رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

امنحنى فرصة لكى أخنقك!

هذا ليس عنوانا لفيلم مضحك أو مسرحية فكاهية وإنما هو عنوان لسلوك وتصرفات أوروبا مع روسيا الآن! 
فهى فرضت عقوبات قاسية على روسيا لم تقتصر فقط على تخفيض التعاملات الدبلوماسية وإنما شملت  تجميد أموال لروسيا ووقف التعاون التجارى والمالى  معها، وحظر استخدامها للأجواء الاوربية والموانىء الاوربية، وكلها عقوبات تستهدف خنق روسيا اقتصاديا حتى تنهار وتستسلم لأوروبا وأمريكا.. 

 

وفى سبيل ذلك قررت الحكومات الاوربية أن تعمل على التوصل إلى بدائل للغاز الروسى بالكامل حتى تفقد روسيا أهم مصدر للدخل تعتمد عليه الآن اقتصاديا وعسكريا أيضا.. لكن قادة أوروبا في ذات الوقت يريدون من روسيا الآن ما يحتاجونه من غاز وأيضًا ما يحتاجونه من غذاء حتى يكونوا جاهزين للإستغناء عن الغاز والغذاء الروسي والأوكراني أيضا!

  
فهل هناك أعجب من ذلك؟! إن قادة أوروبا بدلا من السعى إلى تفاهم مع الروس يضمن لهم الأمن والاستقرار والطاقة والغذاء الذى يحتاجونه ينساقون وراء أمريكا -ويتمادون في فرض العقوبات على روسيا- التى ألحقت بهم هم الأذى مع الروس، ولم يمنحوا أنفسهم فرصة للتفكر في الأمر ومراجعة سياساتهم تجاه روسيا، وإنما يسيرون معصوبى الأعين وراء أمريكا التى كل ما يهمها هو محاصرة ومطاردة الروس واضعافهم حتى يتخلصوا من أهم منافس عسكرى لهم في العالم الآن كما يقولون ويعترفون بذلك!

 


إن أمريكا تحارب الآن روسيا على أرض أوروبا وليس على أرضها، ولذلك لا تعانى من تداعيات هذه الحرب مثل أوروبا.. وهى مستعدة أن تتحمل بعض الزيادة في أسعار النفط وبعض النقص فى ألبان الاطفال مثلا في سبيل استنزاف روسيا اقتصاديا وبالتالى اضعافها عسكريا.. ولا يهم أمريكا أن يعانى الأوروبيين الآن ومستقبلا حتى وإن كانت تقول عليهم إنهم أهم حلفاء لها.. وعجبى! 

Advertisements
الجريدة الرسمية