رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر يواصل التجديد في قضايا المرأة.. "الطيب" يبين فضل الإسلام في تحرير النساء من انحرافات الحضارات السابقة

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف، فيتو

واصل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، تقديم ثاني حلقات برنامجه الرمضاني الذي يحمل اسم “الإمام الطيب" والذي يتم إذاعته عبر عدة قنوات محلية وعربية، والذي يواصل من خلال شيخ الأزهر اجتهاده في تجديد المسائل الفقهية المتعلقة بالمرأة ونظرة الإسلام لها، وخص الإمام الطيب حديث ثاني حلقاته عن الظلم الذي تعرضت له المرأة في الحضارات القديمة  المتعاقبة.

فضل الإسلام في تحرير المرأة

وقال فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إنه لا يمكن تصور فضل الإسلام في تحرير النساء، وسبقه كل ما عداه في هذا الشأن الإنساني الخطير - إلا بالمقارنة بين وضع المرأة في الحضارات السابقة على الإسلام، أو التالية له، ووضعها بعد نزول الإسلام، وانفراد القرآن الكريم والسنة النبوية بنصوص حاسمة خلدت على وجه الزمان تكريم المرأة ومساواتها بالرجل، وإن نظرة سريعة على هذه الحضارات تطلعنا على أن وضع المرأة في ثقافة هذه الحضارات وقوانينها وأعرافها كان وضعا مزريا بإنسانيتها بكل المقاييس، سواء في ذلك: الحضارة البابلية، وقوانينها التي وضعها «حمورابي» منذ أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة عام، وكانت منزلة «المرأة» فيها أشبه بمنزلة السائمة المملوكة، أو شريعة «مانو» التي كانت «تقضي بأن تموت الزوجة يوم موت زوجها، وأن تحرق معه وهي حية على موقد واحد»، أو شرائع أخرى توصف فيها المرأة بأنها أسوء من سم الأفاعي، ومن الجحيم نفسه.

برنامج شيخ الأزهر في رمضان

وأوضح شيخ الأزهر خلال حلقته الثانية ببرنامجه "الإمام الطيب، المذاع على القناة الأولى والفضائية المصرية وبعض القنوات العربية والأجنبية، والتي جاءت تحت عنوان: «تحرير الإسلام للمرأة» أن حضارة اليونان التي يزهو بها الأوربيون والأمريكيون اليوم، ويفخرون بالانتساب إليها، فإنها لم تعرف فيها نماذج لامرأة نابهة، ورغم أن أرسطو كان يمثل أكبر عقل ظهر في هذه الحضارة، إلا أنه بنى فلسفته الاجتماعية على أن المرأة للرجل كالعبد للسيد، وأن منزلتها عند زوجها لا تعدو منزلة الخادم البربري لدى مخدومه اليوناني، وسبب ذلك ما تخيله أرسطو من أن الطبيعة تمنح الرجل عقلا كاملا، بينما تمنح المرأة حظا أقل، وقد حملته هذه الفلسفة على أن يصادر على المرأة حقها.

مكانة المرأة في الحضارات القديمة

وبين فضيلة الإمام الأكبر أن المرأة لم تكن بأفضل حال أو أقل بؤس في ظل القانون الروماني الذي حكم عليها بوجوب تبعيتها للرجل: أبا كان هذا الرجل أو زوجا أو ابنا، وحين سقطت الدولة الرومانية بكل أنظمتها السياسية والاجتماعية، سادت في الشرق الأوسط موجة من كراهية الملذات والشهوات، والزهد في متاع الحياة الدنيا تطور معها وضع «المرأة» إلى طور جديد من الإهانة والإذلال، وتمثل في بعث الاعتقاد بالخطيئة الأولى التي ارتكبتها المرأة حسبما تقرر النصوص الدينية، وكذلك الحكم بنجاسة جسدها، وبوجوب الابتعاد عنها قدر المستطاع، اللهم إلا للضرورات التي تبيح المحظورات، وقد مثلت هذه العقيدة الشغل الشاغل في الغرب، وظل علامة بارزة في أبحاثهم ومناقشاتهم حتى القرن الخامس الميلادي، حيث عقد مجمع بفرنسا، تساءل عن المرأة وقد انتهى المجمع بأغلبية الآراء إلى أن المرأة جسد خال من الروح الناجية، ولم يستثنوا من هذا التعميم إلا السيدة مريم، أم المسيح عليهما السلام، وظلت المرأة أسيرة هذه النظرة الدونية، ثم لم تتحرر منها إلا حين تحرر الأرقاء والعبيد.

وأضاف فضيلته أنه في عام 586م من القرن السادس عقد الفرنسيون مؤتمرا آخر، تساءلوا فيه عن جنس المرأة: هل هي من البشر أو من جنس آخر، وانتهى المؤتمر إلى أن المرأة مخلوق لخدمة الرجال ولا شيء بعد ذلك، إلا أن الحضارة الوحيدة من بين سائر الحضارات القديمة، التي انفردت بتكريم المرأة وتمكينها من حقوقها الشرعية، هي الحضارة المصرية القديمة التي خولتها حقوق الملكية والميراث وغيرها من الحقوق، وقبل أن نغادر منطقة الحضارات القديمة تلزمنا إشارة عابرة إلى أن المرأة لم تحصل على حقوقها حتى في الشرائع والأديان التي واكبت حضارات القرون الوسطى، ولم يقتصر الأمر فيها على سلب حق الميراث فقط، وإنما تعداه إلى ما يمس إنسانيتها وآدميتها.

المرأة في الحضارة الأوروبية الحديثة

واختتم فضيلة الإمام الأكبر الحلقة الثانية بأنه لا يذهبن بنا الظن إلى أن الحضارة الأوروبية والأمريكية في بدايات عصورها الحديثة كانت خيرا من حضارة العصور الوسطى فيما يتعلق بإنصاف المرأة والاعتراف بحقوقها الإنسانية، فضلا عن حقوقها الاجتماعية والسياسية، فقد ذكر المؤرخون؛ أن القانون الإنجليزي حتى سنة 1805م كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته، وكان ثمنها وقتذاك لا يتجاوز ستة شلنات،   وهذا كان تاريخ المرأة في مسار الحضارات الغربية التي أشرنا إليها بدءا بقانون حمورابي منذ ثلاثة آلاف وسبعمائة وثلاثة وسبعين عاما، وحتى أوائل القرن التاسع عشر، نظر فيه إلى المرأة كما ينظر إلى القاصر والسفيه والمجنون، بعدما سلبت حقوقها وصودر حقها في أن تكون لها ذمة مالية مستقلة، أو أية حرية في أي تصرف شرعي أو قانوني فيما بين يديها، حتى حق الدفاع عن نفسها أمام القضاء كان مرهونا بإذن زوجها.

برنامج الإمام الطيب

ويذاع برنامج «الإمام الطيب» يوميا على  القناة الأولى والفضائية المصرية وبعض القنوات العربية والأجنبية، بالإضافة إلى الصفحة الرسمية لفضيلة الإمام الأكبر على «فيسبوك»، والصفحات الرسمية للأزهر ‏الشريف على مواقع التواصل الاجتماعي.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية