رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بين الوعظ والدعوة

هناك خلط شديد بين الدعوة إلى الله تعالى وبين الوعظ والإرشاد والنصح، فالدعوة إلى الله تكون لغير المسلمين ولها أسس ينطلق منها الداعي، وهي ثلاث أشار الله عز وجل إليها من خلال قوله تعالى: “ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”..  من هنا لابد لمن يتعرض بالدعوة إلى الله أن يكون من أهل الحكمة أي ممنوح من الله الحكمة، وهي كما نعلم منحة إلهية وعطاء رباني توهب ولا تكتسب  لقوله سبحانه: “يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ”.. ولقوله جل جلاله: "وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ".

صفات الداعي 

 

والحكمة هي الميزان الذي يضع كل شئ في نصابه وهي النور الذي يتعامل به الداعي مع الأنفس البشرية، فصاحب الحكمة يدرك بنورها كوامن النفس البشرية ويعلم المدخل إليها ويملك القدرة على التأثير والتغيير، ولا شك أن صاحب الحكمة مؤثر على من يدعوه إلى الله ومن يتعامل معه. هذا عن الأساس الأول بإيجاز  للدعوة إلى الله تعالى.

 

وأما عن الأساس الثاني وهو الموعظة الحسنة وهي لا تتأتى إلا من صاحب خلق  كريم، وعادة ما يغلب عليها صفة التيسير والتبشير والترغيب عملا بقول النبي الكريم صلى الله عليه وعلى أله وسلم: “يسروا ولا تعسروا. وبشروا ولا تنفروا إنما بعثنا مبشرين غير منفرين وميسرين غير معسرين”، ولقوله أيضا: “أحب العباد إلى الله الذين يحببون العباد في الله ويحببون الله في عباده”.. هذا عن الأساس الثاني الذي ينطلق منه الداعي. 

 

أما عن الأساس الثالث للدعوة إلى الله سبحانه هو المجادلة بالتي هي أحسن بمعنى أن يجادل من هو على غير الإسلام بالحسنى وبهدوء وبلا إنفعال. وبلا تعنيف وبلا تشدد. هذه هي الأسس التي ينطلق من الداعي إلى الله تعالى في دعوته.. من هنا لا يصلح أي احد للدعوة إلى الله وإن كان دارسا مطلعا لعلوم الدين والشريعة، فكم من قارئ ودارس ومطلع وهو فاقد للحكمة. إذن مسألة الدعوة ليست لكل من هب ودب  ولا لكل دارس وقارئ ومطلع كما ذكرنا من قبل..

 

صفات الواعظ

 

هذا عن الدعوة والداعي أما عن أهل الوعظ والإرشاد والنصح لابد أن يملكوا أدوات الوعظ والنصح والإرشاد وهي تتلخص في الأتى: 

أن يكون عالما فاهما لعلوم الدين بوسيطته ورحمته وإعتداله وسماحته، وأن يكون معروف بحسن الخلق، وأن يكون منتصحا متعظا من قبل أن ينصح ويعظ  ففاقد الشئ لا يعطيه. وأن يكون هينا لينا بشوشا سمحا بساما يؤلف ويؤتلف، بسيط في تعامله ميسر ومبشر في وعظه ونصحة ومرغبا للناس في نصحه ووعظه، وأن يكن نموذج طيبا ومشرفا لأهل الوعظ والنصح، وأن يرغب الناس في طاعة الله تعالى وفي رضاه سبحانه وجنته.. 

 

هذا ويجب أن يكون الواعظ فاهما لأحكام كتاب الله وتعاليمه عالما بالسنة النبوية المطهرة فهما صحيحا حتى لا يسلك بالناس مسلك التشدد والتعصب الأعمى والغلو، وحتى لا يقنط الناس من رحمة الله تعالى، ولا ينفرهم وعليه أن يبعث الأمل في نفوس العصاة والمذنبين متأسيا بصاحب الرسالة رحمة رب العالمين للعالمين عليه وعلى أله وصحبه أفضل الصلاة وأتم السلام الهادي البشير النذير السراج المنير، القائل: “إنما بعثت هاديا ورحمة. ولم أبعث لعانا شتاما”. والقائل: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”..

 

من هنا ومن أجل ذلك يجب إعداد الوعاظ إعدادا جيدا ويجب تأهيلهم نفسيا ومعنويا للوعظ  ويجب مراجعة رواتبهم وتحسينها حتى يكن لديهم إستقرار نفسي ومادي.. ويجب متابعة أهل الوعظ والإرشاد من قبل مفتشي وزارة الأوقاف وتجنيب من ليس أهلا للدعوة والنصح والوعظ والإرشاد  وأصحاب الفكر المتطرف..

Advertisements
الجريدة الرسمية