رئيس التحرير
عصام كامل

حجاب رايح جاي

تتقلب حلا شيحة، بين التدين والتطرف واعتزال الفن ومزاولته، حسب شخصية من تتزوجه، ثم تعود سيرتها الأولى، وبين هذا وذاك أصبح الحجاب رايح جاي في حياتها، وتفترض في الجمهور التجاوب معها في ترددها وضعف شخصيتها وانقيادها ودفاعها المستميت عن قناعاتها المتبدلة كل فترة. 


لم تجد عودة حلا شيحة، الأخيرة صدى لدى الناس، لأنها فطنت لما يحدث وملت من مبرراتها الواهية في التحول من الحجاب إلى السفور، ومن تحريم الفن واعتزاله إلى العودة لمزاولته بعد كل زواج وطلاق.


لم تؤثر حلا شيحة، في الساحة منذ بدايتها، لا من ناحية الموهبة أو الأداء أو الكاريزما أو حتى الجمال، بل كانت باهتة في كل ذلك مقارنة بممثلات جيلها أو حتى بأخواتها، وقد استغل التيار الديني ظروفها الخاصة وشخصيتها المهزوزة وترددها ونجح في استقطابها..

حجاب حلا شيحة

لتعتزل الفن وتنضم إلى "الأخوات" وتتقرب من بنات قادة الإخوان الإرهابية وتتحول من الحجاب إلى الخمار ثم نقابي عزتي، ومع سقوط الإخوان وتراجع تأثيرهم على الأرض، بدأت التحول العكسي تدريجيا إلى أن عادت للتمثيل بضجة كبيرة واكتمل التحول بـ المايوه البكيني على أحد الشواطئ.


ظلت حلا شيحة على أدائها الباهت رغم الفرص الكبيرة التي واتتها منذ عودتها من الاعتزال، وكان التغيير الوحيد الملموس على صعيد الشكل بعد التجميل خصوصا الأنف، لكنها لم تتطور فنيا أو تحقق جزءا من نجومية وتأثير ممثلات جيلها ياسمين عبدالعزيز، منى زكي وحنان ترك.

 

أصر التيار الديني، على استعادة حلا شيحة، ولو جزئيا خشية انفراط العقد، ونجح واحد منهم في استمالتها، وبعد زواجهما عادت لتحريم الفن ومهاجمة زملائها، وها هي تغازل الفن والفنانين وتتخلص من الحجاب أملا في استئناف عملها بالتمثيل، لكن الجمهور كان أذكى منها هذه المرة ولم يلتفت إلى تدويناتها، بل هاجم تقلباتها وتبدل قناعاتها كما انتقد شكلها الجديد بعد مزيد من عمليات التجميل.


تأثر مجموعة من أهل الفن رجالا ونساء، قبل عقود بالمد الديني وانسحبوا من الساحة، بعضهم صمد على إلتزامه والبعض الآخر تراجع على مراحل، خصوصا النساء اللواتي استبدلن الحجاب بالباروكة بدعوى المصداقية الدرامية، واتضح في النهاية أنها كانت حيلة للتخفف من الحجاب قبل التخلي عنه تماما بعد الالتزام به لنحو ربع قرن من الزمان.


التقيت واحدة منهن في الخليج وقت اعتزالها، وكان حجابها طويلا بشكل مبالغ فيه، ثم ما لبثت أن عادت للتمثيل بالحجاب مع تقصيره على مراحل إلى أن تخلت عنه تماما، وباتت تنكر أنها كانت كانت محجبة رغم أن زياراتها للخليج كانت تتم دائما عن طريق "الأخوات".


أما الثانية فكانت تزور الخليج للترويج لأعمالها بالحجاب بعد اعتزال سنوات، وتؤكد في تصريحاتها أنها تحرص على حجاب متعدد الطبقات خشية ظهور شعرة واحدة من رأسها، ومع هذا تخففت منه إلى أن تخلت عنه، بينما صديقتها التي اعتزلت التمثيل قبلها بسنوات وكانت تعقد مجلسًا دينيًا في منزلها كل أسبوع تلقي فيه محاضرات، ثم تولت تقديم برنامج ديني، وفجأة أصبح لديها رغبة في العودة للتمثيل، وأخذت تتخفف من الحجاب ثم تظهر خصلات من شعرها حتى خلعته.

 


تلك نماذج من المتخليات عن حجاب التزمن به سنوات طويلة، بعد تراجع تأثير التيار الديني منذ سقوط الإخوان، ما يستدعي السؤال عن علاقة الجماعات الإسلامية باعتزال الفنانات وماذا قدمن لهن مقابل ذلك؟!

الجريدة الرسمية