رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"المهندسين" تحتفل بالذكرى المئوية الأولى لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

ندوة نقابة المهندسين
ندوة نقابة المهندسين

بمناسبة مرور مائة عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، نظمت اللجنة الفنية والثقافية بنقابة المهندسين، برئاسة المهندس محمد محفوظ، ندوة بعنوان "مائة عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.. حملة عودة حجر رشيد".

أدار الندوة المهندس عبدالرحمن لاشين- مقرر اللجنة، وحاضر في فيها  كلٌّ من أ.د. قاسم زكي- الناشط بمجال الحفاظ على الآثار المصرية وأستاذ علم الوراثة بكلية الزراعة، جامعة المنيا، وأ.د. م. أحمد يحيى راشد- أستاذ العمارة بالجامعة البريطانية ومؤسس معهد حقوق الحضارة، ود. محمود حامد الحصري- مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة- جامعة الوادي الجديد.

في كلمته المقتضبة، رحب المهندس محمد محفوظ، بالحضور والقامات العلمية من المحاضرين، مقدمًا الشكر لهم، مشيرًا إلى أن هذه الندوة هى أولى الندوات التى تعقدها اللجنة والتى تأتى فى إطار الاحتفال المئوى لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.

فيما أكد المهندس عبدالرحمن لاشين، على استمرارية اللجنة في عقد الندوات وتناول الموضوعات الثقافية المختلفة، حيث تهدف اللجنة إلى إمداد المجتمع الهندسي بمعلومات ثقافية متنوعة ربما تكون جديدة عليه، مقدمًا التحية والشكر لنقيب المهندسين وأعضاء هيئة المكتب على دعمهم المستمر للجنة.

من جانبه أكد الدكتور محمود الحصري، أن مقبرة توت عنخ آمون، أول مقبرة يجرى اكتشافها على هيئتها الكاملة دون أن تمس من اللصوص على مدار الحقب الزمنية المتوالية، وأن يوم ٢٦ نوفمبر ١٩٢٢ كان يومًا مشهودًا وعلامة بارزة فى تاريخ الآثار المصرية، حيث أُزيلت السدة التى تفصل بين المنحدر والحجرات الداخلية لمقبرة توت عنخ آمون، لافتًا إلى أن هناك أربعة تواريخ مهمة، هى ١ نوفمبر ١٩٢٢، حيث تم اكتشاف الدَّرَج السلمي بواسطة حسين عبدالرسول- ناقل مياه فريق تنقيب هوارد كارتر، وفى ٤ نوفمبر ١٩٢٢ تم وصول هوارد كارتر لختم المقبرة وفى ٢٦ نوفمبر ١٩٢٢ تم إزالة السدة التى تفصل بين المنحدر والحجرات الداخلية للمقبرة والوصول للصالة المستعرضة للمقبرة، وفى ١٧ فبراير ١٩٢٣ تم الإعلان عن اكتشاف المقبرة، بحضور اللورد كارنرفون- ممول حملة حفائر هوارد كارتر، وتم فتح حجرة الدفن.

وأرجع "الحصري" سبب حماية المقبرة من السرقة إلى وجود مقبرة رمسيس السادس فوقها، وكانت قطع الأحجار الصغيرة المستخرجة منها تلقى فوق مدخل مقبرة توت عنخ آمون، لذا كان من الصعب على لصوص المقابر، فيما تلا ذلك من عصور أن يتذكروا أن هناك مقبرة أخرى فى هذا المكان الذى توجد به مقبرة رمسيس السادس.

فيما أكد الدكتور قاسم زكي، أن الحضارة المصرية هى حضارة الجنس البشرى كله، وأن مصر هى أول دولة مؤسسية وأطول إمبراطورية فى التاريخ، وهى أيضًا أكبر مستعمرة فى التاريخ، وهو ما أدى إلى نهب الكثير من آثارها، مشيرًا إلى أن العالم كله مهتم جدًا، ولديه الشغف بعلم الحضارة الفرعونية المصرية.

وأوضح "زكي" أنه بداية من القرن الثالث عشر الميلادى، بدأ الباحثون الأوروبيون وكُتاب الرحلات الذين كانوا فى الأغلب يقومون بسرقة وتهريب الآثار، الاهتمام بالحضارة الفرعونية، وقدمت ملاحظاتهم وكتاباتهم الكثير من المعلومات، بالرغم من الأخطاء الكبيرة فيها، ولكن لبعضهم إسهامات جليلة نتجت من اتباعهم طرق علمية، ومنهم على سبيل المثال "جون جريفز" و"كلود سيكارد" وغيرهما، مستطردًا: "فى أواخر القرن الثامن عشر، قام علماء حملة نابليون بتسجيل الحياة النباتية والحيوانية والتاريخ فى موسوعة وصف مصر، واتخذت دراسة التاريخ المصرى القديم شكلًا علميًّا أكثر بعد اكتشاف حجر رشيد، ويلاحظ أن علم المصريات الحديث بدأ عام ١٨٢٢".

فيما بدأ الدكتور أحمد يحيى راشد، محاضرته والتى جاءت تحت عنوان "حقوق حضارة" بتساؤل "أين حقوقنا ممن يتربح من حضارتنا بحيث يعود هذا العائد لاستدامة الحضارة في موقعها الأصلي؟"، مشددًا على أن الارتقاء بأنفسنا ضروري حتى نستحق أن ننتمي إلى الحضارة التي نطالب بحقوقها.

وأشار "راشد" إلى أن موضوع عودة حجر رشيد إلى موقع اكتشافه في قرية "برج رشيد" تم طرحه في المشروعات الخضراء المستدامة التي يتم طرحها حاليًا في مؤتمر شرم الشيخ، بحيث يتم الربط بين التغير المناخي وحقوق الحضارات، لأن كل الحضارات تتأثر سلبيًّا من التغير المناخي، سواء من التغير الطبيعي أو من فعل الإنسان.

وأضاف "راشد" أن عودة حجر رشيد إلى برج رشيد، سيكون بمثابة نقطة رصد مناخي للتغيرات المناخية، وأن إعداد المكان والبيئة والإنسان لاستعادة الحجر تُعد التزامات تتواكب مع معايير الأمم الـ ١٧، وهذه المعايير تسمح لكل إنسان ذي ضمير في العالم لشراكة الهدف المقصود، وهو أمر لا يختص بمؤتمر COP27 ولا COP28 ولكن حتى يؤتي ثماره يمكن أن يكون الهدف COP48  أي بعد أكثر من عشرين عامًا.

وتابع: "يتم خلال هذه المدة كل العمليات الممكنة للارتقاء بالإنسان والعمران والمكان، ولا يمكن استقبال ذلك الحجر في ذلك الموقع العزيز على البشرية، وبالتالي كما ساهم حجر رشيد في فك شفرة اللغة المصرية القديمة سيكون فكًّا لشفرة الالتباس بين الحقوق والتغير المناخي على عدة مستويات".

وفى نهاية الندوة، قام المهندس محمد محفوظ- رئيس اللجنة الفنية والثقافية، بتكريم المحاضرين بتسليمهم شهادات التقدير.

Advertisements
الجريدة الرسمية