رئيس التحرير
عصام كامل

درس الفراخ البرازيلي القاسي!

الولولة بحجة الخوف علي صناعة وطنية هي الدواجن كلمة حق من أجل الباطل.. فلا توجد صناعة وطنية تخاصم الشعب وتعاديه.. الصناعات الوطنية لدعم الوطن وراحة الناس خلاف ذلك تفقد معناها وفلسفة وجودها.. 


الدولة مسئولة عن شعبها وتدخلها في التوقيت المناسب هو الضمانة الأساسية للتوازن في المجتمع بين احتياجات الناس ومتطلبات المؤسسات الخاصة، وعندما تطغي الثانية علي الأولي يتطلع المواطن علي الفور لدولته يطلب منها الحماية والعون..


كاتب هذه السطور من المنحازين علي طول الخط لدور الدولة ومن أنصار القطاع العام.. فلا مفر منهما في بلد مستهدف دائما، ورأسمالية متخلفة في غالبها إلا ما ندر منها.. ملك الشعب وسنده.. ويؤمن أن تشويه هذا القطاع تم عمدًا لمصلحة أباطرة كبار وقوي خارجية لا تريد قوة اقتصادية صلبة لشعبنا..

 

وكاتب هذه السطور يؤمن أيضًا بالتسعير الجبري لكن ومع ذلك وطالما ورثت القيادة الحالية إلغاء هذه التسعيرة بعد التراجع عنها عبر خطوات عديدة منذ السبعينيات الي 2013 لذا لم يبق أمامنا إلا اللجوء لأدوات السوق الحر ذاتها لضبط الأسواق.. ومن أهمها علي الإطلاق زيادة العرض من السلع علي الطلب منها.. وعندئذ سيتوقف المستغل عن استغلاله لأن البديل لسلعته صار موجودًا.. وهذا ما يحدث من طرح الدواجن البرازيلي!!
 

تاجر الدواجن الصغير ربما له عذره.. هو أيضا ضحية للامبراطور الكبير.. لكن الكبير عندما يقل الطلب عليه من مئات التجار الصغار سيراجع نفسه ويخفض معدل استغلاله.. وهو نفسه وغيره سيقل طلبهم من العلف.. وعندئذ سيراجع أيضًا أباطرة الأعلاف موقفهم.. ومع هذه الدورة ستنخفض أسعار الدواجن!

 


ضربة البداية إذن من زيادة العرض.. وهو ما يحدث الآن.. ربما تأخرت الخطوة.. لكن مع تأخيرها يمكن القول إن الدولة لم تتلكك لأحد أو تتربص بأحد.. بل صبرت إلي حدود التأخير.. لكن لكل صبر نهاية!

الجريدة الرسمية