رئيس التحرير
عصام كامل

تحية‭ ‬كاريوكا‭ ‬الراقصة‭ ‬الوطنية.. ساعدت الفدائيين.. خبأت السادات.. واشتهرت بأخذ حقها بصفع الوجه

تحية‭ ‬كاريوكا‭
تحية‭ ‬كاريوكا‭

في مثل هذه الأيام رحلت عن عالمنا الفنانة والراقصة تحية كاريوكا، وتحديدًا في 20 سبتمبر من عام 1999، ‭ ‬وقد‭ ‬ولدت‭ ‬فى‭ ‬22‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1915،‭ ‬بمحافظة‭ ‬الإسماعيلية‭. 

‬البداية

اسمها‭ ‬الحقيقى “‬بدوية‭ ‬تحية‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬النيدانى‭ ‬كريم”‬،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬فى‭ ‬ممارسة‭ ‬الرقص‭ ‬والغناء‭ ‬والتمثيل‭ ‬وهى‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬صغيرة‭ ‬كموهبة،‭ ‬وسافرت‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬هربًا‭ ‬من‭ ‬تعذيب‭ ‬أخيها،‭ ‬وتعرفت‭ ‬على‭ ‬الراقصة‭ ‬سعاد‭ ‬محاسن،‭ ‬ثم‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬بديعة‭ ‬مصابنى‭ ‬بعد‭ ‬سفر‭ ‬الراقصة‭ ‬سعاد‭ ‬محاسن‭ ‬إلى‭ ‬الشام،‭ ‬وحينها‭ ‬اكتشفتها‭ ‬الراقصة‭ ‬بديعة‭ ‬مصابنى‭ ‬وانضمت‭ ‬إلى‭ ‬فرقتها‭ ‬عام‭ ‬1935،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬توجهت‭ ‬إلى‭ ‬السينما‭ ‬والمسرح‭ ‬بمساعدة‭ ‬سليمان‭ ‬نجيب‭ ‬الذى‭ ‬قام‭ ‬بمساعدتها‭ ‬وتنميتها‭ ‬فنيا‭ ‬وثقافيا‭ ‬وسياسيا. 

‬ظلت‭ ‬تحية‭ ‬كاريوكا‭ ‬طوال‭ ‬مسيرتها‭ ‬الفنية‭ ‬مضرب‭ ‬المثل‭ ‬بالمواقف‭ ‬الوطنية‭ ‬والإنسانية‭ ‬العظيمة،‭ ‬ولم‭ ‬تحظَ‭ ‬راقصة‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الشهرة.

 

‭"‬فيتو"‬‭ ‬تحتفل‭ ‬بذكرى‭ ‬“كاريوكا”‭ ‬تذكير‭ ‬ببعض‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬اسمها‭ ‬وخلدته‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬


جريئة‭ ‬تعشق‭ ‬المواجهة،‭ ‬إذا‭ ‬فكرت‭ ‬فى‭ ‬الشيء‭ ‬وأرادته‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬يعنى‭ ‬بالضرورة‭ ‬تحقيقه‭.. ‬هكذا‭ ‬كانت‭ ‬تحية‭ ‬كاريوكا،‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬تبادر‭ ‬وتشارك‭ ‬فى‭ ‬القضايا‭ ‬العامة‭ ‬عرفت‭ ‬بأنها‭ ‬أيقونة‭ ‬الرقص‭ ‬الشرقى،‭ ‬وصاحبة‭ ‬الأداء‭ ‬المبهر‭ ‬فى‭ ‬التمثيل،‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬المعادلة‭ ‬الصعبة،‭ ‬فلديها‭ ‬إمكانات‭ ‬الأنوثة‭ ‬الطاغية،‭ ‬وتصرفات‭ ‬الرجل‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يخشى‭ ‬فى‭ ‬الحق‭ ‬لومة‭ ‬لائم،‭ ‬لها‭ ‬مواقف‭ ‬وطنية‭ ‬لا‭ ‬تحصى‭ ‬إنها‭ ‬الراحلة‭ ‬‮ «‬تحية‭ ‬كاريوكا‭.. ‬ست‭ ‬وطنية‭ ‬بـ1000‭  ‬راجل‮»‬.‬

مساعدة الفدائيين
ظهر‭ ‬ذلك‭ ‬عند‭ ‬تحية‭ ‬كاريوكا‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬حين‭ ‬ساعدت‭ ‬الفدائيين‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬القناة‭ ‬أثناء‭ ‬الأعمال‭ ‬الفدائية‭ ‬قبل‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو‭ ‬1952‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬مأوى‭ ‬ومركزا‭ ‬لأسلحة‭ ‬الإنجليز‭ ‬فى‭ ‬فايد‭ ‬وأبو‭ ‬صير‭ ‬وأبو‭ ‬سلطان،‭ ‬ولأن‭ ‬تحية‭ ‬كاريوكا‭ ‬يجهل‭ ‬الكثيرون‭ ‬تاريخها‭ ‬السياسى‭ ‬استغلت‭ ‬دخولها‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬–كونها‭ ‬إحدى‭ ‬بناتها‭- ‬فى‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬فى‭ ‬سيارتها‭ ‬الخاصة‭ ‬للفدائيين‭.‬


أيضا‭ ‬خبأت‭ ‬‮ «‬كاريوكا‮» ‬‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬وقت‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬ضابطا‭ ‬فى‭ ‬الجيش‭ ‬فى‭ ‬مزرعة‭ ‬شقيقتها‭ ‬مريم‭ ‬لمدة‭ ‬عامين‭ ‬كاملين،‭ ‬وهو‭ ‬يعمل‭ ‬مزارعا‭ ‬فى‭ ‬المزرعة‭ ‬هربا‭ ‬من‭ ‬العيون،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬هرّبته‭ ‬فى‭ ‬سيارتها‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬شقيقتها‭ ‬بعد‭ ‬هروبه‭ ‬من‭ ‬مطاردة‭ ‬الشرطة‭ ‬بعد‭ ‬اتهامه‭ ‬فى‭ ‬حادث‭ ‬مقتل‭ ‬أمين‭ ‬عثمان‭ ‬وزير‭ ‬المالية،‭ ‬والطريف‭ ‬أن‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬بعد‭ ‬توليه‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬بعد‭ ‬رحيل‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬قال‭ ‬لها‭ ‬وهو‭ ‬يكرمها‭ ‬عام‭ ‬1978‭ ‬فى‭ ‬عيد‭ ‬الفن‭: ‬‮«‬فاكرة‭ ‬يا‭ ‬تحية‭ ‬لما‭ ‬كنت‭ ‬أعمل‭ ‬فى‭ ‬مزرعة‭ ‬شقيقتك،‭ ‬لكنها‭ ‬ردت‭ ‬عليه‭ ‬قائلة‭: ‬لا‭ ‬يا‭ ‬ريس‭ ‬دا‭ ‬أنت‭ ‬كنت‭ ‬هربان،‭ ‬وأنا‭ ‬اللى‭ ‬هربتك‭ ‬فى‭ ‬سيارتى،‭ ‬فضحك‭ ‬السادات‭ ‬ضحكته‭ ‬الشهيرة‭ ‬من‭ ‬جرأتها‭ ‬فى‭ ‬الرد،‭ ‬قائلا‭: ‬كنت‭ ‬جدعة‭ ‬يا‭ ‬تحية»‬‭.‬


حين‭ ‬تزوجت‭ ‬مصطفى‭ ‬كمال‭ ‬صدقى،‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬الحرس‭ ‬الحديدى‭ ‬للملك‭ ‬فاروق،‭ ‬اتهمت‭ ‬كاريوكا‭ ‬بحيازة‭ ‬منشورات‭ ‬مضادة‭ ‬لثورة‭ ‬الضباط‭ ‬الأحرار،‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬قامت‭ ‬بتوزيع‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منها،‭ ‬لكن‭ ‬أقر‭ ‬زوجها‭ ‬بأنه‭ ‬خبأها‭ ‬فى‭ ‬منزلها‭ ‬دون‭ ‬علمها‭ ‬فأفرج‭ ‬عنها‭.‬

حركة حدتو
وكانت‭ ‬تحية‭ ‬كاريوكا،‭ ‬عضوا‭ ‬نشطا‭ ‬فى‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬حدتو‮»‬‭ ‬الشيوعية،‭ ‬كما‭ ‬تمردت‭ ‬على‭ ‬إداراة‭ ‬السجن‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬اعتقالها،‭ ‬والتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مائة‭ ‬يوم،‭ ‬حيث‭ ‬قادت‭ ‬مظاهرة‭ ‬تطالب‭ ‬إدارة‭ ‬السجن،‭ ‬بوقف‭ ‬عمليات‭ ‬التعذيب‭ ‬ضد‭ ‬بعض‭ ‬السجينات،‭ ‬وتخفيف‭ ‬الخدمة‭ ‬الشاقة‭ ‬ضد‭ ‬بعضهم‭ ‬الآخر‭.‬


