رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: رسالة رقم (2) لوزير الشباب واتحاد الكرة.. أين نحن من الركراكي وبلماضي والقادري؟!

الدكتور أشرف صبحي
الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، فيتو

تناولت أمس موضوع رخص المدربين وركزت على المغالاة في تحديد الرسوم وكنت أتوقع أن تكون هناك ردود أفعال سواء من اتحاد الكرة أو من الوزارة ولكن للأسف الشديد لا أحد يريد أن يكلف نفسه مناقشة الأمر رغم خطورته باعتبار أن المدرب هو أحد العناصر الأساسية لكرة القدم إذا اعتبرنا أن اللاعب والحكم والإداري والمدرب هم عناصر اللعبة الأساسية ولكن على ما يبدو أن هناك ما هو أهم من الاهتمام باللعبة نفسها.
لقد أثنيت على جهد الدكتور جمال محمد علي في إعادة إحياء موضوع رخص المدربين بعد فترة توقف طويلة وخلالها سبقنا الآخرون ولكن توقفت عند الشروط المالية وبعض الشروط الأخرى وقلت إن الهدف تحول من هدف سام إلى هدف استثماري وهو لا يليق لا بمنظومة كرة القدم المصرية ولا وزارة الشباب والرياضة.
وقلت كما أن الوزارة تسعى إلى تدريب الشباب على مهن مختلفة فكيف لا تهتم بمهنة في غاية الأهمية لأن الأمر لا يقتصر على لاعب فقط فلو أن المدرب غير مؤهل فإن كل برامجك محكوم عليها بالفشل.


زمن ليبزج
 

لقد عاصرت فترة كانت الدولة المصرية ممثلة في وزارة الشباب والرياضة تهتم بشباب المدربين ليس في لعبة كرة القدم فقط ولكن في كل الألعاب وكانت هناك إدارة للمبعوثين وترسل بعثات إلى أوربا على نفقة الدولة لتطوير وإعداد جيل من الشباب يحمل الراية بدلا من استيراد أجانب يصبحون مثل البطيخة إما أن أن تكون حمراء أو بيضاء بطعم اللفت وما أكثرهم.
ومن خلال هذه البعثات ظهرت أجيال جديدة من المدربين لديها رؤية وأنا هنا أضرب مثلا بالكابتن شوقي غريب الذي حصل على الدورة باعتبار أن الشروط تنطبق عليه وكان مؤهلا لإنجاز تاريخي مع منتخب الشباب في 2001 وهي الميدالية الوحيدة التي حصدتها مصر من الفيفا  وفاز لاول مره مع المنتخب الاولمبي ببطولة افريقيا ووضع مصر بين الثمانيه الكبار في الاولمبياد وهناك الكابتن علاء نبيل الذي بني أفضل قاعدة ناشئين في مصر مع ناد زد وغيرهم الكثير ومعهم الغزال إبراهيم يوسف رحمة الله عليه  وحصلوا على فرص مع المنتخبات …كان الشاب لا يتحمل مليما واحدا بل إنه يحصل على مصروف جيب وتذاكر الطيران والإقامة المجانية.. ثم توقف كل شيء بعد أن حاول البعض التلاعب.
هنا كانت الدولة تدرك أهمية الأمر وتعطيه أهمية قصوى قبل أن يظهر علينا اتحاد الكرة ليضع شروطا تعجيزية أمام شباب المدربين ليتحول الفكر إلى استثماري مثل الأندية التي فتحت أبوابها للاستثمار من خلال قاعدة (اللي معاه فلوس يلعب …واللي معهوش ميلزموش) وهو أمر في غاية الخطورة وينذر بعواقب وخيمة.
كيف لك أن تضع رسما قدره 4500 جنيه للرخصة D و8500 للرخصة C و11500 جنيه للرخصة B و25 ألف جنيه للرخصة A؟!
ألا يكفي أن النجوم الدوليين هربوا من التدريب واستكانوا للتكييف في استديوهات التحليل التي ستكون يوما ما سببا في دمار الكرة المصرية.


تجارب الشمال الأفريقي
 

ألا يغير اتحاد الكرة المصري من الأشقاء في تونس والمغرب والجزائر بعد ما سبقونا بمراحل في مشاريع المدربين الوطنيين؟!! ألا نخجل ونحن نرى مدربين في الأربعينيات يقودون منتخبات بلادهم للمجد؟!! ألم يسمعوا عن جمال بلماضي مع الجزائر ووليد الركراكي مع المغرب وجلال القادري مع تونس؟! ونحن ننتظر حتى يصل المدرب إلى سن الـ70 حتى نمنحه الفرصة.
لو كان اتحاد الكره يفكر بعقلانية لاعطي تسهيلات للنجوم الدوليين من أجل منحهم الفرصة في الحصول على رخصة تدريب ولدينا الكثير يعملون بنجاح في الأندية المصرية دون أن نضع في طريقهم شروطا تعجيزية … هناك وائل رياض ومحمد شوقي ومحمد ناجي جدو وسيد معوض وطابور طويل مهيئين للنجاح ولكن اتحاد الكرة وضع الشروط لأنه يتعامل بالفكر الاستثماري الذي خرب الكرة المصرية وحرمنا من المواهب.
أليس هؤلاء الذين حققوا المجد لمصر ورفعوا راية البلاد في كل أنحاء العالم من حقهم أن يتم إعفاؤهم من الرسوم والشروط وفي الآخر تقول إنك لا تجد مدربا وطنيا؟!
أليس المدربون أحد عناصر اللعبة يجب الاهتمام بهم كما نهتم بالحكام في تنظيم معسكرات وتطوير أدواتهم؟!
أليست مرتبات المدربين الأجانب في بلدنا المحروسة كانت كافية لعمل مشروع تطوير النجوم الدوليين ومنحهم الفرصة لفترات معايشة في أقوى الدوريات الأوربية على نفقة اتحاد الكرة أم أننا نعمل بمنطق شراء العبد ولا تربيته؟!
ما زلت أحتفظ بهدوئي وأناقش بهدوء لعل وعسى أن يستمع أحد لصالح البلاد ولا أعول كثيرا على اتحاد الكرة لأن آخر ما يفكرون فيه هو صالح كرة القدم المصرية نفسها ولكن ربما يتحرك الوزير وربما يبلغه أحد الأصدقاء رسالتي على أمل أن يكون هناك تحرك!!
وفي النهاية تبقى كلمة أريد أن يرد عليها الدكتور جمال محمد علي مدير إدارة المدربين في اتحاد الكرة.. لماذا شرط الحصول على عضوية نقابة المهن الرياضية وهو أمر يراه البعض سهلا ولكن عندما سألت وجدت أن المدربين من أجل أن ينضموا لعضوية النقابة لا بد أن يدفعوا قرابة الـ15 ألف جنيه؟! أعتقد أن الأمر فيه تضارب مصالح بين عمل الدكتور في اتحاد الكرة والنقابة وأتمنى أن يكون لصالح كرة القدم المصرية.
الملف سيظل مفتوحا وغدا بإذن الله سنتحدث عن المحاضرين المطلوب وجودهم في مثل تلك الدورات وهل نكتفي بالأكاديميين فقط ونتجاهل أسطوات المهنة من المدربين الكبار؟! أم أن الأمر له علاقة بمكافآت والساعة بـ500 جنيه والحسابة بتحسب.
هل من مستمع؟!
 

الجريدة الرسمية