رئيس التحرير
عصام كامل

محمود أبو الفتح أول نقيب للصحفيين.. محكمة الثورة أصدرت ضده حكما بالسجن 11 عاما.. عبد الناصر رفض دفنه في مصر.. وهذه وصيته للصحفي الناجح

الكاتب الصحفى محمود
الكاتب الصحفى محمود أبو الفتح، فيتو

محمود أبو الفتح  هو أول نقيب للصحفيين، ولد في أغسطس عام 1893 ورحل في 15 أغسطس 1958 بعد 65 عاما، وتخرج في كلية الحقوق، وكان والده الشيخ أحمد أبو الفتح أستاذا للشريعة بكلية الحقوق.

كان دائما يقول: أنا الصحفى محمود أبو الفتح صاحب جريدة المصري وستبقى هذه الصفة مقرونة باسمي مهما نجحت فى غير الصحافة من أعمال، ومما يلزم فى دنيا السياسة من جهود، أحب جريدة المصرى لأنها ولدت فى حجرى فبعثت دمى فى عروقها، وأجريت الصدق على لسانها من قلبى، وأنفقت على تربيتها وتثقيفها من حر مالى.

 

وصية محمود أبو الفتح لنجاح الصحفي

ويضيف محمود أبو الفتح: قامت الجريدة تجلجل فى سمع الدنيا منذ كانت وقفزت من مهدها لتملأ فراغ فى الصحافة العربية، لقد ربت الصحافة عندى حاسة الشم فصرت أجرى وراء الخبر، وأعدو وراء الحقيقة، وقد علمتنى الحوادث ان حب السبق يجب ألا يطغى على تحري الصدق والأمانة في التناول لإيماني أن الأمانة أهم المبادئ المهنية للصحافة.

 

اقرأ أيضا:

في ذكرى رحيل مؤسس جريدة المصري.. سر رفض عبد الناصر دفن محمود أبو الفتح فى مصر

Advertisements

البداية فى وادى النيل

عمل محمود أبو الفتح مراسلا وكاتبا بجريدة "وادى النيل" التي كانت تصدر بالإسكندرية بمرتب شهرى جنيه ونصف فكان صاحب التطور فى التحرير الصحفى الذى انتقل به من الطابع الأدبي والبلاغة التقليدية إلى آفاق جديدة في فنون الجذب الصحفية فاتصل به صاحب جريدة الأهرام وطلب منه العمل معه كمندوب دبلوماسي مقابل أربعة جنيهات.

ذكرى رحيل محمود أبو الفتح صاحب جريدة "المصري"

إنجازات وخبطات صحفية 
حقق محمود أبو الفتح انفرادات صحفية فى الأهرام أهمها كانت ركوبه منطاد دبلن.. ذلك الاختراع الألمانى، ومن داخل المنطاد كان يولى الأهرام بتغطية صحفية ممتازة، ثم جاء اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وحقق انفرادا بالأهرام من المعلومات التى عرفها من أصدقائه علية القوم حتى أنه أثناء مفاوضات سعد زغلول بلندن أرسلته الأهرام لتغطية أخبارها نظرا لعلاقته الشخصية بسعد زغلول، إلا أن مصروفه لم يكفيه للسكن والطعام فنام في محطة سكة حديد لندن والتقطت إحدى المجلات صورته ونشرتها وعندما علم والده الشيخ أحمد أبو الفتح بذلك باع فدان أرض وأرسل قيمته إليه في أوروبا ليكمل عمله هناك.

الكاتب الصحفى محمود أبو الفتح 

أيضا تبرع والد محمود أبو الفتح بتسعة أفدنة إلى الدولة لبناء مستشفى ومدرسة وتحويل قرية الشهداء الى مركز، وكان له ذلك ومازال اسم المدرسة والمستشفى باسم أبو الفتح. 

ألف محمود أبو الفتح عند عودته من لندن كتاب بعنوان (المسألة المصرية والوفد ) وقيل إن جمال عبد الناصر استفاد من هذا الكتاب في مفاوضاته مع الإنجليز حول الجلاء.

اقرأ أيضا: 

محمود ابو الفتح أول نقيب للصحفيين

ميلاد فكرة جريدة المصرى 

وعند رحيل داود بركات رئيس تحرير الأهرام توقع الجميع اختيار محمود أبو الفتح الصحفى الأكثر شهرة فى الأهرام إلا أن أصحاب الجريدة رفضوا تولى مصرى رئاسة التحرير ليتم تعيين أنطون الجميل، ومن هنا فكر محمود أبو الفتح في إنشاء جريدة المصرى، وتحمس لفكرته الصحفيان محمد التابعى وكريم ثابت، وصدرت الجريدة بثمن فدادين من الأراضي باعها والد محمود الشيخ احمد أبو الفتح من ارضه بالمنوفية واحضر التابعى وثابت تحويشة العمر وصدرت الجريدة الجديدة تتبنى أفكار حزب الوفد.

 

أسلوب جديد فى الصحافة 

تميزت جريدة المصرى بالشكل الصحفي الجذاب وأسلوب التحرير العصري وكتب الصحفي محمود أبو الفتح في افتتاحية العدد الأول بعد استقلاله بالجريدة ( هذا هو عصر الاختزال والسرعة والوصول إلى الهدف من أقصر طريق)، عصر الأخبار ثم الأخبار ثم الأخبار ودائما الأخبار، فلن تجدوا في المصري صفحة كاملة عن أيهما أفضل البحتري أم أبو تمام كلاهما عندنا رجل فاضل نرضى أن نقرأ علي روحه الفاتحة ولكننا لن نقرأ له سبعة أعمدة أبدا.

