رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس.. والرئيس المحتمل

طوال نهار أمس شاهد الناس وسمعوا رئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزراء المالية والتخطيط والبترول والكهرباء، في أولى جلسات مؤتمر حكاية وطن، الذي يمتد لثلاثة أيام، وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي حاضرا الساعات كلها، مستمعا ومناقشا ومفسرا وكاشفا الكثير من الملفات والأسرار والاوجاع الذاتية.


يأتى انعقاد هذا المؤتمر الانتخابي الموسع بالعاصمة الادارية في بداية الحملة الانتخابية للرئيس، وقبيل أن يعلن ترشحه المحتمل غدا الاثنين لولاية ثالثة تمتد لست سنوات..

Advertisements


والحق أن الرئيس كان يقدم كشف حسابه وحساب حكومته، وفي المكاشفة روى الكثير من المعاناة في تدبير الموارد الكافية لنقل البلاد نقلة واسعة إلى الامام. كان التحدي أمامه ثلاثة تحديات مجتمعة: قلة المال، محدودية الوقت، عدم التقدير..


والاخيرة كانت واضحة في نبرات الرئيس ورئيس الحكومة، لأن الشعب رأي أن الأكل أهم مما يبنيه رئيس البلاد، بينما الرئيس يرى أن البنية الاساسية توسع الموارد وتأتي بالمال لنأتي بالطعام..


شئ من المرارة إذن غلف المشاعر، لكن ما يجب الالتفات إليه هو تركيز الرئيس علي الأمن والاستقرار، وهو الهاجس الأكبر والأخطر لأي وطنى يعشق بلده، لأننا مازلنا ندفع فاتورة الخراب والفوضى والعمالة التى صاحبت مؤامرة الخامس والعشرين من يناير 2011، والتى بلغت كما حددها المسئول الأول في مصر ب٤٥٠مليار دولار لسنوات 2011 و2012 و2013.


أيامها كان الشعب في الشوارع، مظاهرات واعتصامات وتفجيرات ارهابية، نصحو علي دموع وننام علي دموع، وندعو الله أن يحفظ مصر، فلما استقر الأمن ومضت خطط التعمير نحو التنفيذ، نسينا الالام المروعة وليالي الخوف، وأيام الرعب والقلق والتوتر، التى عشناها، لا نعرف ما المصير..

 

كيف ننسى تلك السنوات السوداء، إذ سيطر البلطجية علي الشوارع. وهاجموا البيوت، وسرقوا السيارات وخطفوا البنات والزوجات، بينما سيطر الارهابيون والعملاء علي قصر الحكم باسم الله!

برنامج الرئيس 

في مداخلات الرئيس التوضيحية عزوف وزهد، وهو قال أمامكم فرصة للتغيير، فصناديق الاقتراع تحدد من تريدونه، وهو موقن بأن أيا من يحكم هو اختيار الله قبل اختيار الناس، "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".. رددها الرئيس بثقة، لأن هذا بالفعل واقع الحال وواقع النفس التى تعمل بتجرد..

 

لا أقول أن الرئيس لم يسبب استياء لدى الناس، بل اقول بالفعل أن الناس زعلانه منه، وهي تقدر ما قدمه للوطن، وعند الحساب النهائي فهو بطل قومي، لم يكسب مجرد معركة اوحرب، بل كسب مصير وطن بأكمله، وتلك الحقيقة ساطعة شئنا ام ابينا.. 

 

وبسبب حب الناس الجارف وثقتهم فيه نفذ الرئيس خطط الاصلاح الاقتصادي، توسع في المشروعات، وبدأت الاسعار تتوحش، ويد الحكومة ناعمة رخوة علي حفنة المحتكرين ولاتزال، مما ضاعف من سخط الناس فنسوا ما بنى وتذكروا فقط ما نقص من طعام وشراب بسبب الغلاء..

 

البرنامج الانتخابي للرئيس هو المزيد من الدموع، ووالعمل، والصبر لكي ننقل مصر إلى مصاف الدول الناجحة، وهو حين نبه إلى التضحيات المطلوبة، قدم لمنافسه المحتمل خدمة جانبية كبيرة، لأن الأخير سوف يعد الناس بالشبع، بينما رئيسهم الحالي يقول ليس بالطعام تبنى الأمم.

 

من العقل والمنطق أن ندرك أن مقصود الرجل هو بذل المزيد من العمل والجهد والصبر، لرفع معدلات النمو، لا المقصود هو تجويع الناس كا سيتاجر بهذه المقولة معارضوه في الانتخابات الوشيكة..

 

برنامج المرشح عبد الفتاح السيسي سبقته ثوابت عمل وإنجاز حقيقي ملموس، ووطنية جارفة، ورومانسية سياسية غير كاذبة.. وغلاء غير مسبوق.. نقول ما نحسه ونعقله.. ولنرى ماذا لدى المنافس المحتمل..
ونتابع..

الجريدة الرسمية