رئيس التحرير
عصام كامل

اعتقالات سبتمبر.. تفاصيل أكبر حملة اعتقالات سياسية في تاريخ مصر.. السادات فقد أعصابه وطلب القبض على 1500 مواطن.. وهيكل والمحلاوي الأشهر

السادات، فيتو
السادات، فيتو

اعتقالات سبتمبر، عبارة ظهرت فى آخر أيام الرئيس الراحل السادات، وقبلها بشهور قليلة أصدر الرئيس السادات قانون العيب بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد ثم دخل بعدها في صراعات مع التيارات السياسية المختلفة التي اعترضت على اتفاقية كامب ديفيد والتطبيع مع إسرائيل.

في فَجر الأيام الأولى من سبتمبر سنة 1981 شنت أجهزة أمن الرئيس أنور السادات التي قادها وزير الداخلية نبوى إسماعيل أكبر حملة اعتقالات جماعية في تاريخ مصر الحديث شملت رموزا سياسية وأدبية وكتابا وصحفيين ووزراء سابقين وأساتذة جامعات وقد تجاوز العدد نحو ألف وخمسمائة معتقل وقيل أكثر من ثلاثة آلاف وسميت بقرارات ضرب الفتنة، قرارات سبتمبر.

اقرأ أيضا: 

عبد اللاه: السادات تمنى أن تنتهي حياته دون تنفيذ اعتقالات سبتمبر

Advertisements

تهمة تهديد وحدة الوطن 

وماهو معروف أن السلطات المصرية تحت رئاسة اللواء النبوى إسماعيل، وزير الداخلية قامت باعتقال 1538 من رموز المعارضة السياسية والكتاب والصحفيين ورجال الدين والفنانين، ووجهت إليهم تهمة إحداث الفتنة الطائفية وتهديد وحدة الوطن.

اقرأ أيضا: 

محمد عودة يحكى ذكريات اعتقاله في سبتمبر 1981

اعتقال 259 من مثيرى الشغب 

ضمت الاعتقالات 469 من أعضاء التكفير والهجرة، و235 من الجماعة إسلامية، و100 من الإخوان، و259 من مثيرى الشغب، و107 قيادات مسيحية، وإيداع البابا شنودة قيد الإقامة الجبرية بدير وادى النطرون، و36 من أعضاء الأحزاب السياسية وغيرهم؟

اقرأ أيضا: 

جيهان السادات: عارضت الرئيس الراحل في قرار اعتقالات سبتمبر

شملت حملة الاعتقالات أسماءً شهيرة مثل محمد حسنين هيكل، وفؤاد سراج الدين،والشيخ المحلاوي، وعبد العظيم أبو العطا، ونوال السعداوي، وصافيناز كاظم، وغيرهم فالقائمة طويلة ويصعب سردها ووراء كل اسم حكاية! كانت حُجة الرئيس السادات هي أن هؤلاء المعتقلين مصدر قلق وقد يتسببون في تأخير انسحاب إسرائيل النهائى من سيناء في إبريل 1982، ووصف الصحفى موسى صبرى قرارات الاعتقال انها جاءت لضرب الفتنة.

اقرأ أيضا: 

شهادات ضحايا «اعتقالات سبتمبر».. هيكل: عملية «الانقضاض» بدأت عقب عودة السادات من واشنطن


كان خطاب 5 سبتمبر الذي أعلن فيه الرئيس السادات عن تلك الحملة التي بدأت قبلها بيومين، صنف الرئيس الأسبق المعتقلين إلى جماعات تكفير وهجرة، وجماعات إسلامية وإخوان مسلمين بجانب مثيري شغب وتعصب وموالين للشيوعية.

السادات يلقى بيانه فى مجلس الشعب 


وقف السادات في مجلس الشعب وألقى بيانا إلى الأمة قال فيه: إن هناك فئة من الشعب تحاول إحداث فتنة طائفية وأن الحكومة حاولت نصح هذه الفئة أكثر من مرة وأن الآونة الأخيرة شهدت أحداث هددت وحدة الوطن واستغلتها هذه الفئة وسلكت سبيل العنف وتهديد الآمنين، الامر الذى استلزم إعمال المادة 74 من الدستور المصرى التي تنص على أن: لرئيس الجمهورية اذا قام خطر يهدد الوحدة الوطنية أو سلامة الوطن أو يعوق مؤسسات الدولة عن أداء دورها الدستورى أن يتخذ الإجراءات السريعة لمواجهة هذا الخطر ويوجه بيانا الى الشعب ويجرى الاستفتاء على ما اتخذه من إجراءات خلال ستين يوما بعدها.

اقرأ أيضا: 

«اعتقالات سبتمبر» بداية النهاية لـ«السادات».. «عيسى»: دليل على أن النظام فقد رشده


كما حظر القرار استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية أو حزبية بالتحفظ على بعض الأشخاص المشاركين في تهديد سلامة الوطن باستغلال الأحداث الجارية مع التحفظ على أموال بعض الهيئات والمنظمات والجمعيات التي فعلت الشيء نفسه بحل الجمعيات وانهاء التراخيص الممنوحة بإصدار بعض الصحف والمطبوعات مع التحفظ على أموالها ومقارها، إضافة إلى نقل بعض أساتذة الجامعات والصحفيين الى غير عملهم اذا ثبت تورطهم.

