رئيس التحرير
عصام كامل

عمال التراحيل في دمياط.. نقمة أم نعمة؟

عمال التراحيل في
عمال التراحيل في دمياط

محافظة دمياط واحدة من أكبر المحافظات الجاذبة للعمالة بالجمهورية نظرًا لوجود العديد من الأنشطة الاقتصادية وخاصة الصناعات الحرفية والصغيرة حيث يفد إليها يوميًا الآلاف من أبناء المحافظات المجاورة وأيضًا محافظات الصعيد، ففى الوقت الذى يستقبل فيه الدمايطة هؤلاء العاملين بإهتمام شديد نظرًا لسدها النقص فى العديد من المهن التى لا يقبل عليها أبناء المحافظة مثل أعمال البناء والتشييد وأعمال النظافة ومحلات الأطعمة والباعة الجائلين وعمال المخابز والفنادق، إلى جانب العمل فى صناعة الأثاث لوجود نقص فى العمالة بتلك الصناعة لإحجام الدمايطة عن بعض الأعمال الشاقة بها، تحولت هذه العمالة من نعمة إلى نقمة حيث استطاع الكثير من تلك العمالة تعلم وإتقان هذه المهنة ونقلها إلى محافظاتهم وأصبحت توجد مناطق شهيرة بتلك المحافظات تنافس صناعة الأثاث الدمياطى وهو ما يحاول المسئولون عن تلك الصناعة إيجاد حلول لتلك المشكلة. 

عمال التراحيل

يقول أحمد والي، مستشار الغرفة التجارية بدمياط ان عوامل الجذب الكثيرة للمحافظة تؤدى إلى تحرك العمالة ناحيتها فصحيح أنها عمالة مصرية ولكن ليست كلها عمالة فنية ماهرة وبالتالى يحتاج الأمر إلى تشارك المجتمع المدنى الدمياطى فى تصنيف هذه العمالة وإعادة الزائد منها إلى مصادرها وتسجيل العمالة التى ستستبقى بالمحافظة للحاجة إليها إما فنيًا أو مهنيًا أو خدميًا وذلك حتى لا تفقد المحافظة هويتها ويزداد الشارع الدمياطى عنفًا لم يكن موجودًا بل وجرائم لم نكن نسمع بها، الأمر يحتاج إلى وقفة أمام كل هؤلاء الوافدون بالآلاف يوميًا والإبقاء فقط على ما يحتاجه المجتمع الدمياطى وإستبعاد الآخرين.

وأكد العمالة الوافدة للمحافظة تعتبر نقمة إذا زادت عن حاجة المجتمع المخططة له لأن الباقى سيتحول إلى أطفال شوارع وسيحصلون على الغذاء بصورة تؤثر على أرزاق الدمايطة وإلى جريمة منظمة يعانى منها المجتمع ككل.

وقال: “إذا كنا فى حاجة إليهم فهم نعمة على المجتمع ويمكن تدريبهم على الأعمال التى نعانى من نقص شديد فيها خاصة أن منهم يعمل فى مهن لا يقبل عليها الدمايطة مثل عمال النظافة والمخابز ومحلات الأطعمة وأعمال البناء وغيرها من الأعمال التى يتميزون بها  بالإضافة إلى رخص أسعارهم بالمقارنة بأبناء المحافظة ولذلك لابد من إيجاد جهة حكومية مشرفة على تسجيل هذه العمالة حتى يمكن التأكد من هويتهم ومشروعية عملهم ”. 


ويضيف " محمد الزينى – رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بدمياط " أن العمالة الوافدة أثرت على الصناعات الدمياطية بصفة عامة وخاصة صناعة الأثاث لأنها عمالة غير مدربة للعمل فى تلك الصناعات التى تتميز بالحرفية وهى نقطة بعيدة كل البعد عن تلك العمالة الوافدة، كما أنها تزيد من حدة البطالة للإقبال عليها لرخص أسعارها بالمقارنة بالمقابل الذى تحصل عليه العمالة الفنية الدمياطية الحرفية.

ولفت الى اهمية تنظم العمالة فى دمياط عن طريق الغرفة التجارية بمعنى ألا يتم تشغيل أى عمالة وافدة من خارج المحافظة وخاصة فى صناعة الأثاث إلا بتصريح من الغرفة أو القوى العاملة حتى نحد من البطالة بين العمال الدمايطة الذين هم شغلنا الشاغل خاصة أن تلك العمالة الوافدة إستطاعت بعد فترة من وجودها أن تتعلم مهنة الأثاث وتنقلها إلى محافظاتهم ما أثر على تلك الصناعة فى دمياط.

وقال: لم تقف الغرفة مكتوفة الأيدى أمام هذا الهجوم اليومى الوافد بل قامت بعقد دورات تدريبية للعمالة الدمياطية لصقل مهاراتهم وكذلك فتح منافذ بيع بالمحافظات وإقامة معارض للأثاث داخل عدد من محافظات الجمهورية، وسوف ننتقل بتلك المعارض إلى المستهلك فى جميع أنحاء مصر، كما أن الغرفة فى سبيلها للتعاقد مع بنك الشركة المصرفية على فتح البيع بالتقسيط على مستوى الجمهورية لشراء الأثاث بمعنى أن تقدم دمياط الأثاث لكل أنحاء الجمهورية وسوف يستفيد منها كل المعارض والتجار والورش.

الجريدة الرسمية