول الاقتصادية الكبرى مثل الصين وروسيا والهند، والتي تهدف إلى توسيع التعامل بالعملات المحلية لكافة الدول الأعضاء.

 

مجموعة البريكس، فيتو 

 

تحول الاقتصاد العالمي إلى نظام التعددية القطبية 

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور صلاح فهمي الخبير الاقتصادي أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، أن العالم سيشهد تغييرا في خارطة الاقتصاد العالمي خلال الفترة القادمة، نتيجة للعديد من التكتلات الاقتصادية التي ظهرت على الساحة خلال الفترة الماضية على رأسها مجموعة البريكس والتي من المقرر تفعيل دورها بداية من العام القادم، حيث تضم هذه التكتلات دول من مختلف القارات، مما يحول النظام الاقتصادي العالمي إلى التعددية القطبية خلال الفترة القادمة. 

 

دور التكتلات الاقتصادية في التأثير على حركة التجارة العالمية 

وأضاف خلال تصريح خاص لـ فيتو، إن التساؤل الذي يشغل بال الكثيرين، هو مدى تأثير مثل هذه التكتلات الاقتصادية على الاقتصاد العالمي، وهل سيضيف إليه ميزة جديدة أم العكس، موضحا أنه في حال زيادة حجم تبادل التجارة العالمية، والاستثمارات بأسواق مختلف الدول، وقلة نسب التضخم والبطالة، فإن هذه التجمعات سيكون لها مردود إيجابي على اقتصاديات مختلف دول العالم، وبالتالي تزيد عدد الدول المنضمة. 

 

 

عملة جديدة للتخلي عن الدولار

وأشار فهمي إلى أنه لن يمكن لأي دولة التخلي عن الدولار إلا في حالة وجود عملة قوية معتمدة دوليا، لافتا إلى أنها لن تحل مكان الدولار بشكل كامل، وإنما ستساهم في تقليل هيمنته وسيطرته، ولكن على المدى البعيد خلال السنوات القادمة، فقوة هذه العملة تستمد من القوة الاقتصادية للدولة، والتي تعتمد على حجم ومدى قوة التبادل التجاري.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية