رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهارده.. مولد الخديوي توفيق سادس حكام مصر من الأسرة العلوية

الخديوي توفيق
الخديوي توفيق

في مثل هذا اليوم من عام 1852 ولد الخديوي توفيق، سادس حكام مصر من الأسرة العلوية، وخديوي مصر والسودان خلال الأعوام 1879-1892.

 

عن حياته وسيرته 

هو محمد توفيق إسماعيل إبراهيم محمد علي، الابن الأكبر للخديوي إسماعيل من مستولدته شفق نور هانم التي لم تكن ضمن زوجاته الأربع، وربما يكون ذلك سببَ عدم إرساله مع باقي أبنائه للدراسة في أوروبا، كما يفسر ذلك العلاقة السيئة بينه وبين أبيه والتي تجلت بعد عزل إسماعيل في نأيه عنه وإقصاء كل رجاله.

 

شهد عهد الخديوي توفيق الثورة العرابية، ثم الاحتلال البريطاني الذي حظي بتأييده، وفي عام 1884 سقطت الخرطوم في يد الثورة المهدية وقتل الحاكم الإنجليزي للسودان تشارلز جورج جوردون. 

 

حياته السياسية وفترة حكمه

شكل الخديوي توفيق وزارته الأولى في عهد والده 10 مارس 1879 - 7 أبريل 1879، وكانت تضم وزيرين أوروبيين، ولم تدم طويلًا، فقد احتدم الخلاف بينها وبين مجلس شورى النواب، واستهدفت حركة معارضة وانتهت بسقوطها وتأليف وزارة محمد شريف الأولى.

 

تسلم الخديوي توفيق الحكم في 26 يونيو 1879، بعد أن أجبر الإنجليز والفرنسيون أباه الخديوي إسماعيل على ترك منصبه، وذلك عندما حاول استدراك ما فاته، وبعد أن أغرق البلاد في ديون أجنبية ضخمة مهدت السبيل للأوروبيين للتدخل في شؤون البلاد، وحاول إسماعيل التصدي للنفوذ الأجنبي، فأجبروه على ترك منصبه لأكبر أبنائه توفيق.

 

بعد تولي الخديوي توفيق الحكم، استقالت نظارة شريف الأولى، ولكن الخديوي طلب منه تأليف نظارة جديدة، فألفها في 5 يوليو 1879، ولكنه اشترط على الخديوي أن تحكم وزارته بمقتضى دستور جديد، وحينما قدم شريف ملامح الدستور الجديد مشتملًا على وجود مجلس للنواب، تكون له الرقابة على إدارة الدولة، رفض الخديوي توفيق ذلك، مما أدى إلى استقالة شريف باشا.

 

 قناة السويس 

في عهد الخديوي توفيق باع حصة مصر في أرباح قناة السويس (15%)، وكانت مرهونة لبعض الماليين الفرنسيين منذ عهد إسماعيل، وبذلك فقدت مصر ما تبقى لها من الفائدة المادية للقناة.

 

حاول الخديوي توفيق استرضاء الأوروبيين، فنفى جمال الدين الأفغاني، وفرض العديد من القيود المالية التي طالب بها دائنو مصر بموجب قانون التصفية الصادر عام 1880، الذي خصص أكثر من نصف إيرادات مصر لصالح الدين العام، وبذلك تمكن الأجانب من السيطرة على الاقتصاد المصري.

 

تذمر الضباط المصريون في عهد الخديوي توفيق من اضطهاد عثمان رفقي وزير الجهادية الجركسي، وإجحافه بحقوقهم وتفضيل الجراكسة والأتراك عنهم، مما دفعهم إلى تقديم عريضة في فبراير 1881 للمطالبة بعزله. 

 

من أهم أعماله

يرجع إلى الخديوي توفيق الفضل في تنظيم مخصصات الأسرة الخديوية، فألغى مخصصات والدته وحرمه، واكتفى بمبلغ مائة ألف جنيه لمخصصاته السنوية، وكان أول من تنازل من أفراد الأسرة المالكة عن أطيانه لدفع الدين المطلوب من الحكومة.

 

كان الخديوي توفيق مهتمًّا بنشر التعليم منذ أن كان وليًّا للعهد، فأنشأ مدرسة القبة على نفقته الخاصة وعندما تولى الحكم أصدر مرسومًا في 27 مايو 1880 بتأليف لجنة للبحث في تنظيم التعليم وشؤونه، واقترحت اللجنة تأسيس مدرسة عليا للمعلمين لتخريج أساتذة، كما اقترحت زيادة عدد المدارس، فأنشأت كثيرًا من معاهد التعليم الابتدائية والثانوية والعالية، وافتتحت المدرسة العليا للمعلمين في عهده، وأنشئت مدرسة مسائية للتعليم وأنشأت الحكومة المجلس الأعلى للمعارف في 28 مارس 1881.

 

أنشأ الخديوي توفيق مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية، ومجالس المديريات عام 1883 وأصدر لائحة الموظفين المدنيين التي تضمن لهم حقوقهم في المعاش، وأردفها بلائحتي المعاشات الملكية والعسكري وألغى السخرة، وأمر بإصلاح المساجد والأوقاف الخيرية.

 

كما أنشئ في فترة توليه الحكم العديد من الشركات والبنوك الأجنبية، فمن البنوك بنك الأنجلو إجبسيان، وأنشأ بنك الخصم والقطع الإيطالي والشركة المساهمة الأمريكية التي تكونت عام 1881 لتوصيل التليفون بين القاهرة والإسكندرية، وقد تحولت هذه الشركة إلى شركة التليفون الشرقية عام 1882 واتسع نشاطها بعد ذلك.

ومن الشركات التي توطدت أعمالها في مصر خلال عهد الخديوي توفيق شركة ترام القاهرة وشركة النور، وشركة ترام الإسكندرية، وسكة حديد الدلتا، وشركة البواخر النيلية، وشركة الأراضي والرهونات بمصر 1880، والبنك العقاري المصري 1880، وشركة أبو قير 1887 لردم أراضي بحيرة أبو قير وإعدادها للزراعة، وغير ذلك من الشركات.

 

وبعد حياة حافلة ترك الخديوي توفيق النقاد يتناولون حقبته بما فيها من إيجابيات وسلبيات، وتوفي في قصر حلوان بالقاهرة في 7 يناير 1892.

الجريدة الرسمية