رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم.. الذكرى 142 لميلاد الطبيب الأسطورة علي إبراهيم.. نجح في تمصير الطب وساهم في إنشاء القصر العيني وواجه وباء الكوليرا

علي باشا إبراهيم
علي باشا إبراهيم ووالدته الأمية التي نجحت في جعله طبيبًا

فارس مصري ورجل يشبه الأسطورة، ومازال القدماء في حي عابدين يرددون عنه الحكايات، حيث كانت تقع عيادته في شارع الصنافيري خلف مبنى الحرس الملكي ـ محافظة القاهرة حاليا.. هو الجراح المصري الشهير علي باشا إبراهيم.

في مثل هذا اليوم 10 أكتوبر عام 1880 ولد علي إبراهيم عطا الشهير بعلي باشا إبراهيم، والده إبراهيم عطا فلاح من إحدى قرى مدينة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، وأمه هي السيدة مبروكة خفاجي، انفصل والده عن والدته وهي حامل فيه، فتربى في بيت أخواله بالإسكندرية، وعملت أمه في صناعة وبيع الجبنة، جاءت أمه به إلى القاهرة، وعملت لدى أسرة ثرية هي أسرة السمالوطي التي تولت رعايته علميا، ومن مدرسة الخديوية إلى مدرسة  الطب التي تخرج منها عام 1901، وكان أول دفعته.

الطبيب علي ابراهيم يتوسط دفعته من خريجى كلية الطب 

من أوائل الجراحين المصريين، وأول عميد مصري لكلية طب قصر العيني، ووزير الصحة عام  1940، وكان عضوًا بمجمع اللغة العربية، عين مديرًا لجامعة فؤاد الأول.
وأسس علي باشا إبراهيم نقابة أطباء مصر عام 1940، وكان أول نقيب لأطباء مصر، وأسس مستشفى الجمعية الخيرية بالعجوزة.

نبوغ مبكر 

وحدث أن كل الأطباء الأجانب عجزوا عن علاج السلطان حسين كامل سلطان مصر لكن عالجه الطبيب علي إبراهيم، فمنحه السلطان ألف جنيه من الذهب، كما أنعم عليه بلقب جراح استشاري الحضرة العلية السلطانية.

رحمة الطبيب 

ولم يقف علي إبراهيم عند علاج السلطان والأمراء بل أتاه رجل من عامة الناس كانت ابنته مريضة، وقد جمع خمسة جنيهات ووضعها في مظروف وقدمها إلى الدكتور علي إبراهيم لإجراء جراحة لها لتشفى كما شفى السلطان، واستغرب الناس أنه قبل إجراء الجراحة للبنت الفقيرة التي بقيت بالمستشفى حتى شفيت تماما، وعندما كتب الطبيب لها الخروج أعاد لها المظروف أبو خمسة جنيهات، وفوقها خمسين جنيه وقال لأبيها: ابنتك في حاجة إلى رعاية وغذاء فلا تبخل عليها.

بناء القصر العيني 

الجراح المصري على إبراهيم كان له الفضل في بناء مبنى القصر العيني ولهذا الفضل قصة.. فقد كان الأمير محمد على توفيق وهو ابن الخديو توفيق، يطمع في وراثة العرش من عمه الملك فؤاد، وأقام لنفسه قصرا على النيل هو قصر المنيل الشهير، فخاف الملك فؤاد من سطوته وشرع في بناء قصر لولي عهده فاروق في نفس المنطقة على قطعة أرض واسعة، لكن مرض الملك واستدعى الطبيب علي إبراهيم الذي ظل يقنعه بالتبرع بالأرض الفضاء الواسعة المخصصة لبناء قصر فاروق، لبناء القصر العيني، بل طلب بعدها تخصيص مليون جنيه لبناء المبنى الجديد ليحصل عليها ويبدأ بناء القصر العينى من وزارة إسماعيل صدقي.

وفي عام 1902 انتشر وباء غريب في قرية موشا بالقرب من أسيوط، وحارت مصلحة الصحة في أمر هذا الوباء، وانتدبت الدكتور علي إبراهيم للبحث عن سببه فتوصل الى سبب الوباء وقرر انه وباء الكوليرا الآسيوية، وأن مصدر هذا الوباء هو الحجاج الذين حملوا معهم ميكروبه عند العودة من الحج ليستطيع بعدها اتخاذ كافة الاحتياطات لمنع انتشاره.

تقدير أمير الشعراء 

في عام 1922 أنعم عليه الملك فؤاد بالباشوية تقديرا لجهوده في مجال الطب، وقال عنه أمير الشعراء أحمد شوقي: “نال عرش الطب من أمنحتب.. وتلقى من يديه الصولجانا / خاشعا لله لم يزره.. ولم يرهق النفس اغترارا وافتنانا”.

حفيد الجراح الكبير

من أحفاد علي باشا إبراهيم، الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية السابق، والذي يحكى بعضا من حياة جده بقوله:
جدي الدكتور على باشا إبراهيم، مؤسس القصر العيني الحديث وأشهر جراح مصري أشرف على تمصير الطب في فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، مديرا لجامعة فؤاد الأول وعضوا بمجمع اللغة العربية.. كان عاشقا للآثار والتحف الإسلامية وحريصا على اقتناء النفيس منها؛ حيث استمر في جمعها لأكثر من 40 عاما. وقبل وفاته أهدى مجموعة من التحف النفيسة لمتحف الآثار بكلية الآداب، ثم قامت جدتي بعد وفاته بإهداء مجموعة أخرى كبيرة من مقتنياته إلى متحف الفن الإسلامي. 

الجريدة الرسمية