رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تعرف على الضحية الجديدة لمشاكل إمدادات الغاز الروسي

الغاز الروسي
الغاز الروسي

القطاع الصناعي العملاق في الاتحاد الأوروبي سيكون الضحية الجديدة لمشكلة الزيادة والنقص الحاد في إمدادات الغاز بسبب توقف روسيا عن تصدير الطاقة للأوروبيين عقب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، وذلك بعد موجة الغلاء التي يواجهها السكان بسبب ارتفاع أسعار الوقود.

وفي تقرير بعنوان هل ستؤدي أزمة الطاقة إلى تحطيم القطاع الصناعي الأوروبي؟، ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن الكثير من المصانع بدأت أخيرًا في تقليص إنتاجها نتيجة تفاقم مشكلة نقص الوقود نظرًا لأن روسيا كانت المورد الأكبر لأوروبا.

ولفتت الصحيفة إلى أن القاعدة الصناعية في أوروبا توظف نحو 35 مليون شخص أو ما يقرب من 15% من إجمالي الأيدي العاملة، فيما حذر كبار الصناعيين في الاتحاد الشهر الجاري من التأثير الاقتصادي المدمر المحتمل لأزمة الطاقة.

وقالت المائدة المستديرة الأوروبية للصناعة في رسالة موجهة إلى أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وتشارلز ميشيل رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، إن ارتفاع أسعار الطاقة حاليًا بدأ يؤدي إلى حدوث انخفاض مقلق في القدرة التنافسية لمستهلكي الطاقة الصناعية في أوروبا، وإنه من دون اتخاذ إجراءات فورية للحد من الأسعار للشركات الكثيفة الاستهلاك للطاقة سيكون الضرر غير قابل للإصلاح.

تفاؤل ظاهري

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الشركات الصناعية الأوروبية بدت متفائلة ظاهريًا بالحديث عن تدابير توفير الطاقة التي تنفذها والتكاليف الأخرى التي يسعون لخفضها.

وبينما يتطلع البعض إلى الفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى للحصول عليها خلال فصل الشتاء، يتحدث البعض الآخر بتفاؤل عن "الثورة الخضراء" التي تثيرها الأزمة.

وقالت الصحيفة: "هناك بالفعل دليل على أن الشركات الكبرى بدأت في تقليص الإنتاج في بعض القطاعات بسبب نقص الطاقة، حتى قبل حلول فصل الشتاء البارد".

وأوضحت أن "هناك تحذيرات من المسؤولين التنفيذيين في قطاعات المواد الكيميائية والأسمدة وأعمال السيراميك من أنهم يخاطرون بفقدان حصتهم الدائمة في السوق وقد يضطرون إلى نقل بعض إنتاجهم إلى أجزاء أخرى من العالم يمكن أن توفر طاقة أرخص وأكثر موثوقية".

ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، قوله: "إننا نجازف بإلغاء التصنيع على نطاق واسع في القارة الأوروبية".

وتابعت أن الشركات في قطاعات من الصلب إلى الكيماويات والسيراميك وصناعة الورق والأسمدة والسيارات، تتسابق من أجل توفير الطاقة لتقليل الاستهلاك بهدف خفض تكاليف الطاقة النادرة والاستعداد لنقص الغاز خلال فصل الشتاء إذا فرضت الحكومات التقنين، في حين يجد الكثيرون طرقًا بارعة لتقليل استخدام الطاقة.

ولفتت الصحيفة إلى أن شركة "رينو" الفرنسية لصناعة السيارات على سبيل المثال تعمل على تقليل الوقت الذي تُبقي فيه الطلاء ساخنًا، وهي عملية تمثل نحو 40% من طلبها على الغاز، مشيرة إلى أن هذه الابتكارات تعد بتقديم عمليات أكثر كفاءة في المستقبل.  

مصدر طاقة مهم

وبيّنت الصحيفة أن الغاز هو أهم مصدر للطاقة بالنسبة للشركات الصناعية في أوروبا، لكن الغاز هو أيضًا مادة وسيطة مهمة تستخدم في صناعات الكيماويات والأسمدة، لافتة إلى أنه في المجموع، تستهلك الصناعة حوالي 27-28% من إجمالي إمدادات الاتحاد الأوروبي.

ونقلت عن أنوك أونوريه، نائب مدير برنامج أبحاث الغاز في معهد "أكسفورد" لدراسات الطاقة، قوله إن "المشكلة هي أنه ليس من السهل قطع الوقود عن العديد من العمليات الصناعية".

وأشار أونوريه إلى أن "ما يقرب من 60% من استهلاك الغاز الصناعي يتم استخدامه لعمليات درجات الحرارة العالية من 500 درجة مئوية وما فوق، مثل صناعة الزجاج أو الإسمنت أو السيراميك"، مضيفًا: "بالنسبة لعمليات درجات الحرارة المنخفضة، هناك المزيد من الخيارات لاستخدام الطاقة المتجددة والمضخات الحرارية، لهذا السبب تتجه بعض الشركات إلى الوقود الأحفوري، في انتكاسة محتملة لخطط الاتحاد الأوروبي للتحول إلى الوقود الأخضر". 

Advertisements
الجريدة الرسمية