رئيس التحرير
عصام كامل

تحدي حتى النهاية.. اليوم الأخير في حياة زعيم الأمة جمال عبد الناصر

الرئيس جمال عبد الناصر
الرئيس جمال عبد الناصر

قائد أسطوري نجح بعد وفاته في إعادة إنتاج شعبيته بين الأجيال القديمة والجديدة، يعتبره الجميع البطل الأول للعدالة الاجتماعية قائد أثر في أمة بأكملها هو الرئيس جمال عبد الناصر الذى رحل في مثل هذا اليوم منذ 52 عاما.

في 23 يوليو 1952 نجح ناصر ابن الـ 34 عامًا في قيادة الضباط الأحرار وأطاح بالنظام الملكي وأعلن الجمهورية، ومع أن اللواء محمد نجيب كان الرئيس الأول للجمهورية، لكن الجمهور المصري والعربي لا يربط الثورة إلا بعبد الناصر ومشروعه في مصر والمنطقة.

الحاضر الغائب 

بالرغم من مرور أكثر من نصف قرن على وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ورغم إثارة ذكراه للجدل بشكل دائم والسجالات التي تدور بين المؤيدين والمعارضين، لكن سيرة الرجل ما زالت تحظى بإعجاب يثير الدهشة بين قطاعات واسعة من الجمهور المصري والعربي بل وفي بعض بلدان العالم. 


عبد الناصر حتى الآن يعتبر الزعيم الذي دافع عن استقلال مصر والعرب، وصاحب الإعلان عن تأميم قناة السويس التي كانت تعطي أرباحا خارقة للغرب، بينما لم يحصل أصحابها الحقيقيون ـ المصريون ـ على أكثر من 6٪ من الدخل.

البساطة والتواضع 

لاينكر الشعب المصري والعربي مبادرة عبد الناصر بانتشال الفقراء من الحاجة ومشروعه للإصلاح الزراعي الذي رفعه إلى مرتبة البطل القومي على الساحة الدولية وليس المصرية والعربية وحدها، إضافة الى أنه كان يجمع بين الانفتاح والتقدمية والتدين في تجربة شديدة المصرية ـ بالتأكيد لا تخلو من أخطاء ــ من التدين الشديد بحس صوفي خاص، وصلاة بانتظام، وانفتاح كبير على رجال الدين، إلى الانتماء للحداثة ورفض التشدد، والتواضع الكبير في ممارسة الحياة اليومية، من القمصان البسيطة، إلى تناول أصناف طعام لا يتناولها إلا عموم الشعبالى البساطة والتواضع في معاملة من حوله.

بيان الوفاة 

في مثل هذا اليوم أعلن أنور السادات نائب الرئيس من خلال محطة الإذاعة بيانا قال فيه: فقدت الجمهورية العربية المتحدة وفقدت الأمة العربية وفقدت الإنسانية كلها رجلا من أغلى الرجال وأشجع الرجال وأخلص الرجال هو الرئيس جمال عبد الناصر الذى جاد بأنفاسه الأخيرة..رحل عبد الناصر وهو فى الثانية والخمسين من عمره، وقد شغل العالم وتحدى الاستعمار العالمى ورسم صورة جديدة للعرب فى العالم تتقدمهم مصر بتاريخها وثقلها الإقليمي والدولى.

بدأت رحلة المرض مع الرئيس عام 1958 عندما اكتشف أول مرة أنه يعانى من مرض السكر وصل إلى ذروته بعد النكسة، ففى يوم انتحار المشير عاد السكر إلى الارتفاع وظهر الإسيتون فى تحليل الدم ثم عاد إلى نسبته الطبيعية إلا أن مضاعفات المرض ظهرت عام 1968 في آلام الساق نتيجة التهاب أعصاب ناجم عن مرض السكر.

ذكريات سامي شرف 

ويحكى السيد سامى شرف مدير مكتب الرئيس للمعلومات قصة الساعات الأخيرة فى حياة الرئيس فيقول: فى سبتمبر 1970 وقعت أحداث ومجزرة أيلول الأسود بين الأردن والفلسطينيين، وعقد مؤتمر قمة طارئ لمناقشة الوضع فى فندق هيلتون حيث أقام الرئيس وانتهى المؤتمر يوم 27 منه إلا أن الرئيس ظل يتابع رد فعل المؤتمر مع القذافى فى بيته بمنشية البكرى حتى فجر اليوم التالي".

وأضاف:" فى الحادية عشرة من صباح اليوم التالى أصر الرئيس على الذهاب إلى المطار لتوديع الرؤساء والملوك واحد تلو الآخر، ثم عاد إلى بيته متعبا وفى آخر اليوم ذهب لى المطار ثانية لتوديع أمير الكويت، وأبلغني المرافقون للرئيس أنه شعر بالتعب وتم استدعاء السيارة إلى حيث يقف لكنه عاد لى منزله وتناول الغداء مع أسرته وصعد إلى غرفته ليستريح، وفى الرابعة عصرا اتصل بي فؤاد عبد الحى السكرتير الخاص المناوب وهو يبكى ويقول (الحقنى يا فندم سيادة الريس تعبان تعالى حالا) انقبض قلبي ونزلت بسرعة بعدما أبلغت شعراوي جمعة ومررت عليه فى منزله واصطحبته إلى بيت الرئيس وصعدت إلى غرفة نومه وكان عنده الدكتور منصور فايز والدكتور الصاوى حبيب والدكتور زكي الرملي، لكن أمر الله  نفذ.

الجريدة الرسمية