رئيس التحرير
عصام كامل

حدثت داخل مكتب مديره بشركة النسيج.. كيف لعبت الصدفة دورا في حياة يحيى شاهين الفنية؟

الفنان يحيى شاهين
الفنان يحيى شاهين ونادية لطفى فى الثلاثية

يستحق عن جدارة لقب سى السيد فهو شيخ الفنانين العرب وصاحب تاريخ حافل في السينما على مدى أكثر من نصف قرن، كما كان أيضا من أنجح الفنانين تقديما للأدوار الدينية، وأدواره ما زالت عالقة في الأذهان، إلا أن أشهر أدواره هو دور سى السيد في ثلاثية نجيب محفوظ بالسينما ـ بين القصرين ـ قصر الشوق ـ السكرية ـ وهو العملاق في الأداء يحيى شاهين الذى ولد في مثل هذا اليوم 28 يوليو عام 1917.

 

ولد يحيى شاهين بالقاهرة بحى عابدين وجاء ترتيبه من الأوائل وتم ترشيحه لبعثة إلى إنجلترا وحصل على دبلوم الفنون التطبيقية وبكالوريوس هندسة النسيج، وعمل موظفا بشركة مصر للغزل والنسيج، انضم إلى جمعية هواة التمثيل لعشقه للسينما والتقى بالفنان بشارة وسارا في طريق الفن. قدم أول أدواره في فيلم "لو كنت غنى" في دور هامشى ثم قام ببطولة أول أفلامه في فيلم "سلامة" مع أم كلثوم بعد اعتذار حسين صدقى عن الدور.

موظف النسيج 

وعن دخوله عالم السينما كتب الناقد حسن إمام عمر يقول: تخرج يحيى شاهين من مدرسة الفنون التطبيقية عام 1935 وتم ترشيحه لبعثة إلى إنجلترا لدراسة ماكينة النسيج حيث جاء تعيينه في شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى إلا أنه كان على موعد مع القدر، ففي مكتب مدير شركة الغزل والنسيج عبد الله أباظة حيث كان عنده لإنهاء إجراءات السفر إلى إنجلترا ليلتقى بمدير الأوبرا في ذلك الوقت ادمون تويما الذى كان في زيارة الشركة واتجه إلى يحيى شاهين قائلا هل تحب أن تمثل؟ فأجاب شاهين بالموافقة.

يحيى شاهين 

وأضاف حسن إمام عمر: هنا استيقظت الهواية الكامنة في أعماق يحيى شاهين وبدلا من أن يوقع على أوراق السفر إلى لندن للحصول على البعثة فوقع في مكتب خليل مطران مدير الفرقة القومية عقدا للعمل بالفرقة ليتنقل في أدوار مسرحية صغيرة مع فرقتى رمسيس وفاطمة رشدى حتى كانت مسرحية مرتفعات وذرينج فاتحة خير عليه.

كل هذا الحب 

قدم يحيى شاهين 96 فيلما يعتبر أغلبها أهم أفلام السينما المصرية من بينها: ارحم دموعى، شىء من الخوف، جعلونى مجرما، ابن النيل، سيدة القطار، الأرض، الأخوة الأعداء، شيء من العذاب، وكانت آخر أفلامه للمخرج حسين كمال (كل هذا الحب) حيث توفى عام 1994.

الفنان يحيى شاهين 

حصل يحيى شاهين على جوائز متعددة عن معظم أفلامه منها وسام الجمهورية من جمال عبد الناصر عن إنتاج فيلم (الملاك الصغير) الجائزة الذهبية من جمعية كتاب السينما وجائزة دعم السينما عن الفيلمين ارحم دموعى وجعلونى مجرما من إخراج عاطف سالم.

ولم يكن دور سى السيد هو الوحيد الذي تألق فيه يحيي شاهين، وأصبح علامة في تاريخ السينما، فمشواره كان حافلًا بالعطاء المتميز، وترك بعد رحيله مجموعة مهمة من روائع السينما الكلاسيكية، وبعيدًا عن الفن كانت حياته الشخصية مختلفة تمامًا عن حياة "سى السيد"، وتمرد على صفات شخصية "سى السيد" ولم يرتض بها أسلوبا لحياته في بيته وكما قالت زوجته السيدة مشيرة كان طيبا حنونا  .

زواج وحزن وعزلة 

تزوج يحيى شاهين للمرة الأولى عام 1959 من سيدة مجرية مطلقة تكبُره ولديها طفلان وذلك بعد أن أحبها، ولكن لم يدم الحب بينهما طويلًا، فبعد 6 سنوات وابنتين أنجبهما منها، قررا الانفصال بسبب اختلاف طباعهما إلا أن الزوجة خطفت ابنتيه وسافرت بهما إلى المجر، فأصيب بإحباط شديد وعاش في عزلة لمدة عامين، وحاول البحث عنهما دون جدوى، ثم وقع اختياره على السيدة مشيرة عبدالمنعم ليتم الزواج، وأنجب منها ابنة وحيدة تدعى داليا، وكان في سن كبيرة وقتها، وعاش سعيدا مع زوجته وابنته حتى وفاته عام 1993.
 

الجريدة الرسمية