رئيس التحرير
عصام كامل

فاعلية القيامة

إن قيامة السيد المسيح حدث له فاعليته وآثاره القوية على البشرية كلها، فليس هو حدث تاريخي فحسب وإنما قوة بنيت عليها حقائق كثيرة فى إيماننا وحياتنا المسيحية، فإننا نعرف القيامة لا بالنظر إلى القبر الفارغ فقط، بل بالنظر إلى فاعليتها في حياتنا، فالقيامة ارتباط بما حدث مع آدم وحواء فى الفردوس بسقوطهما بالأكل من الشجرة المنهى عنها (تكوين 6:3). 

 

فهى التى أعادتهما إلى الفردوس، ولهذا كان الآباء يفرحون بالقيامة وبالحياة التى بعدها ويشتهون تلك الحياة وينظرون إلى المدينة التى لها الأساسات التى صانعها الله (عب 10:11) كما عبرعن ذلك أيضًا القديس بولس الرسول بقوله "لى اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح فإن ذاك أفضل جدًا" (في 23:1).


وللقيامة ارتباط بما حدث عملية التجسد الإلهى كحقيقة، والفداء كقوة وحب، أن جسد الفادى على خشبة الصليب أعطانا الحياة وقدس كل الأجساد الميتة، والقيامة لها أرتباط  بالصليب، اذ حولت خشبة الصليب فوق هضبة الجلجثة من العار إلى خشبة مكرمة، واللعنة قد تبدلت إلى صورة المجد..  

 

 

ومن فاعلية القيامة أنها أنارت بنورها على العالم كله، وبذلك صارت القيامة ليست قريبة فقط من واقع الإنسان، بل حاضرة معه وفيه، بل وإن جذورها صارت مغروسة فى طبيعة الإنسان المولود من الماء والروح! وهذه الجذور هى التى تؤجج فى القلب لهيب الحنين إلى الوطن السماوى.                                            

الجريدة الرسمية