رئيس التحرير
عصام كامل

ثورة شباب 56 بمصر


" عقل الثورة ليس هو عقل الدولة" كلمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

بعين الحيرة والشك والريبة نتابع الأحداث إحنا جيل الذي لم يعرف ثورة 56 وانعكاساتها على مصر والعالم العربي بل قرأنا عنها وعن رموزها الثورية. وإحنا بنشوف الفريق السيسي في خطابه خلال حفل تخرج دفعتين من القوات البحرية وقوات الدفاع في الإسكندرية يوم الاربعاء 24 يوليو وكأنه يتقمص شيئا من شخصية جمال عبد الناصر.


أمام انسداد الأفق أمام الإخوان في تسيير أهم دولة عربية بالمنطقة، وعقلية التنظيم في تسيير أمور الدولة. بحثت الثورة عن بديل حضاري ديمقراطي لمصر يصلها لمرفأ الأمان في هده المرحلة العصيبة التي تعرفها أي ثورة بالعالم. وكان من الطبيعي الانتهال من الموروث الثوري المصري المتمثل بالناصرية التي ألحقت أكبر هزيمة بتنظيم الإخوان سنة 1953.وشكلت قيادة قطرية ذات توجهات سياسية وجماهيرية بلورت وعيا وطنيا واجتماعيا بديلا.

الناصرية لا تختصر بمواجهة الإخوان وسحق تنظيمهم. فهي كانت مشروعا سياسيا كاملا، بدأ بالاستقلال الوطني والجلاء وتأميم قناة سويس والسد العالي وتوزيع الأراضي الزراعية على صغار الفلاحين وتعميم مجانية التعليم، وتحويل مصر إلى قوة اقليمية أسست لدول عدم الانحياز كجبهة للتصدي والصمود في وجه المشروع الأمريكي بالمنطقة.

لذا كان اللجوء إلى الجيش والى خطاب ناصري معدّل بالديمقراطية الليبرالية هو خشبة الخلاص، أو هكذا بدا الأمر عشية المظاهرات التي دعت إليها حركة "تمرد".

لا زالت هناك كومة كبيرة من التحديات أمام مصر بعد أكثر من سنتين من الثورة، لكي تضع قدميها على الطريق المستقيم.
لا ننسى أن العسكر، وهم من أصروا على تقديم الانتخابات على الدستور وهم من سمحوا بالأحزاب الدينية، لماذا نخاف من التصحيح ومواجهة الخطأ ؟ الجيش هو القوة المسيطرة والأقوى.لابد من التحرر من قبضة العسكر بقيادات شابة من ثورة 25 تستطيع ضخ دم جديد في البلد. وتعرف عن طريق مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدستورية حجم حركة الإخوان في شطرنج الديمقراطية..

لقد ثبت أن قوى جبهة الإنقاذ بأحزابها المتعددة، من البرادعي إلى حمدين صباحي إلى عمرو موسى إلى الوفد إلى آخره… عاجزة عن تعبئة الفراغ الذي تركته حاجة الدولة وقطاعات واسعة من المجتمع لصدّ الأخونة الزاحفة.

لذا كان اللجوء إلى الجيش والى خطاب ناصري معدّل بالديمقراطية الليبرالية هو خشبة الخلاص، أو هكذا بدا الأمر عشية المظاهرات التي دعت إليها حركة "تمرد".

كان طموحنا كعرب بثورة 25 يناير أن تكون أول المشوار الديمقراطي لمصر الحبيبة برئيس مدني وبوزارة الدفاع يترأسها مدني كباقي الدول المتحضرة والديمقراطية ويبقى جيش مصر الحارس والحامي لأمن وحدود مصر.


الجريدة الرسمية