رئيس التحرير
عصام كامل

الموارد الاقتصادية للنيجر.. تمتلك احتياطيا كبيرا من اليورانيوم والذهب والبترول.. وسيناريوهات صعبة لنيامي بسبب الانقلاب

النيجر، فيتو
النيجر، فيتو

تشهد دولة النيجر تطورات خطيرة، خاصة منذ إعلان الحرس الرئاسي وانضم له الجيش مؤخرا الانقلاب على الرئيس محمد بازوم، وهو ما تسبب في تهديد من قبل مجموعة إيكواس بالتدخل عسكريا لوقف الانقلاب.


تطورات الأوضاع في النيجر بداية من يوم الانقلاب 


ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فأعلنت كلا من بوركينا فاسو ومالي في بيان مشترك، انهما يتضمانان مع النيجر، مؤكدين على أنهما سيتصدان لأي هجوم عسكري تتعرض له.

النيجر، فيتو 


وعلى الجانب الأخر تتمسك فرنسا ببقاء نفوذها في النيجر، حيث إنها لمن تستبعد أي خيار حيال هذه الأزمة، فما السبب وراء تشبث باريس بالبلد الإفريقي لهذه الدرجة، والموارد التي تمتلكها النيجر؟
تعتبر النيجر من أقوى حلفاء فرنسا، وتمثل مكاسب اقتصادية كبيرة للبلد الأوروبي، لأنها تعتبر المورد الرئيسي لليورانيوم و الذهب لفرنسا.

Advertisements

اقرأ أيضا:

بوركينا فاسو ومالي غير قادرتين على التدخل عسكريا في أزمة النيجر


وتقع النيجر  في غرب أفريقيا وأطلق عليها اسم النيجر نسبة إلى نهر النيجر الذي يخترق أراضيها. ويحدها من الجنوب نيجيريا وبنين ومن الغرب بوركينا فاسو ومالي ومن الشمال كلًا من الجزائر وليبيا، فيما تحدها تشاد من جهة الشرق.


الموقع الجغرافي لدولة النيجر 


ويبلغ إجمالي مساحة النيجر حوالي 1,270,000 كم مربع، مما يجعلها أكبر دول في منطقة غرب أفريقيا من حيث المساحة، يتركز معظمهم في أقصى جنوب وغرب البلاد. وعاصمتها هي مدينة نيامي.

النيجر، فيتو 


وعلى الرغم من الموارد الضخمة التي تمتلكها النيجر إلا أنها أحد أفقر دول العالم، وأقلها نموًا على الإطلاق؛ إذ تغطي الصحراء الكبرى ما يقرب من 80% من إجمالي مساحة البلاد، في حين تتهدد الأجزاء الباقية مشكلات مناخية أخرى مثل الجفاف والتصحر. 

ويعتمد اقتصاد النيجر  بشكل شبه كلي على تصدير بعض المنتجات الزراعية والتي يتركز إنتاجها في الجزء الجنوبي الخصب من البلاد، بالإضافة إلى تصدير بعض المواد الخام ومن أهمها خام اليورانيوم. وبالرغم من هذا؛ تظل النيجر عاجزة عن النهوض بنفسها اقتصاديا واجتماعيا نتيجة لموقعها كدولة حبيسة، بالإضافة إلى افتقارها للبنية التحتية وتدهور القطاع الصحي بالبلاد.

المقومات الاقتصادية التي تمتلكها النيجر وتجعلها مطمعا للمستعمر 

بدأ الاحتلال الفرنسي للنيجر فيعام 1904 لكن قبائل الطوارق ظلت تقاوم الاحتلال الفرنسي حتى عام 1922 عندما حولت فرنسا البلاد إلى مستعمرة فرنسية، وفي عام 1946 أصبحت نيامي  واحدة من الأقاليم الفرنسية فيما وراء البحار، ولها مجلسها التشريعي الخاص بها، ولها تمثيل نيابي في البرلمان الفرنسي.

النيجر، فيتو 


وتعتمد النيجر على زراعة المحاصيل الموسمية والثروة الحيوانية بالإضافة لامتلاك واحد من أكبر احتياطيات العالم من اليورانيوم ومع ذلك، أدت مشكلات بيئية مثل الجفاف والتصحر بالإضافة إلى الزيادة السكانية المطردة والتي بلغت 2.9% علاوة على قلة الطلب العالمي لليورانيوم على تراجع عجلة التنمية الاقتصادية بالبلاد.

النشاط التعديني في دولة النيجر

وتستخدم  النيجر بالاضافة إلى  11 دولة إفريقية  أخرى الناطقة بالفرنسية نفس العملة وهي فرنك س ف ا والمعروف باسم فرنك مجلس النقد الإفريقي. 

كما تشارك النيجر سبعة دول من أعضاء المجلس النقدي لدول غرب إفريقيا والمعروف حاليا بـالتجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا في بنك مركزي واحد وهو البنك المركزي لدول غرب إفريقيا ومقره داكار بالسنغال.

