رئيس التحرير
عصام كامل

السحابة الشيطانية!

يتذكر.. من يتذكر.. قبل سنوات خلت.. حيث فصل الخريف كل عام.. وتبدأ في مصر واحدة من أغرب الظواهر في العالم ظلت لسنوات طويلة.. تحولت فيها إلي مادة للتندر وللسخرية وللتساؤل وللدهشة بل ومادة لطلبات الإحاطة في البرلمان أما عن الصحافة والإعلام فحدث دون أي حرج.. حتي كتب أستاذنا الكاتب والروائي الكبير يوسف القعيد مقاله الأشهر سخرية من الزعم بعدم معرفة سبب ومصدر السحابة "... ساء العفاريت" ( ولا نريد إعادة عنوان مقال كاملا!)


كانت الظاهرة هي سحابة سوداء كبيرة تغطي جنوب الدلتا والقاهرة الكبري.. لها أول ولها آخر.. في الجغرافيا وفي المواعيد.. في الزمان كما في المكان.. ومع ذلك كان الكل يسأل: من أين تأتي هذه السحابة؟ طال البحث.. وطال التحري.. حتي مالت أغلب التحريات إلي حرق قش الأرز بعد موسم حصاده!! 


هل يفعل قش الأرز كل ذلك؟ الإحصائيات كانت تقول إن أقل قليلا من مليون فدان -مليوون فدان حتة واحدة- تزرع بالأرز.. تنتج ما قدره الخبراء وقتها بـ ٣٠ مليون طن! تنتج هي ما قدره الخبراء أيضا بـ ٨٠ ألف طن من ثاني أكسيد الكربون!


القش مادة جيدة للسماد والكربون النشط أو مركبات بلاستيك ولب الورق! وكلها مواد نحتاجها.. وتدر علي بلادنا أموالا وفيرة إن تم تدوير القش!! وقد قدر -الخبراء وقتها للمرة الثالثة- سعر طن القش بـ ٣٠٠ جنيه كان أولي بها الفلاح.. لكن من يشتري؟ وإلي أين يذهب به؟ الحرق أفضل حل في ظل كميات كبيرة لا مكان لها ولا يسأل عنها أحد! 

 

طيب أين مفتشو الزراعة؟ أين المحليات؟! يا عم قول يا باسط! طيب وصحة المصريين؟ يا عم صلي علي النبي! 
عشنا - في أمور كثيرة جدا-  سنوات قاسية.. حتي اختفت السحابة عام ٢٠١٦!

الجريدة الرسمية