رئيس التحرير
عصام كامل

محمد عودة يحكى ذكريات اعتقاله في سبتمبر 1981

الكاتب محمد عودة
الكاتب محمد عودة

في مجلة "نصف الدنيا" عام 2004 وفى حوار مع الكاتب محمد عودة حول ذكريات القبض عليه ضمن اعتقالات سبتمبر 1981 قال: «سجن السادات كان سرياليا لأن مصر كلها كانت في المعتقل دون سبب، وأذكر وقتها أننى كنت قررت أن أسافر إلى باريس وكنت قد حجزت بالفعل، وعندما علمت أن السادات سوف يخطب قررت تأجيل السفر حتى أستمع إلى الخطاب لدرجة أن أحد أصدقائى» قال لى «سافر خطبة إيه اللى انت عاوز تسمعها، محدش عارف حايحصل إيه بكرة؟».


ولم أسافر لكن تم اعتقالى ووضعونى في عنبر الإخوان المسلمين ووجدتها فرصة حتى أحاورهم وأفهمهم، كانت الغرفة تضم عشرة أشخاص من الإخوان المسلمين مقسمين إلى مجموعات منفصلة كل مجموعة تأكل وتشرب وتصلى وحدها وكان لها أذان خاص، وكنت أقول لهم أذان واحد يا إخوة لكن أحد لا يسمع.

في هذه الفترة اكتشفت أن هناك تعددا في المذاهب والاتجاهات لذلك كنت أرفض الصلاة معهم، وحاولنا انتداب الدكتور كمال الإبراشى ليؤذن للجميع لكنهم رفضوا وظلوا متمسكين بفكرهم في تلك التعددية.

وكمال الإبراشى، طبيب الأسنان الخاص بالسادات، ورغم ذلك اعتقله بدون أسباب، وقد حدثت له واقعة شهيرة عندما ذهب إلى عيادته الخاصة السفير الإسرائيلى بمصر وطبعا لم يرفض الكشف على أسنانه وفق تقاليد المهنة لكنه طلب أجرًا بـــ3000 دولار، فقال السفير: هذا كثير، فقال الإبراشى وأنا طبيب مشهور وهذا أجري ولن أتنازل عنه.

واضطر السفير إلى دفع المبلغ ولكن في شكل شيك بنكى وسأله عن اسمه بالكامل، فقال الإبراشى منظمة التحرير الفلسطينية، رأيت قطاعات بشرية وإنسانية لم أرها من قبل، ففى المعتقل شعرت أننى في عالم غير العالم الذي نعيشه لأنى رأيت شرائح من المجتمع لم أرها في أي مكان آخر بخلاف المعتقل، ويكفى أننى عرفت الإخوان على حقيقتهم والحركة الإسلامية وشعاراتها غير المنطقية وغير العاقلة فقد كانوا معادين لأنفسهم أكثر من معاداتهم لنا وللآخرين.
الجريدة الرسمية