رئيس التحرير
عصام كامل

استفزاز الفقراء!

ماذا يشعر الفقير وصاحب الدخل المحدود بل وحتى صاحب الدخل المتوسط  الذى يؤرقه الآن ارتفاع سعر البيض وسندوتش الفول، وعلبة الكشرى واختفاء الأرز، حينما يقرأ في صحيفة خبرا عن شكوى فنانة من عدم توجيه دعوة لها لحضور مهرجان القاهرة السينمائى رغم أنها استعدت له بفستان جديد كلفها عدة آلاف من الجنيهات؟! 


بلا شك سوف يشعر بالاستفزاز لأنه في الوقت الذى يكابد من أجل تدبير الغذاء لأسرته يجد من يهتم صحفيا وإعلاميا بمثل هذه الشكوى ولا يهتم بحاله الأولى بالاهتمام!. وإذا كان من بين أغراض إقامة الصحف والمواقع الإلكترونية والمحطات التليفزيونية نشر الأخبار فإنها يجب أن تكون حريصة وهى تختار ما تنشره من أخبار على تأثيرها في عموم الناس.. 

 

الصحافة ووسائل الإعلام  في كل أنحاء العالم تنتقى عادة ما تنشره وتروج له من أخبار، وهذا الانتقاء دوما ليس عشوائيا وإنما هو يحقق غرضا أو أهدافا لدى الناشر حتى ولو كان من بينها الآن ما يسمى ركوب الترند.. ونشر خبر شكوى الفنانة من تجاهل إدارة مهرجان القاهرة دعوتها رغم استعدادها له بفستان جديد كلفها آلاف الجنيهات لا يحقق رواجا لناشره ولا يفيد القارىء بشىء أو يجذب أصحاب الفضول لآن الشاكية ليست ذات شهرة كبيرة على غرار الفنانة شيرين عبدالوهاب التى تسابق الإعلام والصحافة في نشر أخبارها شديدة الخصوصية من طلاق وزواج وعلاج في مصحة نفسيا!.. 

 

 

ما سيحققه النشر فقط  لتلك الشكوى فقط هو استفزاز لعموم الناس الذين شكواهم أهم وأولى بالاهتمام. 
وهذا ينبهنا مجددا للدور الذى يتعين على الصحافة والإعلام أن يقوما به في ظل أزمة اقتصادية وتضخم لا يتوقف عن الزيادة أرهق الأغلب الأعم من المصريين.. وأول خطوة في هذا الدور أن تتحاشى الصحافة ومعها الإعلام نشر ما يثير استفزاز الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة.. وهذا أضعف الإيمان!   

الجريدة الرسمية