رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ متولى الشعراوى يحذر من تبعات الباطل والحرام

الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوى

فسر الشيخ محمد متولى الشعراوى قول الله تعالى في من سورة البقرة ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) فيقول: ان كل من استغل وسيلة للكسب في باطل أراه الله قبحها بحق، فمن يفسق ومن يظلم الناس بقوته وعضلاته المفتولة لابد وان يأتي عليه يوم تضيع قوته ويصبح ضعيفا منهكا لا يقدر على شئ.


فليجعل الناس قائمة لكل المنحرفين من حولهم ويتأملوا مسيرتهم من اين يأكل ومن أين يكتسب ليعرف اعمال الحلال والحرام ويجعل حياتهم عبرة له ولأولاده ثم ينظر الى خواتيم هؤلاء.

المال الحرام 

ومن حبنا لهؤلاء الناس نقول لهم تداركوا امر أنفسكم فلن تخدعوا الله في انكم تجمعون المال الحرام وبعد ذلك تخرجون الصدقات والله لن يقبل منكم عملكم هذا لأن الله طيب لا يقبل الا الطيب.

استقامة على المنهج 

ونحن نسمع عن كثير من المنحرفين في الحياة يذهبون الى الحج ويقيمون مساجد ويتصدقون وكل ذلك بأموال مصدرها حرام، ولهؤلاء نقول ان الله غنى عن عبادتكم وعن صدقاتكم الحرام وننصحهم بان الله لا ينتظر منهم بناء بيوت له من حرام او التصدق على عباده من مال مكتسب بغير حلال لكن الله يريد منكم استقامة على المنهج.
وعلى هذا فالحركة الحلال لا يكفي فيها أن تتحرك فقط، ولكن يجب أن تنظر إلى شرف الحركة بألا تكون في الباطل، لأن الذي يسرق إنما يتحرك في سرقته، ولكن حركته في غير شرف وهي حركة حرام.
إذن كل مسروق في الوجود وكل فساد نتيجة حركة باطلة، وكذلك الغصب، والتدليس، والغش، وعدم الأمانة في العمل، والخيانة في الوديعة، وإنكار الأمانة، كل ذلك باطل، وكل حركة في غير ما شرع الله باطل، حتى المعونة على حركة في غير ما شرع الله، كل ذلك باطل.


ان كل من اكل بباطل سيجوع بحق،إذن فقول الله: (وَلاَ تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل)  تنبيه للناس ألا يدخلوا فى بطونهم وبطون من يعولون إلا مالا من حق، ومالا بعمل شريف نظيف،وليكن سند المؤمن دائمًا قول الحق في سورة الطلاق: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )، ولنا أن نعرف أن من أكل بباطل جاع بحق، أى أن الله يبتليه بمرض يجعله لا يأكل من الحلال الطيب، فتجد إنسانا يمتلك أموالا ويستطيع أن يأكل من كل ما فى الكون من مطعم ومشرب.

تحذير من العاقبة 

ولكن الأطباء يحرمون عليه الأكل من أطعمة متعددة لأن أكلها وبال وخطر على صحته، وتكون النعمة أمامه وملك يديه، ولكنه لا يستطيع أن يأكل منها بحق.. وفى الوقت نفسه يتمتع بالنعمة أولاده وخدمه وحاشيته وكل من يعولهم، مثل هذا الإنسان نقول له: لابد أنك أخذت شيئًا بالباطل فحرمك الله من الحق.
 

الجريدة الرسمية