اقرأ أيضا: 

في ذكرى اعتقالات 5 سبتمبر 1981

أخطاء عهد السادات 

كانت أسباب اعتقالات سبتمبر  وفقًا لبعض من خضعوا للاعتقال هو أن السادات أصبح لا يريد أن يسمع أي صوت معارض في مصر، بينما يرى الكاتب الصحفي صلاح عيسى أنها دلالة عن أن النظام فقد رشده وخطوة كانت نحو نهاية الرئيس السادات.
سَجل التاريخ اعتقالات الخامس من سبتمبر من ضمن خطايا (عهد) الرئيس السادات!.. كانت النتيجة أن ما حدث من اعتقالات وما ترتب عليها كان بمثابة العد التنازلي لنهاية السادات (قتيلا) بالمنصة في ساحة العرض العسكري في السادس من أكتوبر.

اقرأ أيضا: 

فى مثل هذا اليوم.. السادات يعتقل 1538 من رموز المعارضة

على الجانب الآخر وفي حديث سابق لها قالت جيهان السادات إن الرئيس الأسبق أخبرها إنه بمجرد أن يتم تحرير طابا سيتم الإفراج عن جميع من شملهم اعتقالات سبتمبر  جميعًا لكن القدر لم يمهله وفق تعبير حرم الرئيس.

محمد حسنين هيكل ضمن المعتقلين يندد فى خريف الغضب 

قال أيضا الكتاب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل في كتابه «خريف الغضب»، "إن عملية الانقضاض بدأت فجر يوم 3 سبتمبر عقب عودة السادات من واشنطن، وكان الانقضاض من خلال حملة اعتقالات واسعة شملت 3 آلاف شخص، وكانت بعض الاعتقالات بين صفوف الشباب من الطلبة وأعضاء الجماعات الدينية سهلة نسبيًا، ولكن اعتقالات الساسة والمثقفين وعدد من القيادات الدينية من المسلمين والمسيحيين، جرى تخطيطها بعمليات شبه عسكرية. 

أما عن المعتقلين فكان على رأسهم الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل جراء اختلافه حول ما بعد حرب أكتوبر 1973، وكان فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد الجديد ـ وكان اكبر المعتقلين سنا ـ لأنه شبه السادات بالملك الفرنسي لويس السادس عشر وقال ان ثورة يوليو أخطأت لأنها لم تعدمه، إبراهيم طلعت، عادل عيد وكمال أحمد، محمد فايق، فريد عبد الكريم. 

أساتذة الجامعات والكتاب والمفكرين 

من المعتقلين السياسيين أيضا صلاح عيسى وصافيناز كاظم، وفتحى رضوان وزير الثقافة والإرشاد  في عهد عبدالناصر وحمدين صباحي ومصطفى بكرى وعبدالمنعم أبو الفتوح وفريدة النقاش  وشاهندة مقلد، ونوال السعداوي وأمينة رشيد حفيدة إسماعيل صدقى رئيس الوزراء السابق وكانت استاذة للأدب الفرنسي بكلية آداب القاهرة وهى معروفة بالفكر الماركسى، الى جانب الدكتورة عواطف عبد الرحمن أستاذة الصحافة بإعلام القاهرة، ود. لطيفة الزيات.

ومن المعتقلين أيضا: الدكتور عبد المحسن طه بدر، عبد المنعم تليمة المفكر اليسارى،  الدكتور جابر عصفور،  الدكتور سيد البحراوى،  الدكتور حسن حنفى أستاذ الفلسفة، ومحمد عبد القدوس أصغر المعتقلين والدكتور حلمى مراد عن حزب العمل، والنائب أبو العز الحريرى والدكتور محمود القاضي وعصمت سيف الدولة المحامى والكاتب رشدى سعيد وكمال أبو عيطة، عبد العظيم مناف وعبد العظيم المغربى ونقيب المحامين السابق عبد العزيز الشوربجى.

افراد من الجماعات الاسلامية 

أما عن الجماعات الإسلامية فكان منهم الشيخ أحمد المحلاوي وعمر التلمساني مرشد الإخوان ومعه أكثر من 17 عضوا آخر ومحمد حبيب والشيخ عبدالحميد كشك، والشيخ حافظ سلامة ومحمد شوقي الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي منفذ عملية عملية اغتيال السادات.

عزل البابا شنودة 

 أما البابا شنودة الثالث للكنيسة المصرية وبطريرك الكرازة المرقسية فكان نصيبه العزل بعد أن أصدر الرئيس السادات قرارا بتحديد إقامته وعين بدلًا منه خمسة من الأساقفة. 

وتم الإفراج عن هؤلاء المعتقلين بعد اغتيال الرئيس السادات، في بداية عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
 

الجريدة الرسمية