رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيل الزعيم.. مفارقة غريبة في دخول عبد الناصر الكلية الحربية

الرئيس جمال عبد الناصر
الرئيس جمال عبد الناصر

محطة مهمة في تاريخ الشرق الأوسط والمنطقة العربية مشواره مع الحياة بدأت فيه روح الثورية وأصبحت مكانته محفورة في ذاكرة الأعداء قبل الأصدقاء، زعيما وطنيا بلا منازع، تحول بعد رحيله إلى رمز، الرئيس جمال عبد الناصر الذى رحل في مثل هذا اليوم عام 1970.

 

ولد الرئيس جمال عبد الناصر عام 1918 بالمنزل رقم 12 شارع الدكتور قنواتى بحى فلمنج بالإسكندرية، حيث انتقل أبوه موظف البريد من قريته بنى مر للعمل وكيلا لمكتب بريد باكوس.


التحق عبدالناصر بمدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية حيث كان يقيم مع عمه خليل حسنين، وفيها واجه الحياة بأقسى صدماتها بعد أن توفيت والدته ودفنت في غيابه مما ترك في نفسه أثرا لم يمحوه الزمن.

ثورى من يومه 

ولد جمال عبد الناصر والحس الثورى متأصل فى شخصيته، ولم يكن غريبا ان يقود مظاهرة ضد النظام وهو طالب بمدرسة رأس التين الثانوية وهو فى الثالثة عشرة من عمره احتجاجا على استصدار اسماعيل صدقى مرسوما ملكيا بإلغاء دستور 23، واصيب بجراح وتم اعتقاله مما اكسبه حماسا وعنادا واستنكارا للاوضاع ونشر اسمه فى جريدة الجهاد ضمن الجرحى، هتف عبد الناصر للحرية دون ان يعرف معناها وفصل من المدرسة فنقله والده الى القاهرة ليعيش مع عمه بحى الظاهر عام 1933 ليستمر ايضا فى النشاط السياسى وينتخب رئيسا لاتحاد الطلبة.

عبد الناصر طالبا فى الكلية الحربية 

فى هذه السن زاد شغفه بالقراءة بدءا من سيرة رسول الله عليه السلام وكتابات روسو وفولتيروديكنز وفيكتور هوجو، واشعار شوقى والعقاد وعودة الروح لتوفيق الحكيم التى تركت فى نفسه اثرا كبيرا، كما قرأ عن كبار القادة فى العالم والثائرين: يوليوس قيصر، الاسكندر، نابليون، غاندى، مصطفى كامل.. حتى انه كتب مقالات عن فولتير بعنوان (رجل الحرية) كما اختير لأداء شخصية يوليوس قيصر فأبدع فيها وهو طالب.

ابن البوسطجى 

حصل جمال عبد الناصر على البكالوريا من القسم الادبى وتقدم للكلية الحربية ورسب فى كشف الهيئة لأنه حفيد فلاح وابن بوسطجى ولاشتراكه فى مظاهرة عام1935 فالتحق بالحقوق، وبعد ثلاثة اشهر خرج منها لعدم استطاعته دفع المصروفات.

عبد الناصر يتوسط زملاء الكلية 

وفى عام 1936وبعد عقد معاهدة 36 اتجهت النية الى زيادة عدد افراد الجيش بصرف النظر عن طبقاتهم الاجتماعية وفتحت الكلية الحربية أبوابها،  تقدم جمال عبد الناصر ثانية الى الكلية الحربية بعد ان أعجب اللواء ابراهيم خيرى وكيل وزارة الحربية، بصراحته وإصراره فوافق على دخوله الكلية الحربية.

تفوق فى الحربية وتخرج بعد 17 شهرا، في عام 1938 والتحق بسلاح المشاة فى منقباد وهناك تعرف على السادات وزكريا محيي الدين الذين كانوا نواة تشكيل الضباط الاحرار، وانتقل الى العمل بالسودان في جبل الاولياء، وبعد ان رقى الى رتبة الملازم اول عاد الى مصر.
ويحكى عبد الناصر عن تلك الفترة في كتابه فلسفة الثورة فيقول: في هذه المرحلة رسخت فكرة الثورة في ذهنى رسوخا تاما، وكان كل شاغلى تجميع الضباط الشبان الذين اشعر انهم يؤمنون بصالح الوطن.

نيشان النجمة العسكرية 

عين عبد الناصر مدرسا بالكلية الحربية، وعقب صدور قرار تقسيم فلسطين عام 1947 عقد الضباط الاحرار اجتماعا واستقر الرأي على مساعدة المقاومة الفلسطينية، وقاومت القوات المصرية في فلسطين وجرح عبد الناصر اثناء الحرب مرتين ونظرا لدوره في معركة فلسطين منح نيشان النجمة العسكرية.


وبعد حريق يناير 52 بدأت تحركات الضباط الاحرار ووقعت حركة الجيش وقامت الثورة ليصبح بعدها جمال عبد الناصر زعيما قوميا خاض معارك كثيرة في الداخل والخارج.
 

الجريدة الرسمية