رئيس التحرير
عصام كامل

شجون الزمن الجميل!

التحسر على الزمن الماضي الجميل ليس قاصرا فقط على كبار السن وإنما يشارك في ذلك شباب لم يعيشوا هذا الزمن الماضى وإنما قرأوا وسمعوا عنه فقط من آخرين! فنحن نرى من يتحسرون على تلك الأيام التي كان فيها الجنيه أقوى من الدولار.. ومن يتحسرون على شوارع عاصمتنا الجميلة النظيفة.. ومن يتحسرون على أيامنا الرائعة التي كانت تشدو فيها أم كلثوم وبجانبها عبد الحليم ونجاة وشادية.. 

 

ومن يتحسرون أيضا على أيامنا التي كانت حافلة بالمبدعين في الفكر والكتابة والصحافة.. ومن يتحسرون كذلك على القيم الطيبة التى كانت مزدهرة من قبل في مجتمعنا.. قيم الخير والحق والجمال والمواطنةَ والعيش المشترك.. كل هؤلاء يتحسرون على الماضي الذي يعتبرونه أفضل من الحاضر بكثير.

 
وبالطبع الإنسان دوما ابن زمانه ولذلك من الطبيعي أن يكون زمانه هذا دوما أفضل من زمان الغير، رغم أن كل زمان فيه الإيجابي وفيه السلبي، فيه الطيب وفيه الردئ، فيه الحسن وفيه السيئ، فهكذا هى الحياة.. لكن أن يرى شباب أيضا لم يعيشوا الزمان الماضى أفضل من الزمان الحالى فهذا أمر يستحق هنا وقفة تأمل.. لماذا حدث ذلك؟!

 
الأغلب إنه بسبب الضغوط الحالية التى نتعرض لها من جراء الازمة الاقتصادية وضغوطها الشديدة.. فهذه الضغوط فاقت قدرة  كثيرين على الاحتمال، فضلا عن أنها جاءت في وقت كان الكثيرون يمنون النفس في تحسن الأحوال المعيشية.. 

 

ويحدث ذلك في وقت نتعرض فيه أيضا لحملات مخططة وممنهجة لنشر اليأس في إمكانية إنفراج تلك الأزمة قريبا أو في مدى منظور.. بينما لا يوجد مواجهة اعلامية مقنعة  لهذه الحملة، لآن من يقومون بهذه المواجهةَ الآن يبالغون في استعراض تداعيات الأزمة الاقتصادية العالميةً على غيرنا من الدول والشعوب، فهم يتعاملون مع الأزمة وكأنها قدر لا مفر منه.


على كل حال حكاية الزمن الجميل هذه  تبين إننا نحتاج إلى إعادة صياغة تاريخنا بموضوعية لشبابنا.. ففى الوقت الذى كانت لدينا في أزمان ماضية ما هو طيب كان لدينا أيضا ما هو سىء.. فنحن لم نكن نعيش في الجنة من قبل وطردنا  منها كما طرد أبينا الأكبر آدم.. ولكنا عشنا الدنيا بحلوها ومرها.. وهذا ما نعيشه الآن.. وسوف نعيشه مستقبلا.      

الجريدة الرسمية