رئيس التحرير
عصام كامل

الأندية والمنتخب.. العشوائية وغياب المساءلة؟!

تراجع منتخبنا القومي في التصنيف الشهري للفيفا مركزا واحدا بعد هزيمته الثقيلة أمام تونس؛ وهى الهزيمة التي مرت مرور الكرام.. فلم نسمع أن اتحاد الكرة انتفض ليحاسب المسئول عنها أيا ما يكن موقعه، ما يجعلنا نتساءل: ما الذي تغير في منظومتنا الرياضة.. وخاصة كرة القدم..ففى أقل من أسبوع.. خسر منتخبنا القومى وخسر الأهلى أمام اتحاد العاصمة الجزائري وخسر الزمالك في بداية مشواره في الكونفدرالية.

 

لاعبو منتخبنا الوطنى ظهروا أمام تونس وكأنهم في غيبوبة كروية، فلا اتصال بين خطوطهم ولا خطة واضحة تجمعهم ولا جمل واضحة داخل الملعب ولا ظهرت حتى روح المنتخب المصري صاحب التاريخ الطويل والعريق في القارة والمنطقة كلها.. صحيح أن المدير الفني الأجنبي للمنتخب كسب 8 مباريات متتالية لكنه سقط في المباراة التاسعة بصورة مهينة لا نطمئن معها على النتائج في قادم البطولات والأيام.

Advertisements


تعددت أسباب هزيمة المنتخب لكن النتيجة واحدة؛ ولم يفسر لنا المسئولون عن الفريق لماذا كان مرتبكا مفتقدًا للتنظيم  بدأ المباراة بتشكيل خطأ ولياقة بدنية منهكة وانسجام مفقود.. وهناك من يرى أن السبب هو غياب رباعي الأهلي عن صفوف المنتخب الذي افتقد، مثلًا، خدمات لاعب بحجم محمد عبدالمنعم لاعب الأهلي الذي كان لغيابه تأثير واضح على الأداء، لما يتمتع به من سرعة في المسافات القصيرة، وإجادة بناء الهجمات، بجوار على جبر أو حسام عبدالمجيد.. 

 

أما إشراك بيكهام فى مركز الظهير الأيسر فقد رآه البعض  قرارا غير موفق.. والسؤال: أليس في مصر التي يعيش على أرضها أكثر من مائة مليون نسمة عناصر تضاهي في كفاءتها رباعي الأهلى الذي غاب إيثارًا لمصالح النادى على حساب المنتخب.. 

 

بعد أن منحهم فيتوريا راحة للسفر مع بعثة ناديهم إلى السعودية استعدادًا لخوض مباراة السوبر الإفريقي أمام فريق اتحاد العاصمة الجزائري التي ضاعت هي الأخرى بعد مهرجان الفرص الضائعة أمام فريق من وسط جدول الدوري الجزائري.. أين دور الكشافة التي طالبها الرئيس السيسي باكتشاف ألف صلاح جديد لمصر، ليكونوا سفراء لها في الخارج؟!


لماذا حضرت مصالح الأندية وغابت مصلحة المنتخب الذي رأى البعض أن مباراته مع تونس تحصيل حاصل، ولا قيمة لها.. رغم أن الأندية ما جُعلت إلا لخدمة منتخبات بلادها، وسعيًا لحصد البطولات والمراكز المتقدمة عالميًا!

 
الهزائم الثلاث غير مبررة؛ وغير مقبولة وخصوصا هزيمة المنتخب الذي كنا نأمل أن تلقى حسابا حتى لا تتكرر بهذه الصورة مستقبلا؛ وكما نأمل أن نجد ردود فعل قوية.. لكن ما رأيناه كان باهتا باستثناء تصريحات صحفية متفرقة لا تسمن ولا تغني من جوع..

 

فحازم إمام عضو اتحاد الكرة، والمشرف على المنتخب اعترف بأن الخسارة مؤلمة وتزعجنا لكن كان يجب أن نتعرض لها حتى نعرف أين نقف.. وكيف نسير.. أضاف: مباراة تونس كانت صعبة للغاية لأن كل اللاعبين جاءوا من فترة راحة وهذه أول مباراة في الموسم أمام منتخب كبير، بالتأكيد اللاعبون ليسوا في كامل اللياقة البدنية وهناك من يلعب مع الآخر لأول مرة..

 

ولكننا بكل تأكيد سنتعلم، مؤكدًا أن الأجواء المحيطة بهذا المعسكر وظروف المباراة لم تكن جيدة، ولا أعتقد أنها ستتكرر ثانيةً، والأولوية ستكون للمنتخب فيما بعد.. التوقف المقبل سيكون لتصفيات كأس العالم 2026 ووقت التجارب انتهى، ولن يخرج أي لاعب من معسكر المنتخب المقبل مهما حدث ومهما كان الأمر، هذا كلام نهائي لا رجعة فيه..

 

أما فيتوريا المدير الفني للمنتخب فقد نفض يده من الخسارة وأدلى بتصريحات لا تعبأ بالخسارة ولا بسمعة منتخبنا؛ حيث قال "أنا أكره الخسارة جدًا، وعند الخسارة أتمنى أن أخسر نتيجة تقصير عندي.. لكن أنا فخور باللاعبين المصريين بدخولهم اللقاء رغم صعوبة الظروف..خط الدفاع لاعبون جدد، وبالاختصار هي خسارة وأنا لا أحبها".

 


إلى متى تستمر هذه العشوائية الكروية التي تغيب عنها ثقافة الاحترام، واحترام القوانين، وتطغى عليها المجاملات وثقافة الضجيج وعدم احترام اللوائح وعدم المحاسبة والردع.

الجريدة الرسمية