رئيس التحرير
عصام كامل

السكوت أفضل!

أن يموت شخصا\ ليس بالخبر الذى يجذب الانتباه، فكل يوم يموت مثله كثيرون.. لكن أن يكون هذا الشخص الذى مات مديرا لمدرسة ويعمل أيضا عامل بناء، فقد توفر هنا أسباب جذب الانتباه لهذا الخبر.. وهذا ما حدث فعلا وسارع كثيرون ينشرون هذا الخبر دون التحقق منه والتأكد من صحته..

 

ليس صحة وقوع الوفاة بالطبع، وإنما صحة أن مدير المدرسة المتوفى يعمل عامل بناء أيضا.. بل إن آخرين ذهبوا إلى مدى أبعد حينما تناولوا الخبر بالتعليق والتحليل وتقديم الاستنتاجات العامة والشخصية استنادا إلى خبر لم يمنحوا أنفسهم فرصة للتأكد من صحة معلوماته!

 
وها هى أسرة المتوفى ومعها النقابة التى يحمل المتوفى عضويتها، يكذبون المعلومات التى تحدثت عن أن مدير المدرسة المتوفى يعمل أيضا عامل بناء، لآن دخله لا يكفيه وهو لا يعطى دروسا خصوصية للتلاميذ.. 

 

وبالطبع لو منح من نشروا الخبر وتناولوه بالتعليق فرصة التحقق منه لما قاموا بنشره ، ووفروا على أنفسهم عناء التعليق عليه، وهو التعليق الذى اعتبرته أسرة المتوفى قد أساء إليهم. 


إن ما حدث بالنسبة لهذا الخبر يحدث بالنسبة لغيره كثيرا يوميا.. نقرأ خبرا على أحد مواقع التواصل الاجتماعى ونتسرع بنشره وترويجه دون منح أنفسنا حتى مهلة زمنية.. وحتى يخلى هؤلاء مسئوليتهم عن الترويج لأخبار غير صحيحة فإنهن يضيفون كلمةَ (منقول) مع ما ينشرونه من أخبار، رغم أن هذا لا يعفيهم من المسئولية هنا!


ياعزيزي نحن متسارعون ونشترك في جريمة تضليل للناس والرأي العام بالترويج لأخبار لم نتحقق من صحتها وسلامتها.. هنا السكوت أفضل، والإمساك عن نشر أخبار لم نتأكد من صحتها أضمن، وعدم التعليق عليها أسلم! 

الجريدة الرسمية