حين‭ ‬رفض‭ ‬الغرب‭ ‬تسليح‭ ‬مصر‭ ‬عام‭ ‬1955‭ ‬خرجت‭ ‬فى‭ ‬مقدمة‭ ‬الفنانين‭ ‬تطوف‭ ‬الشوارع‭ ‬تجمع‭ ‬التبرعات‭ ‬فى‭ ‬أسبوع‭ ‬‮«‬تسليح‭ ‬الجيش‮» ‬‭ ‬للمساهمة‭ ‬فى‭ ‬صفقة‭ ‬أسلحة‭ ‬من‭ ‬المعسكر‭ ‬الشرقى‭ ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬تحية‭ ‬وأم‭ ‬كلثوم‭ ‬أكبر‭ ‬تبرعات‭ ‬الفنانين،‭ ‬وقدمت‭ ‬تحية‭ ‬مجوهراتها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسليح‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى،‭ ‬وشكرها‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬وقال‭ ‬لها‭ ‬كلمته‭ ‬الشهيرة‭ ‬‮ «‬أنت‭ ‬بألف‭ ‬راجل‭ ‬يا‭ ‬تحية‮"‬‭ ‬فردت‭ ‬عليه": ‬كله‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬مصر‭ ‬يا‭ ‬ريس‮‬‭.


وعند‭ ‬خروج‭ ‬قانون‭ ‬النقابات‭ ‬الفنية‭ (‬103‭) ‬الذى‭ ‬يعطى‭ ‬النقيب‭ ‬حق‭ ‬الاستمرار‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬كانت‭ ‬كاريوكا‭ ‬قد‭ ‬امتد‭ ‬بها‭ ‬العمر،‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬تقوى‭ ‬وتتحمل،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬اعتصمت‭ ‬وأضربت‭ ‬عن‭ ‬الطعام‭ ‬لمدة‭ ‬خمسة‭ ‬أيام،‭ ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬دخولها‭ ‬المستشفى‭ ‬لإصابتها‭ ‬بهبوط‭ ‬حاد‭ ‬قى‭ ‬القلب‭ ‬وتصلب‭ ‬الشرايين،‭ ‬واستعان‭ ‬المخرج‭ ‬يوسف‭ ‬شاهين‭ ‬بمشهد‭ ‬إضرابها‭ ‬فى‭ ‬فيلمه  ‬‮«‬حدوتة‭ ‬مصرية»‬‭.‬.


وحين‭ ‬انضم‭ ‬الصحفى‭ ‬صلاح‭ ‬حافظ‭ ‬لتنظيم‭ ‬سرى‭ ‬يسارى‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تصحيح‭ ‬مسار‭ ‬الثورة‭ ‬وأثناء‭ ‬أحد‭ ‬الاجتماعات‭ ‬حضرها‭ ‬محمود‭ ‬أمين‭ ‬العالم‭ ‬وصلاح‭ ‬حافظ‭ ‬وشريف‭ ‬حتاتة‭ ‬وصلت‭ ‬إخبارية‭ ‬أمنية‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬صلاح‭ ‬حافظ‭ ‬للقبض‭ ‬عليه،‭ ‬فعرضت‭ ‬تحية‭ ‬كاريوكا‭ ‬على‭ ‬صلاح‭ ‬وكان‭ ‬صديقا‭ ‬للعائلة‭ ‬أن‭ ‬يختبئ‭ ‬فى‭ ‬بيتها‭ ‬وقت‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬تعيش‭ ‬مع‭ ‬والدتها،‭ ‬وبالفعل‭ ‬قضى‭ ‬صلاح‭ ‬فى‭ ‬بيتها‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬خرج‭ ‬بعدها‭ ‬ووقع‭ ‬فى‭ ‬غرامها‭ ‬إعجابا‭ ‬بشجاعتها‭ ‬وشهامتها‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬سمى‭ ‬ابنته‭ ‬‮ «‬تحية‮»‬‭ ‬ على‭ ‬اسم‭ ‬تحية‭ ‬كاريوكا،‭ ‬وهى‭ ‬ابنته‭ ‬الممثلة‭ ‬تحية‭ ‬حافظ‭.‬


رفضت‭ ‬الرقص‭ ‬فى‭ ‬بيروت‭ ‬أمام‭ ‬مؤسس‭ ‬تركيا‭ ‬الحديثة‭ ‬كمال‭ ‬أتاتورك،‭ ‬لأنه‭ ‬أهان‭ ‬السفير‭ ‬المصرى‭ ‬أمامها‭.‬


وحين‭ ‬سافرت‭ ‬إلى‭ ‬الكويت‭ ‬لعرض‭ ‬مسرحية‭ ‬‮ «‬روبابيكيا‮»‬‭ ‬ من‭ ‬بطولتها‭ ‬مع‭ ‬فايز‭ ‬حلاوة،‭ ‬عرض‭ ‬عليها‭ ‬المسئولون‭ ‬هناك‭ ‬مد‭ ‬فترة‭ ‬الإقامة‭ ‬لعرض‭ ‬مسرحيتين‭ ‬لفرقتها‭ ‬هما‭ (‬البغل‭ ‬فى‭ ‬الإبريق،‭ ‬ليس‭ ‬ولدي‭) ‬لكنها‭ ‬رفضت‭ ‬قائلة‭: ‬إنها‭ ‬مسرحيات‭ ‬تنتقد‭ ‬الأوضاع‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعرض‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬فقط،‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننشر‭ ‬غسيلنا‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬بلدنا‭.‬


أسلحة‭ ‬كاريوكا
اشتهرت‭ ‬الراقصة‭ ‬تحية‭ ‬كاريوكا‭ ‬بأنها‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬تأخذ‭ ‬حقها‭ ‬بيديها،‭ ‬ولا‭ ‬تنتظر‭ ‬من‭ ‬يأخذه‭ ‬لها،‭ ‬وكانت‭ ‬تأخذ‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬بالصفع‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬أو‭ ‬توجيه‭ ‬اللكمات‭.‬


تحية‭ ‬كاريوكا‭ ‬كانت‭ ‬تسعى‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬التميز،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬تثور‭ ‬بسرعة،‭ ‬ولها‭ ‬تعبير‭ ‬ضاحك‭ ‬دائما،‭ ‬فكانت‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬جزمتى‭ ‬بتنقح‭ ‬علىَّ‮»‬،‭ ‬فهى‭ ‬إذا‭ ‬غضبت‭ ‬تخلع‭ ‬حذاءها‭ ‬بالكعب‭ ‬العالى‭ ‬وتنزل‭ ‬فوق‭ ‬رأس‭ ‬أي‭ ‬شخص،‭ ‬ولا‭ ‬يهمها‭.‬


وكما‭ ‬كتب‭ ‬عنها‭ ‬الناقد‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬أحمد‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الشهير‭ ‬بميكى‭ ‬ماوس‭: ‬إن‭ ‬تحية‭ ‬كاريوكا‭ ‬لها‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسلحة‭: ‬لسانها،‭ ‬ويدها‭ ‬اليمنى،‭ ‬وحذاؤها،‭ ‬والأحداث‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬


وكانت‭ ‬أولى‭ ‬هذه‭ ‬الضربات‭ ‬حين‭ ‬صفعت‭ ‬الأمير‭ ‬عطا‭ ‬حسين‭ ‬ابن‭ ‬الأميرة‭ ‬عين‭ ‬الحياة‭ ‬أحد‭ ‬أمراء‭ ‬الأسرة‭ ‬العلوية‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬حين‭ ‬حاول‭ ‬جذبها‭ ‬من‭ ‬يدها‭ ‬لتجلس‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬منضدته‭ ‬بعد‭ ‬وصلة‭ ‬رقص‭ ‬شرقى‭ ‬قدمتها‭ ‬فى‭ ‬كازينو‭ ‬بديعة‭ ‬بحضور‭ ‬الأمير‭ ‬عباس‭ ‬حليم،‭ ‬جذبها‭ ‬الأمير‭ ‬عطا‭ ‬وقال‭ ‬لها: «‬تعالى‭ ‬هنا‭ ‬يا‭ ‬بت‮»‬،‭ ‬فقالت‭ ‬له:‭" ‬‮‬البت‭ ‬دى‭ ‬أمك‮"‬،‭ ‬وصفعته‭ ‬على‭ ‬وجهه،‭ ‬ولم‭ ‬ينقذ‭ ‬الموقف‭ ‬سوى‭ ‬الأمير‭ ‬عباس‭ ‬حليم‭ ‬الذى‭ ‬قدم‭ ‬الاعتذار‭ ‬لها‭.‬


المرة‭ ‬الثانية‭ ‬حين‭ ‬اشتركت‭ ‬تحية‭ ‬بفيلم ‭ ‬‮«‬شباب‭ ‬امرأة‮»‬‭ ‬فى‭ ‬مهرجان‭ ‬كان‭ ‬السينمائى‭ ‬وأثار‭ ‬الفيلم‭ ‬ضجة‭ ‬كبرى‭ ‬لدرجة‭ ‬استفزت‭ ‬الصهاينة‭ ‬فى‭ ‬كان،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الممثلة‭ ‬سوزان‭ ‬هيوارت‭ ‬تتهجم‭ ‬على‭ ‬الوفد‭ ‬المصرى‭ ‬وتسب‭ ‬تحية‭ ‬كاريوكا‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬ترتدى‭ ‬الملاية‭ ‬اللف،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬تحية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اشتبكت‭ ‬معها‭ ‬ورفعت‭ ‬عليها‭ ‬حذاءها،‭ ‬وحينما‭ ‬علم‭ ‬النجم‭ ‬الأمريكى‭ ‬دانى‭ ‬كاى‭ ‬بذلك‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يرد‭ ‬إهانة‭ ‬تحية،‭ ‬ولكن‭ ‬الأخيرة‭ ‬ضربته‭ ‬بـ»الشبشب‮»‬‭.‬


ضربت‭ ‬عضو‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكى،‭ ‬فذات‭ ‬مرة‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬السهرات،‭ ‬أمسك‭ ‬أحد‭ ‬الأمريكان‭ ‬بيد‭ ‬الفنانة‭ ‬الراحلة‭ ‬فاتن‭ ‬حمامة‭ ‬لترقص‭ ‬معه،‭ ‬وكان‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬سكر‭ ‬تامة‭ ‬ورفضت‭ ‬هى،‭ ‬فأصر‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فغضبت‭ ‬الفنانة‭ ‬تحية‭ ‬كاريوكا‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬هذا‭ ‬الموقف،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬سحبته‭ ‬من‭ ‬يديه‭ ‬وضربته‭ ‬بكعب‭ ‬حذائها‭.‬


وحيث‭ ‬إن‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحفى‭ ‬جليل‭ ‬البندارى،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬هواة‭ ‬نقد‭ ‬وتجريح‭ ‬الفنانين‭ ‬وكان‭ ‬الجميع‭ ‬يخشونه،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬نفسها‭ ‬تصفه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬جليل‭ ‬الأدب‭ ‬بندارى‭ ‬عليه‮»‬‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬يهاجمها،‭ ‬وعندما‭ ‬هاجم‭ ‬هذا‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحفى‭ ‬كاريوكا،‭ ‬رفضت‭ ‬التصالح‭ ‬معه‭ ‬وجرت‭ ‬خلفه‭ ‬داخل‭ ‬ستوديو‭ ‬مصر،‭ ‬ففر‭ ‬إلى‭ ‬سيارته،‭ ‬فقامت‭ ‬بقيادة‭ ‬سيارتها‭ ‬والسير‭ ‬خلفه‭ ‬فى‭ ‬مطاردة،‭ ‬وأخذ‭ ‬علقة‭ ‬موت‭ ‬منها‭.‬


ضربت‭ ‬الراقصة‭ ‬تحية‭ ‬المطربة‭ ‬فايزة‭ ‬أحمد‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬أغنيتها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ترقص‭ ‬تحية،‭ ‬ودخلت‭ ‬الاثنتان‭ ‬فى‭ ‬مناقشة،‭ ‬ووقعت‭ ‬مشادة‭ ‬كلامية‭ ‬انتهت‭ ‬إلى‭ ‬ضرب‭ ‬تحية‭ ‬لفايزة‭ ‬بالقلم‭ ‬على‭ ‬وجهها‭. ‬أيضا‭ ‬ضربت‭ ‬ملكة‭ ‬الرقص‭ ‬الشرقى‭ ‬الفنان‭ ‬سعيد‭ ‬صالح‭ ‬على‭ ‬مرأى‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬عندما‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬كتفها‭ ‬أثناء‭ ‬تصوير‭ ‬أحد‭ ‬الأفلام،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬اكتشفت‭ ‬حسن‭ ‬نيته،‭ ‬وبكت‭ ‬ثم‭ ‬اعتذرت‭ ‬له‭.‬
 

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية