الجيش الأوكراني يتحول من الدفاع إلى الهجوم.. هل يتراجع الروس؟
صمد الجيش الأوكراني أمام الضربات الروسية وبدأ الانتقال من وضع الدفاع إلى الهجوم، وبالأمس أصاب مستودع ذخيرة روسي بالقرب من جسر رئيسي في الجنوب، ومن شدة الضربة خرج الجيش الأوكراني يؤكد أنه يملك القدرة على قصف جميع خطوط الإمداد الروسية في هذه المنطقة.
الصمود الأوكراني يثير دهشة الكثير من الخبراء، إذ أدى ذلك إلى تأخر الحسم في المعركة ما يطرح تساؤلات عدة عن مدى تراجع روسيا عن تنفيذ مخططها في الأراضي الأوكرانية تجنبا لمزيد من الخسائر، لاسيما أن الغرب يقف خلف أوكرانيا ويمدها بالسلاح والمال.
لا تراجع عند الروس
يقول هشام نور الدين، الكاتب والباحث في الشئون السياسية، إن روسيا لم ولن تقبل وجود حلف الناتو على حدودها مهما كان الثمن باهظا لافتا إلى أن روسيا لن تقبل وجود قواعد أمريكية على الأراضى الأوكرانية، إلا إذا تمت السيطرة على موسكو وسارت الدبابات الأمريكية فى شوارع روسيا.
واضاف: أى دولة فى العالم لو كانت مكانها سيكون هذا موقفها الثابت، وأمريكا مرت بنفس التجربة فى كوبا وكان هذا موقفها.
تجربة أمريكا في كوبا
وتابع: العقوبات الاقتصادية والحرب التكنولوجية والالكترونية والحرب الإعلامية وتسخير كل وسائل الأعلام العالمية ضد روسيا وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل صناديق النقد الكونية لن تغير هذا الموقف.
واختتم حديثه قائلا: إذا تطورت الأمور سيحترق كل العالم بما فيه الذين يظنون أنهم خلف الأطلسى فى مأمن، لافتا إلى أن الحل يكمن في احترام مخاوف روسيا، وعدم الكيل بعدة مكاييل في مسائل الأمن القومي.
وكان الاتحاد الأوروبي، أعلن عن تعليق عضوية كل من روسيا وبيلاروسيا، في مجلس دول بحر البلطيق، في الوقت الذي أعلنت وزارة الدفاع الروسية وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية لخروج السكان المدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا ابتداء من الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت موسكو.
وأصدرت الدفاع الروسية بيانا قالت فيه: "روسيا أعلنت وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية لخروج السكان المدنيين من مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا المحاصرتين ابتداء من الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت موسكو".
وأضاف البيان: "تم الاتفاق مع الجانب الأوكراني على الممرات الإنسانية وطرق خروج المدنيين من هذه المدن".
حصار الجيش الروسي
من ناحيته، أعلن الجيش الأوكراني أن القوات الروسية ضرب طوق حول العاصمة كييف وخاركيف لمحاصرتهما، كما تعرَّض ميناء ماريوبول الإستراتيجي في شرق أوكرانيا لـ"حصار" يفرضه الجيش الروسي ولهجمات "عنيفة".
وبالتزامن مع ذلك، عبَّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أسفه للقرار "المتعمد" الذي اتخذه حلف شمال الأطلسي بعدم فرض منطقة حظر جوي في أوكرانيا في خضم الغزو الروسي لهذا البلد.
وقال زيلينسكي في فيديو نشرته الرئاسة الأوكرانية: أعطت إدارة الحلف (الأطلسي) الضوء الأخضر لمواصلة الضربات على مدن وقرى أوكرانية برفضها فرض منطقة حظر جوي".
وفي وقت سابق قال أمين عام حلف شمال الأطلسي: إن التحالف العسكري الغربي لن يفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا ولن يرسل قواته إلى هناك، لكنه وعد بتقديم المساعدة لكييف بصورة أخرى وحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إنهاء الغزو على الفور.
