رئيس التحرير
عصام كامل

قرار إعدام منظمة التضامن

أنشأ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية عام 1958، كظهير شعبي لحركة عدم الانحياز والحياد الإيجابي. وقتها كانت المنظمة تضم نحو 90 دولة، ونص دستورها على أن تكون مصر هي دولة المقر.

وكان أول سكرتير عام للمنظمة هو المرحوم يوسف السباعي، تلاه بعد استشهاده الكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي، ثم السفير الدكتور مراد غالب، وزير الخارجية الأسبق، فالكاتب الصحفي أحمد حمروش، وأخيرا الدكتور حلمي الحديدي، وزير الصحة الأسبق.

Advertisements

قرار بوقف الدعم السنوي

وتتولى وزارة الخارجية الإشراف على المنظمة، وتقدم دعما سنويا لها، إلا أنه، لسبب ما غير واضح، قرر مسئولو الخارجية وقف مبلغ الدعم السنوي، والذي لا يتجاوز مليون جنيه، الأمر الذي بات يهدد بتوقف المنظمة عن ممارسة أنشطتها في خدمة القضايا الأفريقية والآسيوية، وتعزيز علاقات مصر بدول القارتين.

 

وأيًّا كان السبب الحقيقي للإقدام على مثل تلك الخطوة القاتلة، فإن الموقف يستدعي مراجعة القرار، ومعالجة مسبباته، إن وجدت، وليس الحل أن يتم قطع الدعم، وإلغاء الدور المهم للمنظمة. إنني أتصور أن خطوة وقف الدعم تشبه، إلى حد بعيد، شخصا يصوب مسدسه على رأسه، ليستريح من ألمٍ بأسنانه! 

قوة مصر الناعمة

مما لا شك فيه أن وجود المُنظمة في القاهرة، بمقرها الرابض على الضفة الشرقية للنيل بشارع عبد العزيز آل سعود، بمنطقة المنيل، يُضيف إلى قوة مصر الناعمة ويُدعمُ صوتها في المحافل الشعبية الإفريقية والآسيوية وعلى مستوى العالم.

 

منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، تمثل إحدى أخطر أدوات القوة الناعمة لمصر، وعلى القيادة السياسية إعادة النظر، مليًّا، في فكرة إغلاق هذا الصرح التاريخي، وتسريح موظفيه، وشطب ملف التضامن الأفروآسيوي من قائمة اهتمامات الخارجية المصرية، الأمر الذي يعني بتر ذراع مهم من أذرع السياسة الخارجية المصرية، مع أن الإبقاء على هذه الآلية الخطيرة، والعمل على تقويتها لا يكلف الدولة ما تنفقه على أصغر سفارة في أصغر دولة.

الملايين لمسابقات لعبة كرة القدم

وفي الوقت الذي لا تبخل فيه الدولة على مسابقات لعبة مثل كرة القدم، بالملايين، فإنها تضن على منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية التي تضم عشرات الدول من قارتين، يمثلان أهمية بالغة للأمن القومي المصري، بهذا الدعم البسيط.

 

 

وهنا؛ أتوجه بالاستغاثة إلى السيد رئيس الجمهورية، بعد أن انتهت اللجنة التي شكلها السيد رئيس مجلس الوزراء إلى أحقية المنظمة في الحصول على الدعم بشكل مستمر.

الجريدة الرسمية