رئيس التحرير
عصام كامل

ميريل ستريب طمعانة في ملايين عنبة!

تخيل نفسك خريج معهد فنون مسرحية قسم إخراج وتمثيل، جالس في البيت، بعد أن تجاهلك المخرجون والمنتجون، تتابع مسلسلات رمضان، كأي مشاهد عادي، غير مستمتع بالأداء التمثيلي الهزيل لأقارب النجوم وأصدقاء المنتجين ومعارف المخرجين، تريد أن تصرخ من القهر، لكنك لا تستطيع، ولا تجرؤ على البوح بوجعك، حتى لا تدخل القائمة السوداء لصناع الدراما، فتُحرم إلى الأبد من الوقوف أمام الكاميرا، ثم لا تجد لنفسك مكانًا يسع موهبتك إلا أمام مرآة غرفة نومك.

 

وتخيل أنك بعد أن تقبل بهذا الوضع المؤسف، تكتشف أن العمل بالوسط الفني لم يعد مقتصرًا على الواسطة والمحسوبية التي تغني صاحبها عن إضاعة أجمل سنين العمر في دراسة الفن في الأكاديميات والمعاهد، ولكنه تخطى ذلك إلى استعانة النجوم والمنتجين بصناع فيديوهات التيك توك وأغاني المهرجانات، للاستفادة من حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحظى بمتابعة الملايين.

 

وتخيل أن نجمة كبيرة بحجم يسرا، التي تستحق عن جدارة لقب ميريل ستريب الشرق الأوسط، تضطر للإشادة بموهبة مغني المهرجانات مصطفى عنبة في التمثيل، وتُصرح بأنها تفاجأت بخفة دمه وأدائه المميز، وأنها لا تصدق أنها المرة الأولى له أمام الكاميرا..

 

وطبعًا كل هذا طمعًا في جذب الملايين من متابعي عنبة على السوشيال ميديا لمشاهدة مسلسلها الأخير، الذي أنتجه المنتج الكبير جمال العدل، لتتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن نجومنا الكبار لم يعد يشغلهم دعم المواهب الحقيقية من دارسي الفنون، وإنما يشغلهم الترويج لأعمالهم وزيادة نسب مشاهدتها بأي وسيلة، حتى لو كان الثمن قهر المواهب الحقيقية بالتجاهل.

 

ونصيحتي لكل فنان موهوب خريج معهد فنون مسرحية أو سينما، لا تجمعه صلة قرابة أو صداقة أو معرفة بأحد نجوم أو صناع الدراما في مصر، حاول أن تطور من نفسك، فالفرصة لا تزال أمامك، فكل ما عليك هو أن تنسى تمامًا كل ما درسته أو تعلمته، لأنه لم يعد مناسبًا لسوق العمل..

 

 

وادفع بسخاء لزيادة أعداد متابعيك على السوشيال ميديا، واجتهد قدر استطاعتك في تحليل الأداء الفذ لمحمود كنافة حرامي طرشوخ في مسلسل بالطو، وأداء العالمي مصطفى عنبة الذي أبهر الأستاذة يسرا في مسلسل ألف حمدلله على السلامة، وإن شاء الله ستحصل على دور صغير في المسلسل القادم لجمال العدل، وشيئًا فشيئًا قد تحصل على أدوار أهم وأكبر في مسلسلات نجوم المستقبل زعبوط وقرموط وبقلوط.

الجريدة الرسمية