رئيس التحرير
عصام كامل

سببها المناخ ليس الحرب الأوكرانية.. أزمة غذاء عالمية تهدد بمجاعة تجتاح العالم

القمح
القمح

لم يكد العالم يلتقط أنفاسه من انتهاء أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود، بعد توقيع اتفاق مع روسيا بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا منذ قرابة شهر، إلا وظهرت أزمة غذائية جديدة تهدد الأمن الغذائي العالمي.


التغيرات المناخية 


ولكن هذه المرة ليس سببها الحرب الروسية الأوكرانية، إنما الأزمة تتعلق بالتغيرات المناخية، حيث يتعرض العالم لأسوء أزمة مناخية منذ عقود، بسبب زيادة ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الناتج عن زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري.


وشهدت درجات الحرارة ارتفاعا كبيرا في دول أوروبا وآسيا وإفريقيا، مما تسببت في موجات جفاف أثرت على إنتاج الدول من المنتجات الزراعية، ناهيك عن حرائق الغابات التي اجتاحت العديد من دول العالم.


موجات الجفاف في أوروبا 


ففي أوروبا شهدت القارة العجوز أسوأ موجة جفاف منذ عقود، حيث انخفض منسوب المياه في الأنهار الرئيسية بالقارة العجوز مثل  نهر الراين الذي يتدفق عبر ألمانيا وهولندا ث، مع ارتفاع درجات الحرارة مما يهدد بنقص الإنتاج الزراعي في دول القارة الأوروبية.

وتعرض نهر جفاف نهر اللوار وهو أطول أنهار فرنسا، وهو معروف بالقلاع على ضفتيه حتى أنه يدخل في نطاق حماية منظمة اليونسكو، مما يهدد بتقليص الإنتاج الزراعي والثروة السمكية.

والأمر الذي يزيد من حدوث أزمة غذاء عالية، أن  الدول الأوروبية تسهم بنصيب كبير في سوق الغذاء العالمي، حيث تنتج فرنسا وحدها 20 مليون طن من القمح ورومانيا كذلك تنتج كم كبير من القمح، ناهيك عن منتجات الخضروات والفواكه التي تنتجها هذه الدول والتي تسهم بشكل كبير في الأمن الغذائي.
وليس ذلك فحسب فتعرضت دول أوروبا وعلى رأسهم فرنسا وإسبانيا لأسوأ حرائق غابات منذ عقود بسبب ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، الأمر الذي سيكون له تأثير سلبي على إنتاج هذه الدول من المواد الغذائية.


موجات الجفاف في آسيا 


وفي آسيا تعرضت الصين لأسوأ موجة جفاف منذ عقود، والتي تسببت في جفاف نهر يانجتسي، حيث سجلت في عدد من المدن الكبرى أعلى درجات حرارة في تاريخها بلغت 45 درجة مئوية في جنوب غرب البلاد.


وفي المجموع يؤثر الجفاف على نصف البلاد، بحسب خريطة نشرتها يوم الأربعاء إدارة الأرصاد الجوية الوطنية، وتأثرت مناطق بأكملها من البلاد بما في ذلك شريط عريض يشمل الجزء الجنوبي من التبت التي تتمتع بحكم ذاتي (غربا) وهي منطقة جبلية تمتد إلى المناطق الساحلية شرقا، القلب الاقتصادي للصين.


ويسبب الجفاف مشكلة لمزارعي الأرز وفول الصويا الصنفين اللذين يستهلكان كميات كبيرة من المياه، وستؤثر موجة الجفاف هذه على إنتاج الصين من المنتجات الغذائية خاصة أن بكين من أكبر منتجي القمح والذرة والأرز في العالم، الأمر الذي يشكل تهديدا كبيرا للأمن الغذائي العالمي.


وفي الهند تعرضت البلاد لموجات حار شديدة الأمر الذي تسبب في تلف بعض المحاصيل، الأمر الذي انتاج نيودلهي من المحاصيل الزراعية، خاصة محصول القمح والأرز، الأمر الذي يشكل تهديدا للأمن الغذائي العالمي، باعتبار الهند من أكبر مصدري الأرز والقمح.


وتتجه الهند، أكبر مصدر للأرز في العالم، لتقييد بعض صادراته، مع تناقص الإمدادات المحلية وارتفاع أسعاره في البلاد، في خطوة تهدد بزيادة فوضى أسواق الغذاء العالمية.

 

صادرات الأرز


وتناقش الحكومة الهندية، في الوقت الحالي، فرض قيود على صادرات الأرز المكسور، والتي تمثل نحو 20 % من صادراتها، وقد تعلن عن القرار قريبا، بحسب بلومبرج.

تمثل الهند 40 % من تجارة الأرز العالمية، وتقييد صادراتها سيوجه ضربة أخرى للبلدان التي تصارع أزمة غلاء المعيشة وقد يفاقم الجوع حول العالم، وسيكون له تداعيات على مليارات الأشخاص الذين يعتمدون عليه كغذاء أساسي، إذ يزرع ويستهلك حوالي 90 % من أرز العالم في آسيا.

الجريدة الرسمية