رئيس التحرير
عصام كامل

المستعصم بالله.. آخر خلفاء الدولة العباسية الذي قتله المغول وأخفوا قبره

مدفن الخليفة المستنصر
مدفن الخليفة المستنصر بالله

في مثل هذا اليوم من عام 1242 تولى المستعصم بالله، الخلافة في الدولة العباسية وكان حظه سيئًا، إذ اجتاح المغول العالم الإسلامي في عهده ودمروا البلاد والعباد، واعدموا المستعصم. 

 

عن حياته ونشأته

هو أبو عبد المجيد «المستعصم بالله» ولد عام 1213 - 656 هـ، آخر خليفة عباسي في بغداد، إذ حكم بين عامي 1242 و1258 بعد أبيه المستنصر بالله. 

 

كان كريمًا حليمًا متدينًا متمسكًا بالسنة كأبيه وجده ولكنه لم يكن مثلهما في التيقظ والحزم وعلو الهمة، إذ ركن المستعصم إلى وزيره مؤيد الدين العلقمي فأهلك الحرث والنسل ولعب بالخليفة كيف أراد وهو الذي راسل التتار ونصحهم بالمجيء إلى العراق وأخذ بغداد وقطع دابر الدولة العباسية.

 

تراجع الخليفة المستعصم عن الخروج لحرب التتار بناء على استشارة وزيره، فبعث بابنه وولي عهده إلى هولاكو لمفاوضته، فطلب منهم إلقاء السلاح وخروج جيش الخليفة بأكمله من بغداد إلى معسكر المغول بدون سلاح، وهناك حنث هولاكو بوعده وقام بقطع رؤوس عشرات الألوف من الضباط والجنود على مرأًى من سكان بغداد وولي العهد.

 

دخل هولاكو بغداد فوجد حوضًا من الذهب الأحمر الخالص في ساحة القصر، يقول المؤرخ الهمذاني: «وقصارى القول إن كل ما كان خلفاء بني العباس قد جمعوه خلال خمسة قرون وضعه المغول بعضه فوق بعض فكان كجبل على جبل».

 

مقتله

قبض هولاكو على الخليفة وقيل لهُ إنه لو قتله وأريقت دماؤه على الأرض فسيحدث كوارث عظيمة، لكن ابن العلقمي زين الأمر لهولاكو فأقدم على قتل الخليفة رفسًا وقيل بل خنق أو أغرق، ولا يعلم حقيقة كيف كان قتلُه وأخفوا قبره، وكان عمرهُ يومئذ 46 سنة وأربعة أشهر، ومدة خلافتهِ 15 سنة وثمانية أشهر، وبمقتلهِ انتهى عصر الدولة العباسية.

 

ضريح المستعصم بالله

أجريت عملية تنقيب في موقعهِ عام 1993م، وعثر المؤرخ عماد عبد السلام رؤوف على شاهد القبر، وجرى تجديد المرقد والمسجد وتم بناؤه عام 2005م بعمارة حديثة، وأعيد بناء المقام وبنيت له غرفة خلف الحرم يفصل بينه وبين الحرم بساحة طارمة كما بني في المسجد غرفة للإمام ومرافق منوعة بأسلوب حديث، ويتسع المسجد لأكثر من مئتي مصل، وتقام فيهِ حاليًّا الصلوات الخمسة فقط، ويعتبر مسجد المستعصم من مساجد بغداد الأثرية، ويقع قريبًا من شارع عشرين في حي الأعظمية.

الجريدة الرسمية