رئيس التحرير
عصام كامل

السعودية وإيران ومصر

في غضون شهرين سوف يتم استئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية بعد انقطاع استمر منذ مطلع عام 2016 حتى الآن بسبب الهجوم على البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران.. هذا ما تم إعلانه في بيان ثلاثى اشتركت فيه السعودية وإيران ومعهما الصين التى استضافت ورعت مفاوضات بين الدولتين.

 
وبالقطع سوف يكون لهذه الخطوة تداعياتها المختلفة على علاقات البلدين وعلى وضع اليمن والحرب فيها وأيضًا على المنطقة كلها.. وأقل هذه التداعيات هى تخفيف حدة التوتر بين كل من السعودية والإمارات وتبريد الأزمة اليمنية وإحتواء أى تصعيد جديد فيها فى المدى المنظور..

 

وهو ما سوف ينعكس تأثيره على المنطقة كلها وسيكون انتكاسة للجهود الاسرائيلية لبناء تحالف عربى اسرائيلى في مواجهة إيران بعد تعثر التوصل إلى إتفاق امريكى وعربى جديد مع إيران بخصوص مشروعها النووى، ولعل ذلك كان دافع إيران القوى للتوصل إلى إتفاق مع السعودية يبعد عنها خطر ما تضمره اسرائيل لها. 


وإذا كانت واشنطن قد استقبلت تلك الخطوة السعودية الإيرانية بعدم الرفض أو الاعتراض عليها خاصة وأنها تمت برعاية خصمها اللدود الصين، فإنها لم تخفى شكوكها في حدوث تغير في سياسات إيران بالمنطقة والتى تستهدف التدخل في الشئون الداخلية لدولها.. 

 

وتستند واشنطن في ذلك إلى التاريخ المضطرب للعلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران.. حيث تعرضت العلاقات الدبلوماسية للقطع عدة مرات منذ عام 1943، ثم في عام 1987، وعام 2016، وفي ظل العلاقات الدبلوماسية نشبت حرب اليمن وزاد النفوذ الايرانى في العراق واليمن.


أما مصر فرغم أن علاقاتها الدبلوماسية مقطوعة مع إيران منذ عدة عقود فإنها أعربت عن أملها في أن يكون استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران سبيلا لإستعادة الهدوء للمنطقة وتخفيف التوتر فيها بين دولها.. 

 

 

ويأتى الموقف المصرى انطلاقا من أحد مباديء السياسة الخارجية لمصر والمتمثل في التعاون مع الجميع بشرط التزامهم بعدم التدخل في الشئون الداخلية لنا ولأشقائنا.. وإذا كان الرئيس السيسي قد أعلن مؤخرا أن عالمنا يتغير الآن، فإننا نتوقع أن يشمل هذا التغير منطقتنا بالطبع، والمهم أن نكون قادرين على استيعاب أى تغير في إطار صيانة أمننا القومى.  

الجريدة الرسمية