رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لا حل عاجل للحرب الأوكرانية!

لم تفلح محاولات أوكرانيا وبولندا في جر حلف الناتو وأمريكا إلى حرب مباشرة مع روسيا بحجة أن روسيا أصابت أراضى بولندا العضو في الناتو بصاروخين من الصواريخ التى أطلقتها ضد أوكرانيا، وأنه بات من الضرورى دخول الناتو والأمريكان هذه الحرب بشكل مباشر ضد روسيا دفاعا عن بولندا عضو الناتو تطبيقا للمادة الخامسة لمعاهدة الحلف.. إلا أن البنتاجون الأمريكي رأى أن الصاروخين اللذين أصابا الأراضى البولندية هما صاروخان أوكرانيان ولا يتبعان لروسيا، وهذا ما بادرت روسيا في حينه لتأكيده ردا على الاتهامات الأوكرانية والبولندية.. 

 

وبعد البنتاجون أعلن أمين عام حزب الناتو أن نتائج التحقيقات انتهت إلى أن الصاروخين اللذين تسببا في إنفجار داخل الأراضي البولندية  يتبعان أوكرانيا. حتى الرئيس البولندي رجح أيضا هذا الأمر رغم مسارعة بلاده إلى اتهام روسيا في البداية.

 

تصعيد عسكري

وبذلك يمكن أن يهدأ العالم قليلا بعد أن تبدد خطر توسيع نطاق حرب أوكرانيا لتصير حربا عالمية.. لكن هذا لا يطمأن العالم على أن تلك الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا سوف تنتهى قريبا وأن المتحاربين سوف يجلسون على طاولة المفاوضات، كما تشير أنباء عديدة خلال الأيام الماضية تتحدث عن رغبة أوروبية في إجراء هذه المفاوضات واقتناع أمريكا أخيرا بها بحثا عن حل سياسى للأزمة التى تسببت في زيادة حدة الأزمة الاقتصادية العالمية وأدت إلى اضطراب في أسواق النفط والغذاء وتعرض العالم لموجةَ تضخم عاتية.

 

فإن أوكرانيا ترفض العودة إلى مائدة المفاوضات مع الروس، وترى إنها حققت نجاحات عسكرية أجبرت القوات الروسية على الانسحاب من مساحات شاسعة من أراضيها كان آخرها في منطقة خيروسون التى أعلن بوتين ضمها لروسيا.. 

 

ولذلك عندما تحدث زيلينسكى أمام قمة العشرين عن المفاوضات بدا وكأنه المنتصر في الحرب واشترط أن ينسحب الروس من بقية الأرضى الاوكرانية ومن بينها شبه جزيرة القرم، وأن تقتصر هذه المفاوضات على التعويضات التى سيدفعها الروس لبلاده!.. وقد جاءه الرد سريعا من روسيا وتمثل في ضربة صاروخية كبيرة لم تقتصر على كييف وحدها.

 


وهذا لا يشي بأن الطريق إلى طاولة المفاوضات صار ممهدا، بل قد يعنى أن التصعيد العسكرى هو الاحتمال الأرجح حتى الآن، من قبل الروس والأوكرانيين أيضا، ما لم يلق الأمريكان بثقلهم في هذا الأمر.  

Advertisements
الجريدة الرسمية