رئيس التحرير
عصام كامل

تقرير: إسرائيل بحاجة لتحديث استراتيجيتها إزاء الخطر النووي الإيراني

سلاح نووي
سلاح نووي

رأت مصادر إعلامية إسرائيلية، اليوم السبت، أنه رغم عدم تمكن تل أبيب من التأثير بشكل جذري على سير المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى، إلا أنها حققت في المجمل نجاحات استراتيجية خلال العقدين الماضيين. 

وبحسب تقرير نشر على موقع ”نيوز1“ العبري، أصبح من الواضح للجميع أن قدرة إسرائيل على التأثير على المفاوضات النووية ليست كبيرة، وأنها تمتلك الفرصة لإعادة تقييم آليات التأثير على هذا الملف من جديد؛ من خلال استخلاص دروس العقدين الماضيين. 

وقال إن ”تراجع قدرة إسرائيل في هذا الصدد، يعود لحقيقة أن الاتفاق النووي يشكل مصلحة أمريكية؛ كي يمكن للأخيرة التركيز على صراعاتها مع القوى العظمى الأساسية الصين وروسيا“، مُذكرًا بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان وصف قرار انسحاب سلفه دونالد ترامب في 2018، من الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 بأنه ”كارثي“. 

وأفاد بأن واشنطن ترى في عمل عسكري إسرائيلي محتمل ضد البرنامج النووي الإيراني أمرًا غير مناسب، طالما بالإمكان التوصل إلى اتفاق يُعيد المشروع النووي الإيراني إلى الوراء. 

إنجازات إسرائيلية

لكن رغم ذلك، يعتقد الخبير الإستراتيجي الإسرائيلي أودي إفينتال، الرئيس الأسبق لوحدة التخطيط الاستراتيجي بوزارة الدفاع، أن العقدين الماضيين شهدا تحقيق إنجازات إسرائيلية مهمة على صعيد عرقلة المشروع النووي الإيراني.

ومن بين هذه الإنجازات، على سبيل المثال، رفع مستوى الوعي بهذا الملف على الصعيد الدولي بشكل عام، وفي الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، وقدّر أن مجرد حشد العالم وراء الموقف الرامي لمنع إيران من إحراز تقدم على صعيد برنامجها النووي والصاروخي، ومن ثم التصدي لهذا الخطر الاستراتيجي، يعد إنجازًا مهمًا. 

وأحصى إفينتال عددًا من المحطات المهمة في تاريخ رفع مستوى الوعي بهذا الملف، ومن ذلك خطاب شامل ألقاه عضو الكنيست السابق إفرايم سِنِيه، مطلع سنوات التسعينيات أمام الكنيست، تطرق بشكل غير مسبوق للخطر النووي الإيراني

وأوضح أنه منذ إلقاء هذا الخطاب، لم تتوقف إسرائيل عن لعب دور في مكافحة الطموح النووي الإيراني على الصعيد الدولي، وعملت على إقناع العالم بأن لدى إيران رغبة في امتلاك برنامج من هذا النوع للأغراض العسكرية وليست المدنية كما تدعي.

ووضع إفينتال كشْف وثائق الأرشيف النووي الإيراني، في 2018، أمام العالم، من فوق منصة الأمم المتحدة، بواسطة رئيس الحكومة وقتها بنيامين نتنياهو، من بين تلك الإنجازات؛ إذ أثبت للعالم بشكل قاطع أن إيران سعت لامتلاك السلاح النووي.

وأطلعت إسرائيل العالم، وفقًا للموقع، على نشاطات إيرانية نووية محظورة خلال السنوات الماضية، جلبت دلائل لم تكن معلومة من قبل، هي التي أدت لتحقيقات فتحتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن بعض التحقيقات لا تزل جارية حتى اليوم، وتعد سببًا رئيسًا من أسباب عدم التوصل إلى صفقة جديدة مع إيران حتى الآن.

ومن بين أوجه التأثير الإسرائيلي التي ذكرها الموقع، ما يتعلق بالمهمات السرية التي نفذتها أجهزتها الاستخبارية داخل إيران، إضافةً لدورها في فرض العقوبات على طهران، ودفع واشنطن لتوجيه إشارات إلى النظام الإيراني بأن الخيار العسكري غير مستبعد، وضغطت إسرائيل على واشنطن من أجل الإعلان بشكل صريح أنها لن تسمح لطهران بامتلاك السلاح النووي.

ولعبت إسرائيل دورًا في تشكيل الصورة الذهنية الدولية تجاه التهديد النووي الإيراني، وكذلك بلورة الطرق التي يعمل بها المجتمع الدولي من أجل التصدي لهذا البرنامج.

الجريدة الرسمية