رئيس التحرير
عصام كامل

وكم اغتالت من أبرياء!

لاشك أن الشائعات أشد الأسلحة تدميرًا للفرد والمجتمع، فكم اغتالت من أبرياء، وكم حطمت من عظماء، وكم تسببت في جرائم، وكم أنهت من علاقات وصداقات طال أمدها.. وكم هزمت جيوشًا ولنا في الحرب الأوكرانية الروسية نموذجًا وكيف يستخدمون الشائعات لإضعاف بعضهم الآخر.. وحرمت دولًا من التقدم والازدهار ومن ثم فقد حذرنا الرئيس السيسي من مخاطرها لاسيما في عصر الإنترنت والإعلام العابر للحدود الذي يجعل العالم عند أطراف أصابعك بضغطة زر.


وبدلًا من استثمار التكنولوجيا فيما ينفعنا نجد للأسف من يسيء استخدامها في تدمير سمعة الغير أو حتى تدمير أنفسهم دون أن يدروا.. وانظروا لما تعج به مواقع التواصل الاجتماعي من تنابز وتشهير ولو أننا قرأنا بعناية أكثر ما يجري البحث عنه عبر المواقع المختلفة في عالمنا العربي لأدركنا حجم التدمير الذي نجلبه لأنفسنا ومجتمعنا بسوء استخدامنا للهواتف الذكية وأجهزة الحواسيب المختلفة..

 

الأسوأ أن يتحول الإنترنت إلى ساحة لبث الشائعات بسرعة فائقة ومذهلة ولمَ لا وبعض الناس لا يتورع عن أكل لحم إخوانه من البشر كل يوم من خلال نقل معلومات مكذوبة تتحول لشائعات تنتشر كالنار في الهشيم حتى يتصورها البعض لفرط جهله واستسهاله ضربًا من الحقائق لاسيما إذا كان المستهدف من الشائعة من المشاهير أو ممن يشغل منصبًا مهمًا.. يستوي في ذلك الأفراد والدول على حد سواء.

 


لا يمكن أن نغفل دور الشائعات التي جرى ترويجها عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية؛ فهناك صحافة صفراء تهدر في سبيل تحقيق السبق والشهرة قيمًا رفيعة وتنشر أخبارًا كاذبة تخدم فئة بعينها داخل المجتمع.. وتمر الشائعات في الإذاعة والتليفزيون والفضائيات عبر المبالغة والتهويل والنبرة الحماسية في سرد الخبر من خلال استراتيجية خداع تفتقر لأدنى معايير الموضوعية في الأداء وجودة المحتوى والمهنية ومن ثم المصداقية.

الجريدة الرسمية