وتعتبر  حاصلات بيع الدواجن والثروة الحيوانية ثاني أكبر مصادر الدخل القومي للبلاد بالرغم من صعوبة تقدير تلك العوائد فعليا. كما تفوق كمية الصادرات الفعلية التقارير المنبثقة عن الحكومة والتي لا تستطيع حصر قطعان الروؤس الحية التي يتم تصديرها إلى نيجيريا أو حاصلات بيع الجلود الخام أو المشغولات الجلدية الأخرى.

وفي السنوات الأخيرة تم الكشف عن احتياطيات من الفوسفات والحديد والفحم والحجر الجيري والجبس يتم التنقيب عنها وتصديرها للخارج.

وتسبب نقص الطلب على اليورانيوم عالميا في تراجع سعره مما تسبب في  خسائر كبيرة لعوائد هذا القطاع الصناعي بالنيجر، وبالرغم من ذلك، يظل تصدير اليورانيوم وبيعه مشاركا بنسبة 72% من جملة حصيلة صادرات النيجر.

وحققت  النيجر فيما بين عامي 1960 و1970 بعائدات وفيرة جراء التنقيب عن اليورانيوم وبيعه وتصديره، خاصة بعد اكتشاف منجمين كبيرين لليورانيوم بالقرب من مدينة أرليت الشمالية. 

و في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي تراجعت الاستثمارات الجديدة في قطاع اليورانيوم  مما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد.

وتمتلك شركة تنقيب فرنسية حق تشغيل اثنين من أكثر مناجم النيجر إنتاجا وهما: منجم سومير المكشوف ومنجم كوميناك تحت الأرض، وقد تمت أعمال الحفر والتنقيب باستثمارات فرنسية

ومع بداية عام 2007 قامت النيجر بإصدار العديد من تراخيص الحفر والتنقيب عن اليورانيوم للعديد من الشركات العالمية غير الفرنسية الأخرى خاصة من كندا وأستراليا للتنقيب عن احتياطيات جديدة.

وتمتلك النيجر احتياطي كبير من الذهب موجودة بين نهر النيجر والمنطقة الحدودية المتاخمة لـبوركينا فاسو. وفي الخامس من أكتوبر لعام 2004 أعلن الرئيس تانجي رسميا عن افتتاح منجم الذهب بهضبة سميرة بمقاطعة تيرا وقدمت له أول سبيكة ذهبية تنتجها النيجر. 

وكانت  هذه اللحظة نقطة تاريخية في تاريخ النيجر المعاصر حيث يعتبر منجم هضبة سميرة هو أول منجم للكشف عن الذهب وإنتاجه وتصديره في النيجر. 

ويمتلك المنجم شركة ليبتاكو للتعدين وهي شركة مغربية كندية نيجرية مشتركة يمتلك الطرفين المغربي والكندي 80% من الشركة مناصفة في حين تمتلك حكومة النيجر 20% من الشركة. وبلغ إنتاج المنجم في العام الأول 135,000 أوقية بسعر 177 دولار أميركي للأوقية. ويبلغ إجمالي حجم المنجم 10,073,626 طن بمعدل 2.21 جرام للطن مما يتيح إنتاج 618,000 أوقية من الذهب الخالص سيتم استخراجها خلال ست سنوات.

وتمتلك النيجر ثروة من الفحم، وتقوم شركة سونيكار (الشركة النيجرية لإنتاج الفحم) ببلدة تشيروزيرين بالقرب من مدينة أجاديز باستخراج الفحم من منجم مكشوف وذلك لتدوير المولدات الكهربائية الخاصة بمناجم اليورانيوم. كما تم الكشف عن احتياطيات من الفحم عالي الجودة في جنوب وغرب البلاد من المنتظر أن تتم البداية في استخراجها وتصديرها للخارج.

وتمتلك النيجر احتياطيات نفطية كبيرة. ففي عام 1992 تم منح حق استخراج النفط من منطقة هضاب دجادو لشركة هانت أويل الأمريكية، كما تم منح حق التنقيب في صحراء تينيري لشركة النفط الوطنية الصينية كما تم منح حق الكشف والتنقيب بمنطقة أجاديم الواقعة في ديفا شمال بحيرة تشاد لشركتي إكسون موبيل وبيترونز الأمريكيتيين.

وبعد الانقلاب والتهديدات بالتدخل من قبل قوات إيكواس تلاها إعلان بوركينا فاسو ومالي استعدادهما للدفاع عن النيجر، الأمر الذي يطرح عدة تساؤولات حول السيناريوهات المستقبلية للأزمة في نيامي.

وفي هذا السياق ذكرت  السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية السابق  للشئون الأفريقية، إن تهديدات مجموعة الإيكواس هي ليس هدفها التدخل العسكري وشن هجوم على النيجر، إنما هي وسيلة للضغط والتهديد لقادة الانقلاب للتراجع عن موقفهم.

بوركينا فاسو ومالي بحاجة شديدة لقواتهم في الصراعات الداخلية

وصرحت منى عمر لفيتو، بأن تهديد  بوركينا فاسو ومالي بالتدخل العسكري مشكوك فيه، لأن كلا البلدين بحاجة شديدة لقواتهم في الصراعات الداخلية التي يواجهونها.
واستشهدت السفيرة منى عمر بما حدث في انقلاب مالي، حينما أرسلت إيكواس قوات مشتركة إلى مالي لحفظ السلام وليس لتنفيذ هجوم.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية