رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تتربح السيارات الصينية من الأزمة المشتعلة بين روسيا والغرب

السيارات الصينية
السيارات الصينية في روسيا، فيتو

السيارات الصينية، مصائب قوم عند قوم فوائد، من أشهر أبيات المتنبي، وتنطبق على كثير من الظواهر حولنا، لكن أبرز مثال لها الآن ينطبق على الشركات الصينية التي تكتسح الأسواق والشوارع الروسية، إذ تربحت بقوة من المقاطعة الغربية للروس على خلفية الحرب الأوكرانية الروسية. 

فجوة سدتها الصين بجدارة

مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وهرولة الغرب لعزل روسيا ومقاطعتها على جميع المستويات، قفز الرهان على الرقائق الإلكترونية، إذ لا يمكن لروسيا وحدها ملئ هذا الفراغ الذي كان يقوم به الغرب وشركاته، بيد أن ظهور الصين في المشهد قلبه رأسا على عقب. 

استطاعت الشركات المصنّعة لـ السيارات الصينية ملء الفجوة التي ولّدها انسحاب شركات صناعة السيارات العالمية من روسيا، إذ تمكّنت هذه الشركات حتى الآن من تجنب أي انتكاسات كانت متوقعة تبعا لانسحاب شركات السيارات الأوروبية من السوق الروسي.  

شركات صناعة السيارات الصينية مثل جيلي أوتوموبيل هولدينجز" (Geely Automobile Holdings)، وشركة "شيري أوتوموبيل" (Chery Automobile) للسيارات الصغيرة، تسيطر بصورة كبيرة على السوق الروسي وأكثر مثال واضح للهيمنة الصينية، إن  شركة مثل"جريت ول موتور " (Great Wall Motor Co) المعروفة بعلامتها التجارية "هافال" (Haval) أصبحت تستحوذ بمفردها على 17% من سوق السيارات في روسيا حسب أرقام عام 2022.

وفقا لـ بلومبرج بعد أن علقت معظم شركات صناعة السيارات العالمية أعمالها في البلاد، بما في ذلك شركة "فولكس فاجن" و"تويوتا موتور"، انتعشت شركات السيارات الصينية وعززت تواجدها في روسيا على الفور.

استغلت السيارات الصينية هرولة الكيانات الغربية لمغادرة السوق الروسي خوفا من الوصم وتشويه السمعة، وقفزت لتحتل السوق الروسي خاصة أن بعض الشركات الصينية أصبحت رائدة في مجال صناعة السيارات وتركت بصمتها على مستوى العالم، بما في ذلك في أوروبا والولايات المتحدة.

ويبدو أن الصين وشركاتها لا تلقي أي أهمية للتقارير والدراسات التي تحذرها من مخاطر جيوسياسية حال استمرارها في التعاون مع روسيا وملء الفراغ الغربي الذي غار السوق من أجل حماية القيم وصينانة الديمقراطية، ولن يتنازل بهذه السهولة عن أرباحه المالية لدولة آخرى. 

تستشهد هذه الدراسات بانخفاض مبيعات السيارات المستمرة منذ نحو 8 سنوات ـ تراجعت 36% ـ بعد عام 2015 أثر العقوبات المفروضة على روسيا لضم موسكو لشبه جزيرة القرم، وبالتالي لن تكون المكاسب دائمة بل سيعمل الغرب بكل قوة للوقوف في وجه أي مكسب يمكن أن تحققه الصين على المدى الطويل من الفراغ الذي تركته سواء بشكل مؤقت أو دائم. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية