رئيس التحرير
عصام كامل

80 ألف أويمجى فى دمياط مهددون بالبطالة بسبب ماكينة الأويما «CNC».. ومطالب بوقف الاستيراد

ماكينة الأويما «CNC»
ماكينة الأويما «CNC»

قادرون على تحويل الخشب الخام إلى أشكال وتصميمات تُبهر الزائرين، بآلاتهم البدائية وحسّهم الفنى يعملون ليل نهار، ولأن لكل مهنة مبدعيها فإن عمال «الأويما» والتى تعنى الحفر على الخشب بطريقة يدوية هم مبدعو الخشب، خاصة فى دمياط التى تميزت بصناعة الأثاث ليس على مستوى مصر فقط، بل عالميًا، ونافست مدن إيطالية وفرنسية وإسبانية.


لكن هذه المهنة التى تثبت جدارة وحرفية العامل المصرى، باتت مهددة بالانقراض بسبب ماكينات حفر الخشب التى غزت ورش الأثاث بدمياط أخيرا لتكون بديلا عن حرفتهم التى توارثوها عن أجدادهم، وهى حرفة الأويما التى تكشف عن مهارة الحرفيين الدمايطة، وتشكل نمطا منفردًا من أنماط تشكيل قطع الأثاث الذى تشتهر به هذه المدينة.

الغضب الدمياطي
الغضب الدمياطى لم يتأخر، إذ توقف الكثير منهم عن العمل، وكثيرون باتوا يخشون على مهنتهم من الانقراض من جراء انتشار ماكينة تسمى (ماكينة تخبيط وتنظيف الأويما الحديثة CNC)، وهى ماكينة ظهرت منذ عدة أشهر، ووصل عددها فى المحافظة إلى أكثر من خمسمائة، وهذه الماكينة يتم استخدامها فى الإنتاج الكثيف للأثاث الدمياطى لتلبية الحاجات السريعة والمتزايدة للأسواق الخارجية، وتقوم الماكينة بنفس دورهم، إلا أنها تفتقد إلى اللمسة اليدوية للحرفى الدمياطى، وتؤدى إلى نمطية الإنتاج مثلما يحدث فى الأثاث المنتج فى الدول الأوروبية التى تستورد منها هذه الماكينات.


تحدى الدمايطة بدأ يتخذ خطوات فعلية للتصدى إلى ما يهدد أرزاقهم ويؤدى إلى القضاء على حرفتهم التى توارثوها، فوزعوا منشورات تبين الأخطار التى يتعرض لها أكثر من 80 ألف أويمجى دمياطي، يطالبون فيها بوقف استيراد هذه الماكينات؟


ويقول التابعى الغازى «أويمجى»: «أعمل منذ عشرين عاما فى ورشتى الصغيرة، حيث أستخدم الأدوات اليدوية فى الحفر على الخشب والتى تمكننى من اختيار وتنفيذ تصميمات جديدة تختلف من حجرة أثاث إلى أخرى، وهذه كانت من أهم مميزات الأثاث الذى تنتجه محافظة دمياط ويتهافت عليه المستهلكون، ومنذ سنوات بدأت تتسلل داخل دمياط الماكينات الحديثة المستوردة (ماكينات التكسير)، ولم تشكل أي خطورة على إنتاجنا اليدوى الذى كان يفضله تجار الموبيليا والمستهلكون، سواء فى الأسواق الداخلية أو الخارجية».


ويضيف: «ولكن فوجئنا منذ أشهر قليلة بهذه الماكينات الحديثة الأكثر تطورًا وهى التى تشطب الأويما نهائيا وتنتشر بسرعة وتفرض سيطرتها، وإنتاج الماكينة الواحدة فى الشهر يعادل إنتاج أكثر من مائة ورشة بها أكثر من مائتى عامل برغم أن هذه الماكينة لا تتوافر فيها اللمسات اليدوية الإبداعية للأويمجى الدمياطى، وقد تأثرت ورشتي تأثرا بالغا، وتأثرت أرزاقنا وأصبحنا غير قادرين على تحمل نفقات المعيشة لأسرنا.

وجعلت أصحاب الورش والعمال مهددين بالبطالة والتشريد إذا استمرت هذه الظاهرة الدخيلة على دمياط والتى لا يستفيد منها إلا قلة من أصحاب المصانع الكبيرة التى تصدر الإنتاج النمطى إلى الدول الأجنبية على حساب سمعة الأثاث الدمياطى، ولم يكن هناك مفر من أن يخرج الأويمجية زملائى ليدافعوا عن حقهم فى العمل».


بدوره يقول حسام حافظ: «إن صناعة الأويما فن تتوارثه الأجيال، ولكن وجود الماكينات الحديثة لدق الأويما أدت إلى انهيار الصناعة اليدوية، وغلق الكثير من الورش بسبب انتشار هذه الماكينات، وأصبح دور الأويمجى يقتصر على إعادة تنسيق الشغل بعد الماكينة، مما يؤدى إلى موت هذا الفن الجميل، وموت اللمسة الجمالية التى كان يتفنن الأويمجى فى ابتكارها».


ويشير محمد مسلم، رئيس نقابة عمال الأثاث بدمياط، إلى أن النقابة تحركت على الفور مع هؤلاء الصناع، والتقت ببعض المحافظين السابقين لإيجاد حلول عاجلة لإنقاذ الآلاف من الأويمجية، حيث قرر المحافظون وقف تراخيص ماكينات الأويما الحديثة بنطاق المحافظة وإغلاق الورش التى تستخدم هذه الماكينة، ولكن لم يتم تفعيل القرار.


كما نطالب وزير التجارة والصناعة ومصلحة الجمارك بالعمل على وقف استيراد هذه الماكينات، لأن بانتشارها فقدت دمياط الميزة الوحيدة التى تميزها عن دول العالم، وتساوت ببقية دول العالم.

 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية