رئيس التحرير
عصام كامل

تغيير سيد عبد الحفيظ.. ليس خطيئة!!

أيًا ما تكن أسباب استبعاد سيد عبد الحفيظ عن موقعه كمدير للكرة بالنادي الأهلى.. فهذا شيء إيجابي ومطلوب فقد أدى الرجل دوره بنجاح لمدة طويلة وكما أعطى لناديه بإخلاص فقد أعطاه النادي بسخاء ومنحه النجومية والشهرة والمال..

 

محبو سيد عبدالحفيظ يطالبون إدارة الأهلى بإعلان أسباب تغيير الرجل وربما يكونون محقين في طلبهم وقد تكون إدارة الأهلي على صواب حين اكتفت بالقول إن التغيير لإعطاء الفرصة لكوادر جديدة.. فربما يخلق الإفصاح عن الأسباب مشكلة لا داعى لها بين الطرفين.

Advertisements


ورأيي أن التغيير مطلوب في أي موقع؛ ذلك أن طول بقاء المسئول- أي مسئول- في منصبه ربما لا يضيف جديدًا لهذا المنصب.. كما أن التغيير سنة الحياة، لضخ دماء جديدة تبث الحيوية في هذا الموقع أو ذاك، يقول الله تعالى: "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ".. ومن ثم فلا معنى لما أثاره البعض من ضجة عقب الاستغناء عن سيد عبدالحفيظ الذي ظل في موقعه طويلًا.. 

 

فكيف يرفض البعض التوحد مع الكرسي بينما يفتعلون ضجة حين يحدث تغيير لا يوافق هواهم.. فما هذا التناقض العجيب؟!


إدارة الأهلى تحاسب وحدها على النتائج وتلام على أي تقصير أو إخفاق ومن ثم فإن من حقها تغيير القيادات والمراكز، ولا بد أن هناك رؤية مستقبلية لقطاع كرة القدم بالنادي تستوجب ضرورة إعداد كوادر جديدة تناسب المرحلة المقبلة، كما أن رئيس النادي الأهلى الكابتن محمود الخطيب عرض- حسب بيان النادي - على سيد عبدالحفيظ الانضمام عضوًا إلى مجلس إدارة شركة الأهلي لكرة القدم، وعضوًا بلجنة التخطيط للاستفادة من خبراته الإدارية والكروية في المستقبل..

 

وهذا شيء طيب يعكس تقدير النادى الأهلى لمدير الكرة المستبعَد ويؤكد حسن نية أصحاب القرار ورغبتهم في إعلاء مصالح النادي العريق، ولا ينتقص في الوقت ذاته من حق مدير الكرة الذي استحق تقدير ناديه وتمسكه بعطائه في أي موقع كان.


في العالم المتقدم يتم تغيير رؤساء شركات وقادة مؤسسات ناجحين جدًا؛ فتغيير القيادات شيء مستحب يحدث دائمًا في الأندية الكبرى عالميًا، وليس شرطًا أن يكون التغيير عقابًا أو إقصاءً.. لكن لكل مرحلة أهدافها ومقتضياتها ورجالها القادرون على تنفيذها بأمانة وبطريقة أفضل.. وإلا تجمدت الأفكار وتيبست طريقة الأداء ونفذ الخصوم إلى مواطن الضعف والوهن..

 

 

فالتكرار والنمطية يجعل الفريق كتابًا مفتوحًا أمام أضعف المنافسين، يمكنهم التحكم في مفاتيح اللعب وتعطيل مواطن القوة. النادي الأهلى عودنا أنه نادٍ كبير لا يتوقف على أحد، أيًا من ككان هذا الشخص، فالنادي منظومة تحكمها مباديء راسخة وتقاليد رصينة نرجو أن يحترمها الجميع وينصاعوا لها طائعين.

الجريدة الرسمية