رئيس التحرير
عصام كامل

بدأ الإسلام غريبا

عندما أتذكر حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله الذي قال فيه “بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء”. وأنظر إلى ما آل إليه حال الإسلام والمسلمين في هذا الزمان الغريب والعجيب الملئ بالفتن والضلالات والبدع والمنكرات والذي ضاعت فيه القيم الإنسانية النبيلة والأخلاق والمكارم والفضائل. وما آل إليه حال المسلمين من تخلف وضعف وفرقة وتناحر. ومن إنقياد أعمى خلف أهواء الأنفس وشهواتها. وما أصبح عليه حال الكثير من الشباب والشابات من عُري ومجون وشذوذ وخلاعة وتقليد أعمى لصيحات الغرب الضالة المضلة.  

 

أصبح حالنا من سيئ إلى أسوء وما كان ذلك إلا على أثر تركهم لهدي نبيهم الكريم الهادي البشير السراج المنير صلى الله عليه وسلم وعلى آله وهجر سنته الرشيدة ونبذهم لكتاب الله تعالى وعدم الإئتمار بأوامره والانتهاء بنواهيه وترك أحكامه الرشيدة وعدم إقامة حدوده. ذلك الكتاب الذي جعل الله فيه الهدى والرشد والرشاد والسلامة والفوز والنجاة. يقول تعالى: "الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ".

غربة أهل الإسلام

 

ولقد أشار إليه الرسول الكريم بقوله: "كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم. وخبر ما بعدكم. وحكم ما بينكم. هو الفصل ليس بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله. ومن إبتغى الهدى في غيره أضله الله. وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم. هو الذي لا تزيغ به  الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الاتقياء ولا يَخلق على كثرة الرد وهو لا تنقضي عجائبه". 

 

هذا والمقصود من غربة الإسلام غربة أهل الإسلام بهجره وتركه وعدم الإلتزام بأوامره وترك أحكامه وعدم إقامة أركانه وحدوده.. عزيزي القارئ.. عندما أنظر إلى قول الحبيب المصطفى وإلى حال غالب الأمة الإسلامية الآن تتألم نفسي ويحزن قلبي وأجدني أقول: صدق رسول الله وصدقت نبوءته ورؤياه. فقد تغرب الإسلام بقلة أهله وغربة الكثيرين من أهله..

 

هذا وكم أشار لنا صلى الله عليه وسلم إلى سبيل  السلامة من فتن الدنيا والنجاة من عداوة الشيطان وتغريره ووسوسته وتضليله. ومن إتباع أهواء النفس وحظوظها.. من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به  لن تضلوا من بعدي أبدا. كتاب الله وسنتي"، وفي رواية “إني  تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي. ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض. فأنظروا كيف تخلفوني فيهما”.. 

 

يا سادة عندما خالفنا تعاليم كتاب الله تعالى وهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وإتبعنا الشيطان وإنقاد الكثير منا خلف الدنيا التي أعمت قلوبهم وعملوا لها كأنهم مخلدون فيها ونسوا أنهم أموات أبناء أموات، دار ممر وإبتلاء ومصيرها إلى  زوال وفناء، وللأسف الشديد قد وصل الأمر إلى التنافس والإقتتال عليها بعدما تحكمت الأطماع في النفوس ولا عبرة ولا إعتبار لهم.

 

 

وحب الدنيا لا شك أنه مُهلك لصاحبه لا محالة. وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال "حب الدنيا رأس كل خطيئة". وقوله "لا يجتمع حبان في قلب العبد. حب الله وحب الدنيا". هذا ومن أسباب غربة الإسلام وضياع المسلمين إتباع خطوات الشيطان. والإنقياد خلف الأهواء وحظوظ الأنفس والشهوات.. يا سادة لا سلامة لنا ولا نجاة ولا صلاح لأحوالنا إلا بالرجوع إلى منهج ديننا الحنيف وهدي نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله والتمسك بسنته الرشيدة.. اللهم  ردنا إليك ردا جميلا..

الجريدة الرسمية