اقرأ أيضا: 

58 عاما.. ذكرى رحيل مؤسس جريدة «المصري»

الملك فاروق ومحمود ابو الفتح ومصطفى امين فى احد الاحتفالات الرسمية 

ونكاية من الملك فاروق لـ محمود أبو الفتح أصدر أمرا بتعيين كريم ثابت الشريك الثالث في جريدة المصري مستشارا صحفيا للملك، فاضطر ثابت أن يبيع حصته لمحمود أبو الفتح، ولأن التابعى كان مسرفا باع حصته فى الجريدة وكذلك ثابت وأصبحت الجريدة ملكا خالصا لأبو الفتح تقدم الرأي والرأى الآخر.

 

إنشاء نقابة الصحفيين 

إذا كان الصحفى حافظ محمود هو أول عضو التحق بنقابة الصحفيين المصريين فإن محمود أبو الفتح هو أول نقيب للصحفيين، حيث كان صاحب فكرة إنشاء النقابة عام 1941، تبنى محمود أبو الفتح فكرة النقابة لكن اشترطت الحكومة وقتها توفير مقر مناسب للنقابة، شرطا للموافقة فتبرع محمود أبو الفتح بشقته فى عمارة الايموبيليا لتكون مقرا لأول نقابة للصحفيين، مع ازدياد أعداد الصحفيين خصصت الحكومة أرضا بجوار نقابة المحامين وبنى عليها المهندس سيد كريم مبنى نقابة الصحفيين القديم على نفقة محمود أبو الفتح.

محاكمة محمود ابو الفتح 

كانت جريدة المصرى أول من مهدت لثورة 23 يوليو خاصة خلال انتخابات نادى الضباط ونجح محمد نجيب أمام حسين سرى عامر رجل القصر، ثم كانت الضربة الكبرى حينما انقذ أحمد أبو الفتح رقاب أعضاء حركة الضباط الأحرار ليلة 23 يوليو حينما أخبر شقيق زوجة ثروت عكاشة بأن نجيب الهلالى يؤلف الوزارة حاليا ووزير الحربية فيها حسين سرى عامر الذى يعرفه ضباط الثورة جيدا وأن أولى مهامه هي تصفية حركة الضباط في الجيش فقامت الثورة عقب هذه المكالمة التليفونية مباشرة.


وعندما قامت الثورة حدث خلاف بين ثورة يوليو والمصرى عام 1954 وكتب صلاح سالم يتهم أبو الفتح  بالاتجار بورق الصحيفة في السوق السوداء، وأنه حقق ثروة طائلة، وثبت بعد ذلك أنه لا باع ولا اشترى.

محمود ابو الفتح مع كتاب المصرى 

احتضنت المجلة كبار الكتاب مثل بيرم التونسى ويوسف إدريس وزكريا الحجاوى ولطفى الخولى وعبد الرحمن الخميسى، سعد مكاوى، حسن فؤاد وريشة رخا،واعتنت الجريدة بالشكل الصحفى الجذاب وأسلوب التحرير العصرى فكتب محمود في افتتاحية العدد الأول يقول: هذا هو عصر الاختزال والسرعة للوصول الى الهدف بأقصر طريق فالاخبار ثم الاخبار ودائما الاخبار.

واتخذت الجريدة جانب اللواء محمد نجيب فى أزمة مارس 1954 وقدم محمود وشقيقه حسين أبو الفتح للمحاكمة، وفى أبريل 1954، صدر حكم محكمة الثورة على الصحفى محمود أبو الفتح بالسجن عشر سنوات غيابيا، والحكم سنة مع وقف التنفيذ على شقيقه حسين أبو الفتح، مدير جريدة "المصرى"، التي أصدرها الأشقاء الثلاثة حسين ومحمود وأحمد أبو الفتح.

 

السجن ومصادرة الأموال 
وأحيل حسين ومحمود إلى محكمة الثورة بتهمة نشر مقالات وارتكاب أفعالا ضد سلامة الوطن من شأنها إفساد أداة الحكم، وقبض على حسين إلا أن محمود أبو الفتح الذي كان يشغل منصب نقيب الصحفيين موجودا بالخارج في مهمة صحفية لذلك صدر الحكم عنه غيابيا بالسجن وصودرت أمواله التي بلغت 358 ألف جنيه حتى الفيلا التي كان يمتلكها والده بشارع احمد حشمت بالزمالك حتى انها حولت الى مدرسة اعدادية، كما عطلت جريدة المصرى في 5مايو 1954 وتم إغلاق نقابة الصحفيين.

 

رحيل فى الغربة 

وكان محمود خارج البلاد ولم يعد حتى رحل في العاصمة السويسرية جنيف في 15 أغسطس 1958،  ورفض عبد الناصر دفنه فى مصر وطلب الرئيس التونسى الحبيب بورقيبة دفنه فى مقبرة أعدت خصيصا له في تونس في موكب جنائزى كبير، في عهد السادات وفى أول وآخر عيد للصحافة منح اسم الصحفى محمود أبو الفتح أعلى وسام في الدولة هو وسام النيل.

محكمة الثورة تسجن محمود أبو الفتح عشر سنوات

أشهر عازب فى مصر 

وكان أبو الفتح معروفًا بأنه أشهر عازب في الصحافة المصرية وعندما سئل عن سبب عدم زواجه قال: “عملي في الليل والزواج لا يتفقان حيث يجب أن يكرس الزوج أكبر وقت ممكن لزوجته وحياته الأسرية ونحن معشر الصحفيين لا نصلح للزواج”. 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية