رئيس التحرير
عصام كامل

عندما يصبح أوائل الثانوية في خطر

وكنا نظن أن المستقبل كله رهين درجات المجموع الذي سنحصل عليه في الثانوية العامة إلى أن جاء الواقع بحقائق مغايرة لما ظنناها، ولايزال يظنه الكثيرون. وكلما تابعنا خطوات زملاء الدراسة من الابتدائية إلى مراحل الاحتكاك بالحياة العملية زاد اليقين أن الثانوية العامة بعبع الجماهير ليست معيارا على النجاح أو الفشل.


وقد يظن البعض أن الفشلة أصحاب حظ أكثر من غيرهم ممن سهروا الليالى وجاهدوا في سبيل النجاح بتفوق وهو ظن على غير حقيقته، واقع الحياة يحتاج إلى مهارات ليست محل اختبار في الثانوية العامة وحظوظ الحياة أيضا قد تحمل من المفاجآت ما يجعل رأسك لا تصمد أمام عجائبها.


بعض الأوائل الذين كنا نحسدهم في المراحل الأولى للتعليم يعملون الآن بوابين في عمارات كل عملهم خدمة سكان العمارة والسهر على راحتهم وبعضهم شق طريقه إلى نجاحات مبهرة.


طريقة التقويم في بلادنا لا تزال بحاجة إلى تطور، فالحفظ ليس هو المهارة الوحيدة التي يحتاجها الإنسان لكى يعبر عبورا مبهرا أو ناجحا في العمل الذي يتصور أنه يناسب قدراته. وكم من زملاء لم يفلحوا في تحقيق درجات فوق متوسطة وعندما خاضوا معركة الحياة أثبتوا قدرة تفوق قدرات غيرهم وحققوا نجاحات لم يحققها أوائل الثانوية العامة.


أعرف صديقا سعد بحصول ابنه على درجات هائلة تؤهله للالتحاق بكلية الطب ولم تكن النتيجة على تواز مع درجاته في الثانوية العامة.. فشل الشاب في الاستمرار وخرج من الطب على مكان آخر. وعندما تخرج هذا الشاب من كلية التجارة أنشأ مشروعا للتجارة الإلكترونية وقدم فيه نموذجا مدهشا وأصبح واحدا من رجال الأعمال الشباب المهمين.

 


وخلاصة القول إن نجاحك اليوم ليس معيارا ولا صورة لمستقبلك، فمعركة الحياة أكبر من اختزالها في القدرات التي وضعتها  وزارة التعليم، فقد يكون النجاح المبهر حليفك وأنت دون ذلك في الثانوية العامة والعكس قد يكون صحيحا.

الجريدة الرسمية