رئيس التحرير
عصام كامل

شيرين والاغتيال المعنوي الممنهج !

ما هذا الذي يجري؟! ما كل هذه الفوضى؟! كيف يتم هتك ستر البيوت هكذا؟! ما كل هذه الأخبار عن الحياة الخاصة لإنسانة دون حسيب أو رقيب؟! ما كل هذا التناول.. كما وكيفا وتجويدا للحياة الصحية والحالة المرضية لمواطنة مصرية دون تدخل من أي جهة؟ لا نقابة الأطباء ولا نقابة الموسيقيين ولا من أي منظمة حقوقية تضع الحقوق من هذه النوعية على جدول أعمالها؟!

 

ما كل هذا التربص بفنانة لم تؤذ أحدا ولم تسئ لأحد ولم ترتكب جرما واحدا اللهم إلا ضد نفسها؟! ما كل هذا التجرؤ على حياة الناس وأسرار الناس وخصوصيات الناس؟! ما كل هذا الاستضعاف لفنانة نعرف نشأتها ولا نحتاج لأي جهد لإدراك إنها في محنة وتحتاج إلي مد يد العون وإلقاء قوارب الإنقاذ وسترات النجاة وليس الجلد واللعن والطرد من جنات وهمية صنعوها في مخيلاتهم؟!

بنت مصر

ما هذا القتل المعنوي الممنهج ضد واحدة من صناع السعادة والبهجة عند المصريين والعرب في سنواتنا العشرين الأخيرة؟! ما كل هذا السواد الذي انفجر هنا وهناك ينضح بالكراهية بلا مبرر وبلا مغنم أو مكسب لأصحابه إلا ذنوب تتراكم وخطايا تتزايد وقلوب يقتلها وسيقتلها الحقد؟!

 

أخطأت شيرين عبد الوهاب؟ نذبحها أم نداويها؟ تجاوزت شيرين عبد الوهاب؟! ألم يتجاوز غيرها وتجاهلتم وتغافلتم وصنعتم أذانا من طين وعيونا لا تبصر وألسنة لا تتكلم؟! تعثرت شيرين عبد الوهاب؟! أليس أدعي لنمد اليد لتقف من جديد؟! من منا لا يخطئ؟! من منا لا يتجاوز؟! من منا لا يتعثر؟! من منا بلا مشاكل أو بلا مطبات كبيرة في حياته؟! 

 
الباقون علي نقاء المصري الأصيل الذي تعرفه شعوب الأرض ولم تعبث بعقله ولا تحركه لجان إلكترونية معادية لا تريد لمصر نفوذا فنيا ولا ناعما ولا أي نفوذ في أي اتجاه.. هؤلاء وحدهم من أدركوا أن بنت مصر التي ظلمتها ظروفها وبما لا دخل لها فيه وتقاذفتها أمواج الحياة وأرسلتها إلي كل اتجاه وأعادتها بلا رحمة لتتقاذفها.

 

 

من جديد نقول: هؤلاء وحدهم من يدعمون الفنانة شيرين عبد الوهاب في محنتها ويدركون أنها في أزمة كبيرة تحتاج إلي تقدير ظروفها ومساندتها وحتى وقوفها علي قدميها من جديد لتعود لتطربنا. لتعود لتسعدنا وتعود لتمتعنا من جديد.. وستعود شيرين عبد الوهاب وستمتعنا.. من جديد!

الجريدة الرسمية