رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ربيع إسرائيل العربي!

يصعب على قبول غض البصر الإعلامى بشكل يبدو مقصودا عما يحدث فى دولة اسرائيل من احتجاجات متوالية عنيفة، تعصف بها وتهدد بنشوب حرب أهلية نتمناها استحقاقا مؤجلا لظلم ألحقوه بالشعب الفلسطيني وبالمنطقة لعقود، تحت ساتر عسكرى وسياسي من الولايات المتحدة والغرب. 

 

غريب حقا ذلك التجاهل العربي لحد التعتيم عن خروج مئات الألوف في الشوارع بالمدن الإسرائيلية منذ أسابيع وحتى اليوم، يطالبون بإسقاط نتنياهو، ويعتبرون مشروعه لإصلاح القضاء الإسرائيلي أداة برلمانية لتحصينه ضد الأحكام القضائية.. 

 

وفي ذلك الأمر المريب تستدعي الذاكرة تشابها مقيتا بين الإعلان الدستوري للرئيس الجاسوس الراحل محمد مرسي، الذي حصن نفسه ضد أي أحكام قضائية، واعتبر نفسه ربنا الأعلى، هذا ما يفعله نتنياهو، وهو ربهم وهم يستحقونه، والمعروف أن رئيس الحكومة الحالية المتطرفة بنيامين نتنياهو متهم في أربع قضايا فساد وخيانة أمانة. 

 

وأصل القصة الشرارة أنه يعتبر المحكمة الإسرائيلية العليا تلعب سياسة، وليست نزيهة، وبتعبير آخر فإنها مسيسة، ومن ثم اعتبر ليلة إصدار الكنيست قانون إعلاء كلمة البرلمان على أحكام القضاء ليلة عظيمة، والحق أن هذا الوضع أشبه بما كان عليه الأمر في مصر حين ارتفعت نغمة البرلمان سيد قراره، وكان ذلك بمثابة عدوان صارخ على استقلالية القضاء.  

حرب أهلية

الأصل في الحكم، أي حكم ديمقراطي، هو الفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية وهي الحكومة، والتشريعية وهى البرلمان، والقضائية وهو المستقل وجوبا لضمان النزاهة والعدالة. حين تعلو سلطة التشريع على سلطة المحكمة الدستورية العليا، يكون خلل قد وقع، وهذا ما مرره كنيست إسرائيل.  

 

فقد جعل من حق الحكومة اختيار القضاة حسب أهواء أعضاء الكنيست، ويمنح الكنيست حق منع المحكمة العليا من الغاء قوانين يصدرها الكنيست!


لكي تتضح خطورة الأوضاع لابد أن نعرف أن الجيش ذاته دخل على الخط وأعلنت حالة عصيان عسكرى، فالعشرات من طياري الاحتياط يرفضون خوض التدريبات احتجاجا على قانون إصلاح القضاء، بل أكثر من هذا نسترجع تحذير رئسها هيرتسوج قبل أيام قليلة: "أحذر من نشوب حرب أهلية في إسرائيل, إننا على شفا انهيار دستوري واجتماعي.. أرى نهاية بلادي خلال سنوات معدودة"، وفي استطلاع للرأى تبين أن ثلث الاسرائيليين يخشون اندلاع هذه الحرب الأهلية.


إسرائيل إذن في حالة انقلاب سياسي، يرونه تهديدا للديمقراطية، وإنذارا بتفكك الدولة، وتمكينا للسياسيين على حساب العدالة، ولم تكن ادارة بايدن بعيدة عن متابعة الأوضاع، فتدخلت ووجهت النصح وطالبت باحترام الديمقراطية. 
 

 

ما يحدث في إسرائيل لا يخصهم وحدهم، كما كان ما يحدق في بلادنا العربية ولا يزال يخصهم، نظرا للعداء التاريخي رغم كل الاتفاقات. والشعارات والزغاريد السياسية مع الخليج. ربيع عبرى انقلب عليهم، ام موجة عاصفة سرعان ما تنحسر؟
اللهم تسونامي سياسي يغسلهم!

Advertisements
الجريدة الرسمية