رئيس التحرير
عصام كامل

هل ضحايا الكوارث والزلازل الطبيعية شهداء، تعرف على آراء العلماء

ضحايا الكوارث،فيتو
ضحايا الكوارث،فيتو

 خيمت حالة من الحزن على أقارب وذوي ضحايا زلزال المغرب وإعصار ليبيا اللذين خلفا العديد من الضحايا والمصابين كم خيم الحزن على مصر بعد وقوع ضحايا من أبنائها في البلدين الشقيقين، وعاد التساؤل من جديد هل ضحايا الكوارث والزلازل الطبيعية شهداء؟  في هذا التقرير نتعرف على آراء العلماء في الإجابة على هذا السؤال.

اتحاد المهن الطبية يعزي الشعبين المغربي والليبي في ضحايا الكوارث الطبيعية

 

 فتوى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

في فتوى سابقة له أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين  الفتوى رقم (1) لعام 1444 هـ الصادرة عن لجنة الاجتهاد والفتوى بشأن نوازل زلزال تركيا وسوريا جاء فيها:

Advertisements

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد، فإن لجنة الاجتهاد والفتوى تتقدم للشعبين التركي والسوري بخالص التعازي في الشهداء والقتلى الذين قضوا نحبهم بسبب الزلزال الأخير، وتدعو الله تعالى أن يعجل بالشفاء للجرحى والمصابين، وأن يربط على قلوب أهالي المفقودين وأن يصبرهم ويعوضهم خيرًا، كما تدعو اللجنة عموم المسلمين حول العالم للقيام بواجبهم الديني والإنساني بإرسال المساعدات والدعم والمساندة لإخوانهم في تركيا وسوريا؛ لأن المصاب جلل وكبير ولا تكفي فيه جهود الدولة ومؤسساتها في المناطق المنكوبة وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه، مَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه، ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ بها عنه كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومَن ستَر مسلمًا ستَره اللهُ يومَ القيامةِ" البخاري ومسلم.

وقيامًا بواجب بيان الأحكام الشرعية في النوازل والمستجدات فإن لجنة الاجتهاد والفتوى تفتي في نوازل الزلازل الآتية بما يلي:

أولًا: هل قتلى الزلزال شهداء وهل ما وقع انتقام إلهي بسبب الذنوب؟

أفادت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من مات تحت أنقاض الأبنية بسبب الزلزال وغيره شهيد، ففي الحديث:" الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد." رواه مالك وأبو داود والنسائي. وإنما دخل المقتول تحت الأنقاض ضمن الشهداء كما قال القاضي عياض: "وإنما كانت هذه الموتات شهادة بتفضيل الله على أربابها، لشدتها، وعظيم الألم فيها، فجازاهم الله على ذلك، بأن جعل لهم أجر الشهداء، أو يحتمل أنهم سموا بذلك لمشاهدتهم فيما قاسوا من الألم عند الموت وشدته، ما أعد لهم كما أعد للشهداء".

أما تفسير وقوع الزلزال والكوارث الطبيعية بأنها انتقام من الله ممن نزلت بهم فهو مسلك غير سديد ويتنافى مع أخلاق الإسلام الداعية إلى جبر خواطر المنكسرين، بل يعارض النصوص الصحيحة كالحديث المشار إليه آنفا؛ إذ كيف يكون المقتول تحت الهدم شهيدًا في أعلى المنازل ومنتقم منه في آن واحد؟، ولا مانع من تذكير الناس أثناء النوازل والكوارث بالتوبة من الذنوب والعودة إلى الله تعالى واغتنام ما بقي من أعمارهم في طاعة الله.

خبير يستبعد التنبؤ بالزلازل وضحايا الكوارث يرتفع في ليبيا والمغرب | Azzaman

 

 اقرأ أيضا:

5 أعمال تنفع الميت بعد موته و5 أدعية تنير له قبره

  فتوى مفتي المملكة العربية السعودية الراحل الشيخ عبدالعزيز بن باز:

قال مفتي المملكة العربية السعودية الراحل وفقا لما هو منشور على موقعه الرسمي: " يقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الصحيحة: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قتل بالطاعون فهو شهيد، ومن قتل في البطن فهو شهيد وهكذا الغريق شهيد، وهكذا صاحب الهدم شهيد، وهكذا من مات في سبيل الله، وهكذا من قتل مظلوما دون ماله أو دون دينه أو دون أهله فهو شهيد كما جاء في الحديث الصحيح

 والمعنى أن له أجر الشهداء لكنه يغسل ويصلى عليه، وإنما الذي لا يغسل ولا يصلى عليه شهيد المعركة في قتال الكفار، الذي يموت في المعركة يقتل في المعركة لا يغسل ولا يصلى عليه، بل يدفن في ثيابه من غير تغسيل ولا صلاة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بشهداء أحد.."

