رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: الرسالة رقم 3 لوزير الشباب واتحاد الكرة.. رخص المدربين حق الشباب!

الدكتور اشرف صبحي
الدكتور اشرف صبحي وزير الشباب والرياضه

على مدار اليومين السابقين وجهت رسائل لاتحاد الكرة ووزير الشباب فى موضوع المغالاة فى تحديد رسوم رخص المدربين الشباب فى مصر، ومن الواضح أن الجميع لم تعد تشغله تلك الموضوعات، وقد يراها البعض تافهة فى الوقت الذى أراها جزءًا أساسيًّا من تطوير كرة القدم المصرية.
لم يعد يشغلهم سوى تنظيم البطولات التى تكبد البلاد أموالا طائلة وبالرغم من أنى داعم لتنظيم بطولات على أرض مصر، ولكن بشروط أن يكون لها مردود سواء مادى أو فنى، ولكن من الواضح أنها تكبدنا أموالًا كثيرة نحن فى أمس الحاجة إليها فى ظرف صعب يعيشه العالم أجمع، وحتى لا نذهب بعيدا عن موضوعنا الأساسى وهو "رُخَص المدربين" نترك تنظيم البطولات لنتناوله فى موضوعات قادمة.
كل المشروعات التى تتبناها الدولة أو المشروعات الخاصة كيف لها أن تؤتى ثمارها وأحد أضلاع المنظومة ناقص، وهو المدرب المؤهل. لم يكن محمد صلاح نتاج تخطيط بقدر ما كان ظرفًا استثنائيًّا وطموحًا، لاعب نجح فى أن يفرض نفسه على العالم، وبالتالى فإن التخطيط لظهور صلاح جديد يحتاج إلى تخطيط مرتب ومنظم وفق أحدث الأساليب العلمية.
مشروعات كثيرة، ولكن أين المدرب المؤهل؟! الاهتمام بالناشئ وحده لا يكفى بقدر توفير البيئة المناسبة لاكتشافه، وأرى منذ سنوات عديدة مشروعات، ولكن على أرض الواقع لا يوجد شيء، وهنا لا بد من وقفة.
طالبت بأن يكون موضوع رخص المدربين أحد مشروعات وزارة الشباب والرياضة إذا اعتبرنا أن دورات المدرب مثل دورات الحلاقة وتصفيف الشعر! وأنا هنا لا أنكر ذلك بقدر المطالبة بالاهتمام بشباب المدربين من أجل خلق أجيال جديدة من الشباب صالحة لسوق العمل.
تحدثت عن ضرورة وجود آلية لتخفيض الرسوم فى أي شكل، كان لأن الأمر أهم من تنظيم بطولات كثيرة بعد أن ابتعدنا عن السوق العربى والأفريقى، رغم أن التاريخ يقول إن مصر رائدة وعلمت الكثير كرة القدم، وقتها كانت الدولة ممثلة فى وزارة الشباب والرياضة ترسل بعثات إلى أوروبا من أجل الدراسة والعلم.
استفضنا فى الحديث عن جوانب كثيرة، واليوم أتحدث عن آلية تلك الدورات، وكيف يتم الاختيار إذا كانت محكومة بعد، فمثلا الرخصة A محدد لها 30 دارسًا، فلم يحدد الاتحاد آلية الاختيار، وأنا هنا أقترح أن يرشح كل نادٍ من أندية الدورى الممتاز أحد أبنائه، خاصة أن البطولات القارية تشترط لجلوس المدير الفنى على الدكة أن يكون حاصلا على الرخصه A، ورأينا كيف أن الكابتن على ماهر يقود فيوتشر فى الكونفيدرالية من المدرجات، وعليه يجب أن يتم منح كل ناد فرصة فى هذه الدورة، على أن تكون المقاعد الأخرى لها معايير.

المحاضرون


وأنصح منظمى الدورة بألا تكون قاصرة على الكلام النظرى إذا كنا نريد الفائدة لشباب المدربين، وعليه لا بد من الاستعانة بـ«أسطوات» التدريب فى مصر وعدم قصرها على أساتذة كليات التربية الرياضية، نعم لهم دور، ولكن ليس كل المهمة، فهناك أسطوات تدريب فى مصر يمكن الاستعانة بهم لنقل خبراتهم.
أسماء عديدة يحكون عن تجاربهم الحقيقية فى الملعب، وليست المعلبة فى المعامل، وبالتالى لا بد من الاستعانة بالكابتن حسن شحاتة الرجل الذى صنع المعجزات مع الكرة المصرية، والكابتن شوقى غريب الذى حقق أفضل الإنجازات، والكابتن حلمى طولان، وهناك أيضًا الكابتن محسن صالح الذى قاد الإسماعيلى للفوز بالدورى بعيدا عن الأهلى والزمالك، هذه نماذج، ولو بحثنا وجدنا الكثير إذا كان هدفنا شباب المدربين، أما إذا كان الهدف الساعة بـ500 جنيه فافعلوا ما شئتم!
وأدعو الوزير والدكتور جمال محمد على لمراجعة الشروط، وأبرزها شرط الممارسة، لأن إنجلترا مهد كرة القدم لا تضع هذا الشرط، فضلا عن شروط أخرى.
وفى الأخير لن تقوم قائمة لكرة القدم المصرية بدون مدرب واعٍ فاهم دارس، حتى لو أقمت 100 مشروع للاهتمام بالنشء.
وإذا كان البعض يرى أننى أؤذن فى مالطة فسأظل أؤذن حتى يستقيم الأمر أو يقضى الله أمرا كان مفعولا، فالكتابة فى مثل تلك الأمور أفضل مليون مرة من التطبيل لمشروعات على الورق قد لا ترى النور لأنها تفتقد المقومات.
ليس انتقادًا لأحد بقدر ما هى غيرة على مجال أراه يتدهور تدهورًا شديدًا، وينذر بعواقب وخيمة فى المستقبل، ونرى آثارها اليوم، اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.

الجريدة الرسمية