رئيس التحرير
عصام كامل

بشار الأسد في القمة العربية!

أعتقد أن الرئيس بشار الأسد سوف يحضر القمة العربية التى تبدأ أعمالها الجمعة القادمة فى السعودية، وسوف يقابل بترحيب كبير عكس ما يروج أعداء العرب، في البداية توقعى ذلك مبنى علي قراءة متأنية للأحداث والتصريحات منذ قرار الجامعة العربية بعودة سوريا إلي بيت العرب في 7 مايو الحالي.

 
والسؤال ما هى الأسباب التى أعلن بعضها واحتفظ ببعضها الآخر التى تدعونى لتوقع مشاركة الرئيس بشار الأسد فى هذه القمة المرتقبة؟


في البداية سوريا أحد أركان الجامعة العربية ومؤسسيها في 22 مارس 1945 مع مصر والعراق والأردن ولبنان والسعودية، ولا يعقل أن يبقى المؤسس خارج داره برضاه بالأضافة إلي الإيمان الامحدود من دمشق بالوحدة والقومية العربية، يجعلها تسارع وتنضم وتشارك في كل ما يدعم هذه التوجهات والترفع عن كل ما يعيقها.

Advertisements

 
ويأتى في المقدمة أيضا الرغبة السورية للعودة لبيتها العربى بعد نجاحها في الحفاظ على الكيان السورى والخروج منتصره ومرفوعة الرأس في الحرب التى بدأت منذ أكثر من 12 عاما.. صحيح أنها لم تتعاف من أثارها بعد، لكن سيتم ذلك بشكل أسرع لو كانت بين الأشقاء العرب.

 
الأمر الثانى أن عودة دمشق للجامعة العربية لطمة على وجه اسرائيل التى تطيح بغزة والأخوة الفلسطنيين، وتحد ولو على خجل للبيت الأبيض الذى لا يرحب بهذه الخطوة أو بأى خطوة تعيد الإستقرار للمنطقة وتفشل مخططه للفوضى الخلاقة التى تدمر البلاد العربية والتى دعت إلي وزيرة خارجيته الاسبق كونداليزا رايس منذ سنوات، وبشار الأسد لن يتردد لحظة بالمشاركة للرد بشكل عملى على هذه الأفعال.

 عودة سوريا للحضن العربي


ثالثا إن التغيرات الحادثة في المنطقة من إعاده العلاقات السعودية الايرانية ومحاولات التطبيع التركى مع بعض الدول العربية تتطلب عودة سوريا إلي بيتها العربى الذى لم تغب عنه لحظة بعيدا عن المظاهر الدبلوماسية العلنية، فلا يعقل أن يطبع العرب مع الجيران ولا يطبعون مع أنفسهم.

 
رابعا إن التمدد الاسرائيلى في التطبيع مع بعض الدول العربية، والهرولة إليها من قبل بعض العواصم العربية تجعل من عودة سوريا ضرورة حتمية فلا يعقل أن يطبع البعض علاقاته مع العدو الوجودى الذى لا هدف له إلا تدميرنا بكافة الطرق، ولا نطبع مع الشقيقة سوريا.

 
خامسا إذا كان البعض يرفض عودة سوريا لأسباب لا علاقة لها بالعمل العربى أو تتعلق بالمصلحة السورية من وجهة نظرهم، فالشعب السورى وحده صاحب القرار.


سادسا كانت القمة الأخيرة في الجزائر على مقربة من إعادة سوريا وتأجيلها إلي قمة الرياض يعنى الإعداد الجيد لهذه العودة، والسؤال ألم يكف العرب ما حدث لهم طوال السنوات الماضية حتى نعى الدرس  جيدا؟!

 
سابعا وبعيدا عن هذه الأسباب هناك من الإشارات والتصريحات والتلميحات ذات مغزى توقفت عندها وتؤكد مشاركة الرئيس الأسد في القمة. مثلا قول الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط: إن الرئيس السوري بشار الأسد يمكنه المشاركة في قمة الجامعة المقررة هذا الشهر إذا رغب في ذلك.


توقفت كثيرا عند جملة إذا رغب في ذلك، فهى تحوى الكثير من الدلالات فى مقدمتها أن الكرة الآن في ملعب بشار الأسد، فهو مرحب به والقرار قراره! 


ثامنا: إعادة العلاقات الدبلوماسية سريعا بين دمشق والرياض وكأن البلدين يريدان إنهاء هذا الملف بشكل سريع وقبل توجيه دعوة العاهل السعودى الملك سالمان بن عبد العزيز إلي الرئيس بشار الأسد لحضور القمة في الرياض ومن جهة ثانية حتى يكون للدعوة مغزى خاص بين البلدين قبل المغزى العربى القومى، لذلك أعتقد أن الرئيس بشار الأسد سوف يحضر ليكمل هذه اللوحة.

 
تاسعا: أعتقد أن أسباب رفض بعض الدول العربية لاعادة سوريا إلي الجامعة يمكن مناقشتها في ظل التطورات الأخيرة وبعيدا عن سيناريو الإبعاد والاستبعاد الذى تحركه من وراء الستار بعض الاصابع الأجنبية.

 
على سبيل المثال يؤكد بعض المسؤولون المغاربة أن المغرب يريد من بشار الأسد إنهاء دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية، وقد يكون معهم الحق لكن هناك دول داخل الجامعة تدعم ذلك فلماذا نريد استبعاد سوريا لهذا السبب رغم وجوده مع آخرين، والأفضل من وجه نظرى الحوار حول القضايا الخلافية داخل البيت العربى.

 
واليمن قد ترى أن سوريا حليفة لإيران التى تدعم الحوثيين، والأمر أيضا يمكن مناقشته داخل الجامعة العربية خاصة والمنطقه تشهد تقاربا ايرانيا مع السعودية والامارات في الإساس على علاقة جيدة بطهران وقد بدأت المحادثات بين الرياض والحوثيين.


أما عن موقف بعض الدول العربية من المعارضة السورية واللاجئين وخلافه، فأعتقد أن أهل سوريا أدرى بشعابها وأن ميثاق الجامعة العربية والأمم المتحدة يدعم الحلول السلمية من جهة وعدم التدخل في شؤن الغيرمن جهة أخرى، والحوار داخل البيت العربى يقرب كثيرا الفجوات التى قد تتخذ من الاسباب الظاهرة غير الباطن الحقيقى.

 
ولعل قول أمين جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في أعقاب القرار بعودة سوريا إلي أحضان بيت العرب، إنه بداية حركة وليست نهاية مطاف، مشيرا أن الأمر لا يعنى أن الأزمة جرى حلها بل يعنى مساهمة الدول العربية بالحل.


وفى النهاية اذا كان البعض يتحجج بعدم الرضا عن بعض السياسات السورية فمتى كان العرب راضين عن سياسة بعضهم، وكلنا يذكر المشادات التى كانت تحدث علنا على الهواء بين بعض الزعماء ولكنهم ظلوا جميعا تحت مظلة بيت العرب.

 


أخيرا إذا كانت النخوة العربية قد سارعت بدرجة ما عقب الزلزال المدمر لبعض المناطق السورية فان الشعب السورى يستحق من العرب تعمير مدنه التى دمرتها الحرب واعادة الحياة لطبيعتها لكى تعود سورية إلي مكانتها كأحد الاركان المهمة في المنطقة العربية وشوكة صلبة في ظهرأعدائنا

yousrielsaid@yahoo.com

الجريدة الرسمية