 

وتابع ابن باز: "أما من سواهم كالغريق الذي يموت بالغرق أو بالهدم أو بمرض الطاعون والعياذ بالله انتشر الطاعون أو بالهدم أو وجع البطن مبطون أو مات في سبيل الله غير القتيل هؤلاء يغسلون ويصلى عليهم، ولهذا لما طعن عمر وتوفي بعد أيام غسل وصلي عليه، وهكذا عثمان وهكذا علي، فالمقتول ظلما يغسل ويصلى عليه، وهكذا إذا مات بسبب الهدم انهدم عليه جدار أو سقف أو دعسته سيارة انقلبت السيارة أو صدم هذا صاحب الهدم يغسل ويصلى عليه، وهكذا من مات بوجع البطن يغسل ويصلى عليه شهيد، وهكذا من مات بسبب مرض الطاعون، وهو مرض شديد يأخذ في مراقي الإنسان يصيب الناس في مراقهم، والغالب أن من أصيب بذلك الغالب عليه الموت فهو شهيد، وهذا من كرم الله وفضله لأن هؤلاء يعطون أجر الشهداء وإن ماتوا على فرشهم، وفق الله الجميع".

من ضمنها ليبيا والمغرب.. دول عربية بين الأكثر عرضة للكوارث الطبيعية | التلفزيون العربي

 فتوى مفتي السعودية الراحل محمد بن صالح العثيمين:

قال مفتي السعودية الراحل وفقا لما نشر على موقعه الرسمي: "مَن مات بهدم، أو حرق، أو غرق فهو شهيد صحيح، صح به الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يعطى حكم الشهيد المقتول في سبيل الله، فإن الشهيد المقتول في سبيل الله يغفر له كل شيء إلا الدين، والشهيد المقتول في سبيل الله لا يُغسَّل ولا يُكفّن ولا يُصلى عليه، ويُدفن في ثيابه بدمائه، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم سنة أحد؛ لأنه يبعث يوم القيامة وجرحه يثغب دمًا؛ اللون لون الدم والريح ريح المسك؛ ولأن المقتول في سبيل الله لا يفتن في قبره؛ أي لا يأتيه الملكان يسألناه عن ربه ودينه ونبيه اكتفاء بالمحنة العظيمة التي حصلت له في الجهاد في سبيل الله، حيث عرض رقبته وعرض نفسه للتلف والهلاك؛ إعلاء لكلمة الله عزَّ وجلَّ، فكفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة، وهذه الأحكام لا تثبت للشهيد الذي مات بالأسباب التي ذكرها السائل، لكن يرجى له أن يكون شهيدًا.."

المفتي: ضحايا الزلازل من الشهداء.. والتخلف عن الخدمة العسكرية حرام شرعا.. فيديو

فتوى مفتي مصر شوقي علام

أوضح مفتي مصر وفقا لما نشرته دار الإفتاء المصرية على موقعها الرسمي: "المقرر أن الشهداء على ثلاثة أقسام؛ الأول: شهيد الدُّنيا والآخرة: الَّذي يُقْتَل في المعركة والدفاع عن الأوطان، وهو المقصود من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قاتلَ لِتَكُونَ كلِمةُ اللهِ هيَ الْعُليا فهوَ في سبيلِ اللهِ» متفقٌ عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وتسمى هذه الشهادة بالشهادة الحقيقية.. والثاني: شهيد الدُّنيا: وهو مَن قُتِلَ كذلك، ولكنه قُتِلَ مُدْبِرًا، أو قاتل رياءً وسُمعةً، ونحو ذلك؛ فهو شهيد في الظاهر وفي أحكام الدنيا.. والثالث: شهيد الآخرة: وهو مَن له مرتبة الشهادة وأجر الشهيد في الآخرة، لكنه لا تجري عليه أحكام الشهيد من النوع الأول في الدنيا مِن تغسيله وتكفينه والصلاة عليه؛ وذلك كالميِّت بداء البطن، أو بالطَّاعون، أو بالغرق، أو الهدم، ونحو ذلك، وهذه تُسمَّى بالشهادة الحُكْمية".

 

 فتوى دار الإفتاء المصرية 

فيما قال الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن ضحايا زلزال المغرب وعاصفة دانيال في ليبيا يعدون من الشهداء ولهم أجر الشهادة عند الله سبحانه وتعالى، مبينًا أن كثيرًا منهم مات تحت الهدم أو الغرق.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج «فتاوى الناس»، عبر فضائية الناس، أن ضحايا زلزال المغرب وعاصفة دانيال في ليبيا شهداء وفقًا لحديث النبي محمد- صلى الله عليه وسلم.

هل ضحايا الزلازل والأعاصير شهداء؟

وأشار إلى الحديث النبوي عنْ أبي هُرَيْرةَ،، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه.

وقدم أمين الفتوى خالص التعازي لأهل المغرب وليبيا، داعيًا بأن يرحم الله الشهداء ويتغمدهم في رحمته وأن يسكنهم فسيح جنانه، وينزل الصبر على قلوب ذويهم.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.

الجريدة الرسمية