رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة: التجديد في الإسلام لا يهدم والإصلاح لا يرفض الموروث

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة المفتي السابق للجمهورية، فيتو

التجديد في الإسلام، أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن التجديد لا يقوم على هدم القديم أو بطلانه، لكن الأمر يتطلب إضافة الجديد الذي يحتاجه العصر، موضحًا أن السابقين قاموا بواجبهم وحققوا نجاحات.

التجديد في الإسلام يحترم الموروث

وعن التجديد في الإسلام، أشار الدكتور علي جمعة إلى أن عصرنا يختلف عن واجب العصور السابقة، مؤكدًا على احترامنا للموروث، لكن لا نقف عنده أو ضده.
وقال علي جمعة أن الإصلاح يقتضي عدم التسليم بالموروث، مشيرًا إلى أن ذلك يختلف عن التجديد في الإسلام، باعتبار أن خطئا ما قد وقع عند السابقين فهما أو تطبيقا أو هما معا.
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك بشأن التجديد في الإسلام فقال: "التجديد يتمثل في عملية إضافة جديدة لا تكر علي القديم بالهدم أو البطلان؛ بل تُضيف الجديد الذي يحتاجه العصر، وموقفها من القديم مبني علي فكرة القائم بواجب الوقت"

إعادة صياغة الموروث لا تتناقض مع احترامه

وأضاف علي جمعة "ان السابقين قد قاموا بواجب وقتهم بناءا علي مقتضيات حياتهم وأزمانهم وأنهم حققوا نجاحات، وأن لك عصر واجب يختلف عن واجب العصور السابقة، ولذلك فمع احترامنا للموروث إلا أننا لا نقف عنده ولا نقف ضده، بل نحترمه ونضيف إليه ونعيد صياغة مناهجه بصورة تتسق مع ما أضفناه من مناهج جديدة أيضا وهذا مبني علي فكرة التفريق بين المسائل والمناهج."
وتابع الدكتور علي جمعة حديثه عن مسائل التجديد فقال: "المسائل جمع مسألة وهي ما عرفناه في دراسة النحو بالجملة المفيدة. وفي العربية تكون مكونة من مبتدأ وخبر أو من فعل وفاعل. والمتأمل في الجملة الاسمية والجملة الفعلية يجد أنهما جزأين: موضوع نتكلم عنه وشيء نسنده إلي ذلك الموضوع. ولذلك نرى علماء النحو يتكلمون عن المسند إليه والمسند والإسناد. والمسائل كثيرة بعدد تعبيرات البشر ولكن عندما يقوم الإنسان بعملية الإسناد، فانه يتخذ منهجا معينا أو مجموعة من المناهج حتى يحكم علي المسند إليه الحكم المناسب."
وعن مناهج التجديد قال علي جمعة: "وتختلف هذه المناهج باختلاف المجال الذي تنتمي إليه المسألة، فهناك المجال الحسي كقولنا مثلا: الشمس مشرقة. أو النار محرقة. وهناك المجال العقلي كحقائق الرياضيات والهندسة. ولها تعلق أيضا بالحس عند تطبيقها أو استفادتها منه." 

المجال الشرعي تستفيد منه الأحكام الشرعية

وتابع علي جمعة قائلًا: "وهناك المجال النقلي كقولنا الفاعل مرفوع والمفعول منصوب وهو ليس من وضعنا ولا من رغبتنا ولكنه شيء منقول إلينا في اللغة الموروثة. وهناك جانب أو مجال وضعي نتفق فيه علي مصطلحاته كالتأليف في العلوم المختلفة. "
وعن المجال الشرعي قال علي جمعة: "هناك مجال شرعي تستفاد منه الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية كقولنا الصلاة واجبة، والرشوة حرام. وهكذا فان النسبة بين المسند والمسند إليه هي إثبات أمرا لأمرا أو نفيه عنه. وكل مجال له مصادره وله أدوات الوصول إلي مسائله وله شروط الباحث في هذا المجال، وهذه الثلاثة هي المنهج في الحقيقة"
وعن الفرق بين التغير والتغيير قال الدكتور علي جمعة: "هناك فرق بين التغيّر والتغيير، والفرق بينهما هو القصد والإرادة التي يلزم منهما وضع الخطة والتنفيذ. حيث إن التغيّر يحدث تلقائيا بتبدل الزمان وتغير الناس بالحياة والموت، وجريان الأحداث وتشابكها"
وتابع علي جمعة حديثه عن التغير والتغيير فقال: "والاكتشافات التي تتم سواء في عالم الحسي والكون أو الومضات التي يفتح الله بها علي عباده في عالم الأفكار والتي تؤثر بعد ذلك في العلاقات بين الناس أفرادا وجماعات، وبين الدول والتكتلات. أما التغيير فهو ينظر إلي الواقع ويرى فيه شيئا لابد أن يتبدل، وهنا يظهر القصد لذلك التبديل وتظهر الإرادة، ويسعى الإنسان لوضع خطة مناسبة ويقوم بتنفيذها حتى يتم مراده أو بعض مراده من هذا التغيير." 

الفرق بين الإصلاح والتجديد 

وعن الإصلاح والتجديد قال جمعة: "وتحت عنوان التغيير، يقع المصطلحان (الإصلاح والتجديد)، ويري فريق من الكاتبين في الأدبيات المعاصرة طبقا لاستعمالهم لهذين اللفظين، أنهما مترادفان فيستعملون كل واحد منهما مكان الآخر."
وقال علي جمعة: "وأري أن هناك فارقا بين الإصلاح وبين التجديد، فالإصلاح يفترض نقصا ما في الواقع. وقد يصل هذا النقص إلي درجة الخلل وهذا يستلزم شيئا من الهدم وإعادة البناء"
وعن الإصلاح قال علي جمعة: "الإصلاح يقتضي أيضا عدم التسليم بالموروث واعتبار أن خطئا ما قد وقع عند السابقين فهما أو تطبيقا أو هما معا. وهذا هو المبرر والمصوغ لعملية الهدم والشروع في بناء جديد ينهي النقص القائم."

 

وقال علي جمعة "وبهذا المفهوم للإصلاح يمكن قبول فكرة القطيعة المعرفية الجزئية أو الكلية طبقا لرؤية المصلح ولمساحة هذا الإصلاح ومساحة الرغبة والإرادة والقصد في التغيير."
وتابع المفتي السابق للجمهورية قائلًا: "ومن خلال القطيعة المعرفية يتم نقد مصادر المعرفة وأدوات التعامل معها ويتم أيضا إيجاد معيار جديد للتقويم ومن هنا يتم عملية تصنيف جديدة للمعرفة. وكل هذه خطوات ستكون هي الخطوات الأولى ولكنها الأساسية أيضا في خطة الإصلاح."
واختتم حديثه عن الإصلاح والتجديد فقال علي جمعة: "والإصلاح بهذا المعني عادة يلقى مقاومة شديدة لأنه أولا يدخل في صدام مع الثقافة السائدة. وثانيا لأنه يأتي بفكرة لم يتم بعد تجريبها فتتخوف النفوس بقبولها. ولأنه ثالثا يأتي بتلك الفكرة ويصوغها بصياغات مبدئية ليس كصياغات العلوم المستقرة التي دُرست ونُقلت من جيل إلي جيل. ولأنه رابعا يصف شيئا من الموروث بالنقص."

وقال جمعة: " مهمة الإصلاح تكون مهمة أصعب وتحتاج إلي زمان أطول. أما التجديد فيتمثل في عملية إضافة جديدة لا تكر علي القديم بالهدم أو البطلان"
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية